مكرمة للاستهلاك المحلي فقط

نشر الموقع الالكتروني لجريدة الاتحاد التابعة للـ (الاتحاد الوطني الكوردستاني) يوم امس الخبر التالي:

“توزيع دفعة جديدة من الرواتب لذوي شهداء الكرد الفيليين

الاتحاد: اعلن مركز تنظيم بغداد ان دفعة جديدة من الرواتب التي تمنحها حكومة اقليم كردستان العراق الى ذوي الشهداء من الكرد الفيليين الذين غيبهم النظام البائد وسيجري توزيعها اعتبارا

من صباح يوم السبت المقبل السادس والعشرين من الشهر الجاري. واوضح المركز ان التوزيع سيجري في مقره الكائن بمنطقة (كراج علاوي الحلة) في بغداد ولمدة ثلاثة ايام داعيا ذوي الشهداء الى المراجعة لاستلام مستحقاتهم.”

من يقرأ هذا الخبر وليس مطلعا على حقائق الامور سوف يحسد الاكراد الفيلية على هذه المكرمة. ولكن الحقيقة هي ان الاتحاد الوطني الكورستاني اصدر قرارا قبل فترة بصرف راتب شهري يعادل في حينه 32 دولار شهريا لعوائل شهداء الاكراد الفيلية. الا أننا لم نسمع او نقرأ عن عوائل تمتعت بهذه المكرمة، خاصة والكل يعلم ان الغالبية العظمى لعوائل شهداء الاكراد الفيلية لايقيمون في بغداد لان النظام الشيعي العربي – الكوردي السني في العراق الجديد لا يهتم كثيرا بجريمة التطهير العرقي بحقنا ولا بمعاناة ضحاياه وينزعج كثيرا عندما يذكره احد بأن اكبر واقدم وابشع جرائم العصابة الصدامية كانت من حصة المواطنين العراقيين من الاكراد الفيلية. قد تكون هناك بعض العوائل الكردية الفيلية الموالية للاتحاد الوطني الكوردستاني تقبض هذا المبلغ الشهري "الضخم جدا" الذي لو جمع لعدة عقود فسوف لن يعادل مصرف شهر واحد لرئاسة الجمهورية.
هل يصدق ان مواطنا يأتي من مخيم جهرم او ازنا في ايران الى علاوي الحلة ليقبض 32 دولارا؟ هذا في حالة قرائته الخبر ولديه ادلة تثبت ان ابنه او ابنائه شهداء. هل يسكن كل الاكراد الفيلية الموجودين في العراق في مدينة بغداد لكي يأتوا الى علاوي الحلة ويجتمعوا هناك ليحصدهم ارهابي انتحاري؟

عار على الحكومة العراقية بمن فيها من الاعضاء الاكراد أن يبقى الاكراد الفيلية وباقي المهجرين العراقيين منذ عام 1980 يعيشون في مخيمات تنخفض درجة حرارتها في الشتاء الى اقل من 30 درجة مئوية وهم يتبرعون بملايين الدولارات الى الشيعة العرب في لبنان، في الوقت الذي تبرعت فيه السعودية وباقي دول الخليج والاتحاد الاوربي وحزب الله وعائلة الحريري وغيرهم لحد الآن بمليارات الدولارات الى لبنان. نعم هذه هي العدالة في العراق الجديد. العدالة التي من اجلها تمت ابادة الآلاف من خيرة شبابنا المتعلم والمثقف في مختبرات البعث لانتاج الاسلحة الكيمياوية والبايلوجية ونهبت الدولة العراقية اموالنا وشردنا الى خارج الوطن واسقطت عنا جنسيتنا وصدورت وثائقنا الثبوتية التي تطالبنا بها النخبة السياسية الجديدة، علما ان هذه الوثائق يمكن اصدارها حتى لمواطن غير عراقي مقيم خارج العراق مقابل حفنة من الدولارات!

للاكراد الفيلية من موظفي وكوادر الاحزاب وكذلك الوصوليين والانتهازيين والذين يعرفون "من أين تأكل الكتف" والسذج والعاطفيين نقول: مبروك عليكم هذا الخبر وهذا الاستصغار وهذه الاهانة. مؤسسات حزبية قدمنا لها الغالي والنفيس وشاركنا في تأسيسها ووصلت على اكتافنا الى هذه المواقع وميزانياتها بمليارت الدولارات الامريكية تقدم 32 دولار لعوائل قد لاتتجاوز اصابع اليد من الموالين لها.

ماذا قدمت الاحزاب الكوردية السنية والشيعية العربية الحاكمة في العراق للاكراد الفيلية الشيعة لحد الآن؟ 32 دولار ووزير لوزارة "هلال احمر عراقية" للنازحين من ضحايا الارهاب الطائفي (ما تسمى بوزارة المهجرين والمهاجرين) .

أما المؤسسات الحزبية فسمعتها لدى الشارع الكردي الفيلي متدهور دون الصفر والانتخابات الاخيرة أثبتت ذلك. ولاتغشكم تقارير وكلام موظفيكم والمصلحيون من الاكراد الفيلية في صفوف تنظيماتكم. والاسباب معلومة لديكم.

المجد والخلود لشهداء الاكراد الفيلية الابطال
المجد والخلود لشهداء الكورد وكوردستان والعراق الصابر
الخزي والعار لكل انتهازي ومصلحي ووصولي يتاجر بدماء شهدائنا الابرار

تره الكذب حبله قصير !!!

وحسبنا الله على كل ظالم ...

صباح الفيلي
24 ـ آب ـ 2006