عراقية تسأل عن هويتها

القاضي زهير كاظم عبود
موقع أيلاف، 23/11/2003

تتحدث أختنا العراقية الأصيلة من الكرد الفيلية في تلفزيون كردستان وتقول أن السلطات العراقية قامت بتسفيرهم الى أيران لأنهم أكراد فيلية بعد أن صادروا أملاكها وممتلكاتها، وقد أقتطعوا منها وليدها وفرقوها عن زوجها، وقبل تسفيرها علمت أن السلطات قامت بأعدام أبنها في سجن أبي غريب، وأنها لم تعرف تهمة ابنها الذي تم تنفيذ الأعدام به.
وأن السلطات الأيرانية التي استقبلتهم كانت تعاملهم على أساس انهم عرب عراقيين لايحق لهم العمل أو التجنس.
وبقوا مدة طويلة من الزمن دون جنسية ولم يبت العالم كله في جنسيتهم.
وتسأل وتلح لتعرف ماهي جنسيتها الان؟ وماهي هويتها؟
وتصرخ في وجه العالم والعرب العاربة والمستعربة ومنظمات حقوق الأنسان تسأل أي فجيعة يتحملها شعب العراق؟ وأي كارثة حلت بالأنسانية؟ وأي شعب تحمل مثلما تحملنا؟
وأي جريمة أقترفها الكرد الفيلية؟
وأتمعن في وجه أختنا العراقية من الكرد الفيلية وهي تحكي لنا قصة من قصص الف ليلة الممتعة ونحن نتابع برنامج شهادات صادقة وحقيقية لبشر أفنوا اعمارهم لايعرفون لماذا وكيف وماهو السبب؟؟
شعب بأكمله تمت أستباحته وأنتهاك أنسانيته لم يشعر العالم والأمم المتمدنة سوى بالألم والأمتعاض لما حل بشعبي من الأكراد الفيلية.
من سمع منكم حكومة تفرق الشباب عن أمهاتهم لتقدم على أعدامهم بسبب قوميتهم؟
من سمع منكم تهمة بسبب كون الأنسان ينتمي الى قومية معينة؟
من منكم سمع بحكومة تقوم بتسفير شعبها الى بلد اخر وتلغي عنه مواطنته وجنسيته؟
من منكم سمع بحكومة تسرق أموال شعبها وتستحوذ على ممتلكات وعقارات الكرد الفيلية؟
من عرف قبلاً في زوايا التاريخ العربي المخفي أو المفتوح المعروف لدينا عن سلطة أستباحت شعبها بالشكل الذي أستبيحت به أنسانية الكرد الفيلية دون أن يزلزل الله ارض العراق؟
وبعدك تسألين أيتها الأخت عن هويتك الان؟
حكومتنا في زمن قائدنا المنتصر دوماً علينا كانت تحافظ على نقاء العروبة والدم العربي الطاهر في عروقنا حتى لاتدنسه دماءكم ابناء الكرد الفيلية.
حكومتنا في عهد القائد عبد الله المؤمن وقائد الحملة الأيمانية كانت تريد انقاذنا منكم أيها الكرد الفيلية ممن تتمسكون بدين زرادشت والمجوس.
حكومتنا الرشيدة العربية والأسلامية الهوية والتي كانت تحضر المؤتمرات الأسلامية وتحضر أجتماعات الرجال في نقابة الملوك والزعماء العرب كانت تريد تخليص العراق من نماذج لاتليق بعراق البعث من امثالكم.
حكومتنا الأسلامية المؤمنة بالبعث كانت تريد تخليصنا منكم فقد كنتم ترتكبون أكبر الجرائم بحق الوطن.
وتسألين ماهي جرائمكم؟ لقد كنت أنت وشعبك من العراقيين الأكراد الفيلية وهذا بحد ذاته تهمة تستحق الموت والخيانة العظمى.
أجل أخيتي لقد كنتم خونة بحق السلطة لأنكم من الأكراد اولاً، ولآنكم من الفيلية ثانياً، ولانكم من الشيعة ثالثاً، ولآنكم من أعداء البعث رابعاً، ولانكم من البسطاء الفقراء الطيبين خامساً، ولانكم أعطيتم لهذا الوطن مايستحقه من البذل والعطاء وقدمتم الضحايا والشهداء ولم تسرقوا منه ولم تتنكروا اليه سادساً، وكنتم تؤدون الخدمة العسكرية الأجبارية التي لم يؤديها القائد الضرورة وأولاده وأهاليكم رهن الأعتقال ثامناً.
وبعد كل هذا هل تسألين عن هويتك أيتها الأخت الكردية الفيلية التي ظهرت في فضائية كردستان العراق؟
أنت العراق وشرف العراق، وأنت الوجه الذي يشرفني أن انتمي اليه وأنزع عروبتي، وأنت المجاهدة التي افتخر كونها أخت وأم وابنة لنا، وأنت الصرخة الموجعة التي نطلقها في النقابات العامة لمجلس الأمن الدولي والمحافل العربية.
أنت ممن تفتخر بها جنسية العراق.
وأنت أختنا وشرفنا الذي أراد الطاغية أن يسلبنا تحت ستار العروبة والبعث.
وأنت ممن يليق بها العراق رغم كل المحنة التي مرت على عمرك وأخذت من أيامك.
وها أنت ترين بعينيك ماصار اليه النكرة الذي قام بالتنكيل بشعبي وتسفير أهلنا الطيبين وأذلال شيوخنا وأهانة امهاتنا وفضح ستر نسائنا، وها أنت تشهدين تحقق عدم أهمال الله سبحانه وتعالى للظلم والظالمين، وهو الذي يمهل ولايهمل.