لنجعل من ذكرى جريمة الإبعاد ألقسري الجماعي
حافزا لترتيب البيت الكوردي ألفيلي

غدا 4/4/2006 هو ذكرى مرور 26 عاما على بدأ تنفيذ عمليات الإبعاد ألقسري الجماعي الإجرامية للكورد الفيلية، التي كانت مقدمة لعمليات أنفله الكورد في العراق، والتي بدأها نظام البعث ألصدامي بالاحتيال والغدر بالنخبة الاقتصادية/التجارية ليوسعها لتشمل مئات الآلاف من الكورد الفيلية في بغداد ومدن شرق ووسط وجنوب العراق، بشكل غادر ولئيم خال من كل القيم والمشاعر الإنسانية. وتم إلقاء المبعدين قسرا، نساء وأطفالا وشيوخا، عند الحدود الشرقية بعد احتجاز فلذات أكبادهم، وهم في ريعان الشباب، ونزع جنسيتهم العراقية وسلب جميع وثائقهم الرسمية وغير الرسمية وسرقة ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة من قبل دولة العراق وتسجيلها لوزارة المالية بقرارات اعتباطية وإجراءات كيفية اتخذتها سلطات حزب البعث ألصدامي ونفذتها أجهزتها القمعية السيئة الصيت. لم تكن هذه أول حملة تهجير قسري للكورد الفيلية بل سبقتها حملات أخرى في 1969 وفي بداية سبعينيات القرن الماضي.

لم ير الكورد الفيلية أية خطوات عملية ذات معنى ومحتوى حقيقي من قبل دول وحكومة العراق منذ 9 نيسان 2003 لإعادة الاعتبار للكورد الفيلية والاعتذار رسميا لما أنزلته عليهم دولة العراق وسلطاتها الرسمية من ويلات ومعاناة، خاصة "تصفية" الآلاف من المغيبين، أو لإرجاع مواطنتهم العراقية ووثائقهم وممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة أو تهيئة المستلزمات اللازمة لعودة الراغبين منهم إلى العراق. ومن بين أهم الأسباب الرئيسية لذلك هو ضعف أو إضعاف التنظيمات السياسية للكورد الفيلية وتلكأ وفشل السلطات الحكومية العراقية في القيام بواجباتها تجاههم.

لذا آن الأوان لكل المخلصين لقضية مكونهم والحريصين على مصالح ومستقبل شريحتهم الكردية الفيلية أن يجعلوا من هذه المناسبة الأليمة حافزا لترتيب البيت الكوردي ألفيلي المتشتت ولرص الصفوف وتوحيد الخطاب السياسي للتنظيمات السياسية الكوردية الفيلية القائمة لتنشيط دور "الأغلبية الصامتة" خاصة داخل العراق. لقد آن الأوان أن يترك الكورد الفيلية التشكي وضعف المعنويات وتوزيع اللوم وقبول التهميش والبدء بأخذ أمورنا في أيدينا وتغليب المصالح العامة المشتركة على أي شيء آخر. إن اخذ أمورنا في أيدينا لا يعني ولا يهدف إلى شق أي صف، بل بالعكس يعني قوة الصفوف إذ لو نال الجزء حقوقه فسيكون ذلك استفادة ونفعا للكل أيضا.

إن ترتيب البيت الكوردي ألفيلي بتنسيق عمل وتوحيد خطاب التنظيمات السياسية الكوردية الفيلية أمر ملح وفي غاية الأهمية خاصة الآن في ظل الأوضاع المستقطبة والمتشنجة في العراق واحتمالات تغير خارطته الجغرافية-السياسية، وعلى ضوء حقيقة كون الغالبية العظمى من الكورد الفيلية في العراق تقطن خارج إقليم كوردستان، خاصة في العاصمة بغداد، التي تتحول يوما بعد يوم إلى ساحة صراع مذهبي مسلح أكثر ضراوة والتي ليس للكورد الفيلية فيها ناقة أو جمل.

لنعي ونفهم ونقتنع أن "في الوحدة انتصار وفي الفرقة انكسار".

الاتحاد الديمقراطي الكوردي ألفيلي
3/4/2006

fkdu@faylee.info