لا بد ان يكون لكل مكونات المجتمع العراقي تمثيل في العملية السياسية ومؤسساتها

العملية السياسية الجارية في العراق منذ 9 نيسان 2003 تعرضت وتتعرض للمد والجزر بسبب تجاذبات داخلية وصراعات خارجية تنعكس في توجهات ومواقف مختلف الاطراف الداخلة في هذه العملية.

من بين جوانب ضعف العملية السياسية عدم وجود تمثيل حقيقي لجميع مكونات المجتمع العراقي في هذه العملية وفي المؤسسات المنبثقة عنها. لقد حاول النظام الجديد تلافي جزء من هذا الضعف عن طريق تطبيق نظام الحصص الخاصة (الكوتا)، الذي اعطى المجال لتمثيل المكونات الاصغر ليكون لها تمثيل في هذه المؤسسات ومنها مجلس النواب العراقي، وبرلمان اقليم كوردستان وفي مجالس المحافظات. لم يشمل هذه النظام جميع هذه المكونات حيث تم حرمان مكون الكورد الفيلية، الذي تعرض للإبادة الجماعية (حسب قرار المحكمة الجنائية العليا العراقية وحسب قرار مجلس النواب العراقي الذي صدر بالإجماع وقرار مجلس الوزراء) والتي شملت اسقاط الجنسية العراقية ومصادرة الممتلكات المنقولة وغير المنقولة والتجريد من كافة الوثائق الثبوتية وغيرها وقتل اكثر من 20,000 من شبيبتهم وتهجير اكثر من 700,000 منهم قسرا من جميع انحاء العراق والقائهم خارج الحدود بأقسى الاساليب اللاإنسانية، اضافة الى تهجيرهم قسرا من مدنهم وقصباتهم الى مناطق أخرى من العراق وتغيير تركيبتها السكانية (مثل خانه قين (خانقين)، ومه نه لي (مندلي)، وزرباتيه (زرباطية)، وقزرابات (السعدية)، وتيل تاوه (الخالص)، وكولاله (جلولاء)، وشهربان (المقدادية)، وبدرة وجصان والكوت والحي والنعمانيه وشيخ سعد وعلي الغربي والخ).

إذ تجري حاليا تحضيرات لعقد لقاء وطني (مؤتمر وطني) لجميع مكونات المجتمع العراقي يلاحظ فيه غياب لتمثيل للمكون الكوردي الفيلي، هذا الغياب الذي يعكس مع الاسف الشديد تكريس التمييز ضد هذا المكون واستمرار مواقف التهميش والاهمال والالغاء الذي يعني انكار الدور الكبير الذي لعبه المكون الكوردي الفيلي في صفوف مختلف فصائل الحركة الوطنية العراقية وتضحياته الجسام في مقارعة الدكتاتورية ودعمه الكامل للعملية السياسية واسناده للنظام الجديد. وهذا في رأينا خلل يستدعي التصحيح العاجل، خاصة وان عدد المكون الكوردي الفيلي يفوق عدد العديد من المكونات العراقية الاخرى الممثلة في العملية السياسية ومؤسساتها وان ما تعرض له الكورد الفيلية من مظالم يفوق بكثير ما تعرض له العديد من تلك المكونات اضافة الى تعرضهم لجرائم لم يتعرض لها اي مكون عراقي آخر.
بما أن قضية المكون الكوردي الفيلي هي أساسا قضية سياسية لذا فانها تتطلب حلولا سياسية جذرية وليس مجرد قرارات واجراءات ادارية لا يتم تنفيذ اغلبها ويتطلب هذا ان يكون لهم تمثيل كامل في العملية السياسية ومؤسساتها خاصة وان راعي اللقاء (المؤتمر) فخامة رئيس الجمهورية والمشاركين في الجلسة التحضيرية الثانية "لقادة التحالف الوطني ، والعراقية ، وائتلاف الكتل الكردستانية" اتفقوا في الاجتماع الذي عقدوه في 6/2/2012 "على مبادئ اساسية" ينص ثالثها على ما يلي "لا بد ان تكون جميع مكونات المجتمع العراقي ممثلة بشكل كامل في العملية السياسية" (حسب البيان الصادر عن مكتب رئيس الجمهورية المعنون "بيان عن اجتماع ممثلي الكتل السياسية" الصادر في 7 شباط 2012).

لذا نطالب بتلبية مطالبنا التالية من اجل ملافاة هذ الخلل الجدي في العملية السياسية:

1- ان يكون للمكون الكوردي الفيلي تمثيل في اللقاء الوطني المرتقب إسوة ببقية المكونات العراقية.

2- ان يتضمن مشروع التحالف الكوردستاني لحل الازمة الحالية في العراق فقرة تتضمن المطالبة بوضع حلول جذرية شاملة لاعادة الحقوق المغتصبة من الكورد الفيلية بدل القرارت الجزئية الصادرة لحد الان والتي بقيت اكثرها بدون تنفيذ فعلي بسبب تلكأ الجهات ذات العلاقة. نأمل ان لا يكرر التحالف الكوردستاني نفس مواقفه السابقة الرافضة تضمين أي فقرة عن حقوق الكورد الفيلية في ورقة عملها السابقة المتكونة 19 فقرة. لقد ذكر رئيس اقليم كوردستان مرارا ان ما حل بالكورد الفيلية من مظالم ومآسي كانت اولا لانهم كورد، وذكر قادة آخرون من التحالف بان الكورد الفيلية ساندوا الحركة التحررية الكوردية وقدموا لها تضحيات جسام.

3- ان يتم تعديل نظام (الكوتا) ليكون للكرد الفيلية تمثيل في مجلس النواب وفي مجالس المحافظات التي يقطنونها اسوة بالمكونات الاصغر الاخرى، الايزيديين والشبك والمسيحيين والصابئة. لقد اكد قادة الائتلاف الوطني واكدت المرجعية الرشيدة مرارا ان الكورد الفيلية مكون مهم من مكونات المجتمع العراق وبانه المكون الذي تعرض لاشد المظالم في العراق زمن النظام السابق.

اما القائمة الوطنية العراقية فلم نسمع منها مع الاسف اي موقف حول ما تعرض له الكورد الفيلية واي تصريح بالتضامن معهم لاستعادة حقوقه المغتصبة. لذا نأمل ان تقوم قائمة العراقية بالتعبير في وسائل الاعلام عن موقفها حول هذه القضية دون تمييز، كما تفعل مع القضايا الاخرى.

نعلم بان الاخرين يأخذون على المكون الكوردي الفيلي فقط عدم وحدة صفوفه، ولكننا نسأل هل هناك وحدة في صفوف اي مكون آخر من مكونات المجتمع العراقي من العرب والكورد والتركمان والايزيديين والشبك والمسيحيين والصابئة وغيرهم؟ وما عقد اللقاء الوطني (المؤتمر الوطني) سوى انعكاس لعدم وحدة الصف في العراق. ومتى كانت وحدة الصف شرطا مسبقا ليكون لأي مكون تمثيل في العملية السياسية وفي مؤسساتها؟ نعم ليس للكورد الفيلية دولة أو دول تساندهم وتدعم قضاياهم ولا تحصل القوى السياسية على نقاط دعاية لها في داخل العراق ومن خارجه اذا دعمت المكون الكوردي الفيلي، وربما يكون هذا هو سبب ضعفهم السياسي الحقيقي في العراق الجديد.

الاتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي
11/2/2012

www.faylee.org        info@faylee.org