ضرورة المصالحة مع الضحايا المسالمين أيضا

المصالحة ضرورة سياسية وإنسانية وبادرة متمدنة يحتاجها العراق من أجل تحقيق السلم في البلاد والاستقرار والأمن والسلامة لمواطنيه ولحماية ممتلكاتهم وممتلكات الدولة ولعزل الارهابيين للتخلص منهم. مشروع المصالحة الحكومي يشمل، كما يصرح المسئولون في دولة العراق الديمقراطية التعددية الجديدة، انخراط كل القوى والافراد الذين لم تتلطخ أياديهم بدماء المواطنيين العراقيين زمن الدكتاتورية، ويشمل أيضا القوى التي لم تنخرط في العملية السياسية ممن تورط بعض عناصرها بالعمليات المسلحة بعد سقوط النظام السابق، كما صرح بذلك النائب في مجلس النواب السيد سامي العسكري مستشار رئيس الوزراء لراديو سوا يوم 24/4/2007.
حسنا تعمل الحكومة العراقية. ولكن أليس من الضروري ومن واجب الحكومة تحقيق المصالحة مع الضحايا المسالمين أيضا وليس فقط مع أنصار النظام السابق ومع المتورطين بالعمليات المسلحة؟ لماذا لا تشمل (المصالحة) ضحايا النظام الدكتاتوري السابق وضحايا الارهاب الحالي لاشراكهم في العملية السياسية ولتحقيق انخراطهم في المؤسسات الديمقراطية في دولة العراق الجديدة؟
من بين أبرز هؤلاء الضحايا شريحة الكورد الفيلية المسالمة (الشريحة الكبيرة، الكبيرة جدا كما قال مسئول عراقي ذو علم واطلاع من بغداد في ندوة عقدت مؤخرا) التي عانت ولا زالت تعاني من تبعات سياسات وممارسات النظام السابق ومن جرائم الارهابيين لا لذنب ارتكبوه سوى كونهم كورد فيليه ومواطنون صالحون ومنتجون مبدعون لم يلجئوا الى رفع السلاح للاعتداء على أحد. لماذا لا تتصالح معهم أيضا دولة العراق الديمقراطية التعددية بايجاد حل سياسي جذري بسن قانون يصادق عليه مجلس النواب يضع حدا نهائيا لمعاناتهم ألتاريخية ويحل مشاكلهم المعلقة لحد الان؟ أم هل المصالحة مقتصرة على أنصار النظام السابق ومع الجهات المتورطة عناصرها بالعمليات المسلحة؟
هل من العدالة والمنطق السليم وهل من الحكمة السياسية تكريم الذين شاركوا في اضطهاد شعبهم زمن النظام السابق وتمتعوا في ظله بامتيازات كبيرة وكذلك المتورطين بالعمليات المسلحة بعد سقوط ذلك النظام والمصالحة معهم وانخراطهم في العملية السياسية الديمقراطية فقط، وفي نفس الوقت اهمال المجني عليهم ضحايا ذلك الاضطهاد وهذه العمليات المسلحة المستمرة؟
هل هذه رسالة غير مباشرة للضحايا المسالمين الذين فقدوا أعزائهم وخسروا الكثير ابان حكم النظام السابق وبعد سقوط النظام الدكتاتوري نتيجة العمليات المسلحة، بأن دولة العراق الديمقراطية الجديدة سوف لن تلتفت اليهم ولمعاناتهم ولن تهتم بهم وبقضاياهم ولن تعيد اليهم حقوقهم المغتصبة وما نهب منهم ولن تشاركهم في العملية السياسية ولن تسمح لهم بالانخراط في المؤسسات الديمقراطية والدستورية في العراق التعددي الجديد ما لم يلجئوا لرفع السلاح بوجه الدولة وما لم يتورطوا بعمليات مسلحة؟

الاتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي
29/4/2007

info@faylee.org
www.faylee.org