الصدرية: جريمة ابادة جماعية جديدة

ارتكب الإرهابيون من حثالات الأجهزة الأمنية القمعية ومن أزلام ألنظام السابق اليوم 18/4/2007 جريمة نكراء جديدة في منطقة الصدرية، شارع الكفاح، التي يقطنها ويعمل فيها الكثير من الكورد الفيلية أودت بحياة ما لا يقل عن 149 شهيدا و150 جريحا، والتي تجعلها أكبر جريمة إرهابية ترتكب في العراق منذ السقوط عام 2003.
سبق لنفس هؤلاء الإرهابيون المجرمون أن ارتكبوا يوم 3/2/2006 جريمة بشعة أخرى في نفس المنطقة راح ضحيتها مدنيون عزل تجاوز عددهم 130 شهيدا وأكثر من 300 من الجرحى والمصابين، من أطفال ونساء ورجال، شيبا وشبابا، والتي كانت ثاني أكبر جريمة إرهابية ترتكب في العراق منذ تحريره من النظام الساقط ومن بطش عناصر أجهزته القمعية التي تحولت إلى زمر إرهابية ساقطة.
وقبل ذلك قام نفس هؤلاء الإرهابيون القتلة بارتكاب جريمة نكراء أخرى في منطقة الصدرية يوم 2/12/2006 أودت بحياة 46 شهيدا و 84 جريحا.
إن هذه الأفعال المنكرة في منطقة الصدرية في شارع الكفاح التي أودت خلال أقل من خمسة أشهر بحياة أكثر من 300 شهيدا عراقيا وأكثر من 550 جريحا عراقيا وتركت المئات والآلاف من العائلات المنكوبة في عزاء ومعاناة وأحزان وآلام هي من جرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية.
ونتساءل كما يتساءل المواطنون في منطقة الصدرية وشارع الكفاح: أين قوات الأمن التي من أولى واجباتها حماية حياة وسلامة المواطنيين وممتلكاتهم وليس فقط المسؤولين الكبار؟ أين قوات خطة "فرض القانون" في بغداد وعدد ضحايا الجرائم الإرهابية المتتالية في منطقة الصدرية في تزايد مستمر في كل جريمة؟ إلى أي حدّ اخترقت هذه الحثالات والزمر القوات المسئولة عن أمن هذه المنطقة؟ وما هو دورهم في هذه الجرائم؟ هل هي الرشوة أم هل هو التخاذل أو التواطؤ أو "مجرد" تقاعس عن الواجب؟ أم أسوء من ذلك عن طريق غض الطرف أو تقديم التسهيلات اللوجستية أو غير ذلك؟ وهل هم الذين سرقوا الاضبارات المتعلقة بالجرائم التي أرتكبها النظام السابق بحق الكورد الفيلية وأخفوها لطمر مشاركتهم وإخفاء دورهم ودور "رفاقهم" فيها وفيما سرقوه من مال وممتلكات حرام منهم؟

لبقايا حثالات وزمر الأجهزة القمعية السابقة من أزلام البعث ألصدامي الدموي الساقط حلفاء من مجموعات سلفية وتكفيرية محلية وأجنبية مجلوبة إلى العراق من قبل داعمي ومساندي هذه الحثالات والزمر التي تمول هذه المجموعات وتؤويها وتقدم لها الدعم اللوجستي والإرشادات والادلاء وتختار لها الأهداف لتمكينها من ارتكاب جرائمها النكراء ضد العراقيين العزّل، زمر وحثالات سقطت سياسيا وأخلاقيا ودينيا بسقوط النظام في 9/4/2003 حين هربت مرعوبة خائفة من ساحات الوغى وميادين القتال قسم منها بملابسها الداخلية وقسم آخر عراة حفاة. إن هذه الحثالات والزمر ألإجرامية ارتكبت جرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية والغدر بحق العراقيين من شمال العراق إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه إبان النظام السابق، جرائم بشعة كانت تقترفها في السر في السجون وفي أقبية الأمن والمخابرات وفي جبال ووديان كوردستان وفي الاهوار والبادية وباستخدام الأسلحة الكيماوية وغيرها من الأسلحة المحرمة دوليا، جرائم بدأتها بالغدر برفاقها البعثيين بقتل 72 منهم بعد تسنم الدكتاتور للسلطة المطلقة. وهي ألان على مسيرتها ونهجها مستمرة. فهذه الحثالات والزمر الباغية تواصل ألآن قتلها وفتكها وتدميرها للعراقيين بوسائل وأدوات أخرى هي الانتحاريين والسيارات المفخخة والمتفجرات دون تمييز أو تفريق بين عربي وكوردي وتركماني وآشوري وكلداني، بين مسلم ومسيحي، بين سني وشيعي، بين أيزيدي ومندائي (صابئي)، بين كوردي فيلي وكوردستاني، فهدر دماء كل العراقيين عندها "حلال ومُحلل".



 

يدين اتحادنا جريمة الإبادة الجماعية الجديدة في الصدرية التي تحمل كل بصمات الغدر والخسة والبشاعة البعثية ـ الصدامية والتي سبقتها جرائم القتل الجماعي في الصدرية مرتين وفي خانقين ومندلي وكركوك وغيرها من مدن العراق الجريح والمباح.

ندعو من الله أن ينعم على الشهداء الإبرار برحمته الواسعة ويسكنهم فسيح جناته ونقرأ على أرواحهم الطاهرة سورة الفاتحة ونتذرع إليه أن يلهم ذويهم وإيانا الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون. ونتمنى للجرحى والمصابين الشفاء العاجل.

ولعنة الله على القتلة المجرمين الذين ينتظرهم الجحيم لتتلقفهم نار جهنم وبأس المصير.

الاتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي
18/4/2007