ابطال الكورد الفيليه و دورهم المتميزفي اللقاءات والبطولات الدولية 1 - 2

ابطال الفيليه في الزورخانات البغداديه 1 - 2

اهتم شباب الكورد الفيلية في بدايات القرن الماضي بالمصارعة و تدريبات القوة البدنية.. و كانوا يمارسونها في ،، الزورخانة ،، التي كانت بمثابة نادي رياضي بالمفهوم الحديث .. يتجمع المصاعون لممارسة التدريب و المنازلات كان الابطال يتدربون على المقام العراقي و قراءة الادعيه الدينيه و المدائح النبويه وباستخدام الطبله و الالات الموسيقيه .. و كانوا يمارسون الوانا مختلفة من تمارين القوة و تمارين بناء الجسم باستخدام بعض الادوات و الاثقال فضلا عن المصارعة و غيرها ... وكان عامة الناس يأتون لمشاهدة هذه الفعاليات و تشجيع المصارعين فضلا عن قضاء وقت الفراغ لاجل الترويح الفكري والنفسي .. وقد انتشرت ،، الزورخانة ،، في عموم العراق وخاصة في العاصمة بغداد .. ففي مناطق الكورد الفيلية تأسس عدد من الزورخانات مثل : زورخانة قمبر علي ،، وابو سيفين ،، والصدرية ،، و عكد الاكراد .. و غيرها .. كما انتشرت زورخانات اخرى في بغداد مثل : زورخانة الدهانه و العوينه و جامع المصلوب و الفضل و القشل وباب الاغا والصالحية في الكرخ و القطانه في الكاظميه و السفينه في الاعظميه .. الخ
امتاز مصارعون الفيليه بسمعة عالية محليا و دوليا وقد اشتهروا بابتكارهم فنون مهارية و خططية معقدة وصعبة ، فضلا عن قوة ايمانهم و ارادتهم الصلبة و مثابرتهم النفسية و سلوكهم الخلقي الرفيع و حبهم لبلادهم ووطنهم العراق وكان هذا سر تفوقهم وفوزهم في المنازلات و اللقاءات المحلية و الدولية .. وبخاصة على المصارعين من الهند وايران وتركيا .. ومن اشهر ابطال الفيليه المصارع الدولي حسن كورد و الملقب ب ،، حسن بهلوان وقد فاز في عدد من اللقاءات الدولية. حيث فاز على المصارع الدولي ،، قاسم كرمنشاهي ،، وهو من مدينة كرمنشاه الكورديه في ايران ... و الجدير بالاشاره ان مدينة كرمنشاه كانت ولا تزال اكبر مركزا لمصارعين ،، الزورخانه ،، الى جانب الزورخانات في العاصمة طهران وفي مدينة المشهد و خرمشهر و تبريز ولاتزال هناك اكثر من ،، 30 ،، زورخانه معظمها في طهران و كرمنشاة تعمل بنفس الاسلوب والنظام والى يومنا هذا ،، ولها اتحاد مستقل الى جانب الاتحاد المركزي للمصارعة ،، كما ان اغلب المصارعين و الذين يمثلون الجمهورية الاسلامية الايرانية في البطولات الاسيوية و الاولمبية هم من ابطال مدينة كرمنشاه ... من جانب اخر فان الزورخانات البغداديه اخذت تندثر وتزول منذ الخمسينيات القرن الماضي وذلك بسبب الاهمال من قبل السلطات السابقة لهذا التراث الرياضي العراقي الوطني الثمين ..؟؟ وعلى الرغم من انقراض وغياب الزورخانات البغداديه الا ان مسيرة المصارعة ،، الحرة و الرومانية ،، استمرت في النهوض والتقدم و بنجاح كبير حتى اصبح ابطال العراق هم الان ابطال العرب ،، والذين فازوا بالمركز الاول في الدورة العربية الرياضية في قطر 2011 ،، كما تأهل البعض منهم الى الدورة الاولمبية في لندن 2012 و التي ستقام في الصيف المقبل .. ونؤكد هنا بعدم وجود صالة مغلقة وذات مواصفات دولية للمصارعة في العاصمة بغداد و عموم العراق و للوقت الحاضر ؟؟؟ ومن المصارعين الفيليه الاخرين : المصارع حميد عبد علي الفيلي و الملقب ب ،، حميد ليوه ،، كان من الابطال الفيليه المشهورين في فترة الثلاثينيات وكان يمارس تدريباته في زورخانة ،، بني سعيد ببغداد ،، و باشراف المصارع الدولي ،، نايل الصباغ ،، ثم أنتقل الى زورخانة ،، الدهانه ،، وكان يشرف على تدريبه المصارع الدولي الحاج عباس الديك .. بعد ذلك انتقل الى الى زورخانة ،، العوينه ،، واخذ يمارس تدريباته باشراف المصارع الدولي الحاج حسن كورد وفي اللقاءات الدولية فاز على المصارع الايراني ،، اغا بلوري ،، كما فاز على المصارع ،، دشتي ،، ايضا من ايران وقد جرت المنازلة في مدينة كربلاء المقدسة و تغلب ايضا على المصارع الدولي ،، يعكوب النجفي ،، في زورخانة ،، خرمشهر ،، وفي عام 1952 ترك المصارعة بعد أن مضى فيها أكثر من 20 سنة .. كما ان لهذا المصارع الفضل الكبير في تأسيس عدد من الزورخانات في البصرة و الكويت ... و قد اشرف على تدريب المصارعين لفترة طويلة ... ،، المصارع مجيد كسل الفيلي ،، كان من اشهر المصارعين في فترة الاربعينيات و الخمسينيات .. ففي عام 1951 فاز بلقب افضل مصارع زورخانه في العراق .. وكان يمارس تدريباته في زورخانة ،، عكد الاكراد ،، وفي اللقاءات الدولية استطاع الفوز على المصارع المصري ،، عثمان ،، في منازلة اقيمت في زورخانة ،، بني سعيد ،، كما استطاع الفوز على المصارع التركي ،، محمد ،، وعلى الرغم من الدور المشرق و المتميز لهذا المصارع الفيلي العراقي والدولي والذي استطاع رفع اسم وعلم العراق في تلك اللقاءات بقوة ايمانه وقدرته و فنونه العالية و حبه لتراب بلدة .. الا انه في عام 1981 اقدم نظام البعث باعتقاله وترحيله الى ايران بحجة انه من التبعيه الايرانيه ؟؟ انه حقا مأساة وعار على الحاقدين والعنصرين والشوفينين و الارهابيين السابقين والجدد ؟؟ المصارع ،، خلاوي الكوردي الفيلي ،، كان لهذا المصارع شهرة كبيرة في مطلع القرن العشرين .. فقد فاز على الكثير من المصارعين الدوليين امثال المصارع الدولي ،، حسين غلام ،، من الهند و كذلك فاز على المصارع الدولي ،، جعفر علي ،، من ايران .. و غيرهم .. المصارع الدولي مجيد خليل لولو الفيلي كان من المصارعين المشهرين في زورخانات بغداد وكان يتدرب سوية مع البطل الحاج عباس الديك .. وقد فاز على الكثير من الابطال الدوليين من الايرانيين والاتراك وغيرهم .. المصارع ،، قهرمان ،، الابن الاكبر للحاج حسن كورد والذي اشرف على تدريب الكثير من المصارعين في فترة الخمسينيات .. وهناك مصارعين اخرين من كورد الفيليه الذين كان لهم دور كبير في تنمية وتطوير الرياضة في العراق وبخاصة المصارعة و يستحقون كل التقدير والمجد ونعتذرعن ذكرهم ...
اما بالنسبة لمصارعين الزورخانة من غير الكورد الفيليه والذين كانوا يمثلون البلاد سوية مع ابطال الفيليه في اللقاءات الدولية نذكر البعض منهم : المصارع الدولي الحاج عباس الديك ،، وقد اشرف على تدريبه المصارع الحاج حسن كورد و لفترة طويله ... وقد فاز في العديد من اللقاءات الدولية نذكر : فوزه على المصارع الهندي ،، حسين غلام ،، .. كما فاز على المصارع الايراني ،، نصرالله كرمنشاهي ،، في زورخانة كربلاء وفاز ايضا على المصارع الايراني ،، اغا صدري ،، في زورخانة الجميكاه في كربلاء ،، وفاز ايضا على المصارع ،، صادق بلوفروش ،، من ايران .. وفي عام 1935 فاز على المصارع الدولي و بطل المانيا ،، الهير كريمر ،، وقد نال تكريما من قبل المغفور جلالة الملك غازي .. ومن المصارعين الاخرين : المصارع الحاج غني القره غولي ،، والمصارع الحاج محمد أبن اسطه برسيم من محلة الفضل و المصارع الحاج حسن نصيف الجميلي ،، والمصارع عباس الصندقجي .. وعويس الاعظمي وكان يتدرب باشراف الحاج حسن كورد والحاج عباس الديك في زورخانة ،، الد هانه ،، و المصارع محمد حسن البصراوي ،، والمصارع حساني الذي كان من ابرز المصارعين في زورخانة ،، القطانة ،، في الكاظميه .. وغيرهم ..
كانت النشاطات و الفعاليات التي تمارس في تلك ،، الزورخانات ،، لم تكن الغاية منها الكسب المادي او لاغراض الدعاية ،، وانما كان الهدف الاساس هو تشجيع الشباب لانشغالهم بممارسات نافعة ،، و توجيههم الى الوجه الصحيحة ،، و ابعادهم عن المساوىء والرذائل و الانجرار وراء الخطيئه و الانحرافات وبما يغرس فيهم قيم الاخلاق و الرجوله و الشهامة و الايثار و الشجاعة ..و لذلك فان صفحات تاريخ العراق كانت تشير الى ان الكورد الفيليه عندما ساهموا في بناء نهضة العراق و تقدمه بمجالات و ميادين عديدة في وقت كان الخير و البركة منتشرا .. و روح الاخوة و التسامح سائدا في المجتمع العراقي .. وبالرغم من ميزانية العراق كانت بسيطة انذاك .. الا ان نظافة اليد و الصدق و الاخلاص و كل معاني و القيم الساميه كان هدف الجميع و غايتهم .. فالحياة كانت بسيطة و الفرد العراقي كان طيبا ،، ودودا،، متسامحا ،، خلوقا ،، و راضيا و قانعا بنعمة الرب .. ولكن و في غفلة من الزمن الرديء قفزوا الاشرار الى الحكم و ابعدوا الخييرين و الشرفاء .. و انحدرالعراق الى هذا المصير البائس و المؤلم و الحزين في مختلف الحقول و الميادين و المجالات.. و اصبح الفرد العراقي يحن الى الماضي ؟؟ ولكن هيهات لن يعود ما دامت الانانية والمصلحية و حب الذات هو الهاجس و الطاغي على العقول و الافكار و الضمائر و القلوب ؟؟؟
نسأل الله ان يهدي العراقيين و خاصة قادتهم الى ما فيه الخير و الصلاح و الرفاهية و الازدهار لبلدنا العراق الحبيب ..

ا . د . قاسم المندلاوي

المصدر: صوت العراق، 21/4/2012