معاناة سكان مخيم (ملك شاه)

حين تتجول بين عوائل عراقية كانت قد شردت من ديارها فأواها مخيم للمهجرين أقيم داخل الأراضي العراقية فأنك بلا شك تحاط بالكثير من الدهشة تصل حد الذهول فمخيم (ملك شاه) الواقع على مقربة من مدينة خانقين يبعث في النفس الاسى كما ويحمل الأنسان على أن يسأل لماذا يعيش العراقي في هكذا مكان ومن ينصف هؤلاء في محنتهم التي امتدت لعامين ومن يوفر لهم ابسط مقومات الحياة الانسانية فهؤلاء أناس رحلهم النظام السابق قسراً من منازلهم وفق سياسة التطهير العرقي وملاحقة معارضيه مبعداً اياهم خارج الحدود فضلاً عن النازحين هرباً من بطش النظام وظلمه وما استطاعوا العودة إلآ بعد سقوط النظام فأذا بهم يواجهون مشكلة الايواء والسكن الذي ما عادوا يمتلكونه فكان مخيم ملك شاه الملجأ والمأوى لعدد من العوائل العراقية العائدة الى الوطن فالمكان يفتقر الى أبسط الخدمات فالماء يشترونه بنقود هناك وكذلك انعدام الكهرباء والظروف البيئية السيئة وكذلك حدثت هناك عدة حوادث وخصوصاً في الشتاء حيث احرقت أحدى الخيم التي كان اصحابها يتدفئون من برد الشتاء القارص وتم مقتل اربعة اشخاص من عائلة واحدة (امرأة وثلاثة اطفال) فما ذنب هذه العوائل ليحصل كل هذا؟

ولماذا اهملت الحكومة المركزية هذا الموضوع حيث أن دعمها لهذه العوائل صفر % لكن كان الدعم الرئيسي من حكومة اقليم كوردستان وخصوصاً منظمة السلام التي منحت المواطنين العائدين من الخارج قطع اراضٍ سكنية أنهم يقومون ببناء هذه القطع للنساء والأرامل والمسنين وتم دفع مبالغ مالية من قبل المنظمة وكذلك (5 طن من مادة السمنت) لكي تعاونهم في البناء... فحكومتنا تصرح والناس يفرحون لكن غدا أهالي هذه المدينة مادة اعلامية يعرضها بعض المسؤولين ضمن تصريحاتهم بشأن انجازات دوائرهم ولكن نحن بحاجة ماسة الى يد تحنو على أطفال( ملك شاه) وتربت(تطبطب) عليهم فالوضع في المخيم أصبح لا يطاق لأنعدام أبسط المقومات الأنسانية أذ لا تتوفر أية منظومة للصرف الصحي فالحياة فيها بدائية والخدمات معدومة والمشكلة الكبرى ضياع مستقبل ابناء المنطقة حيث يتعذر عليهم مواصلة دراستهم... فكان سكان مخيم ملك شاه لا يبرحون مخيمهم دون أن يحملون أستغاثتهم الى أصحاب الضمائر الحية وكذلك الحكومة مطالبين منها أن تتبنى موضوعهم في متابعة أوضاعهم وتنفيذ الأوامر الصادرة بشأن أنقاذ حياة هذه العوائل التي تعيش واقعاً ومستقبلاً مجهولاً.

جريدة آفاق الكورد
29/8/2006