مأساة التهجير القسري

كنا وما زلنا نسمع ونرى أن الكثير من الدول التي تجري فيها حروب وصراعات داخلية وما ينتج عنها من انعكاسات سلبية على شعوب تلك الدول،مما يضطرها للنزوح عبر حدود دول مجاورة لتلك الدول المضطربة خوفا على أرواحهم وأرواح أبنائهم.
عند ذلك نشاهد تسارع المنظمات الإنسانية والمنظمة الدولية لحقوق الإنسان في تقديم المساعدات الإنسانية من الدواء والغذاء وجمع هؤلاء المشردين من ديارهم وأوطانهم في مجمعات، تسمى مخيمات اللاجئين.
إلا أن الحالة التي تفرد بها أبناء الشعب العراقي في محنته الطائفية المقيتة هي أنه شرد وهجر وهو داخل وطنه، مما يعكس لنا حاله كنا قد عشنها أبان النظام ألبعثي الشوفيني عندما مارس سياسة التهجير ألقسري العنصري بحق أبناء شعبنا الكردي عامه وخاصة أبناء شعبنا من، الكرد الفيلين والذي تصرف وبحكم سياسته الرعناء أن يهجر النساء والشيوخ منهم، ويعتقل شبابهم الذين غيبهم في سجونه ومعتقلاته ومقابره الجماعية، وحجزه ومصادرته لأموالهم وبيوتهم ومما يؤسف له ما يحدث ألان هو نفس الأساليب التي مارسها ألبعثيون القتلة، حيث تمارس بعض الأحزاب الاسلاميه المتطرفة التي تسيطر على زمام أمور الدولة ولعبها على تأجيج الفتنه الطائفية المقيتة، لحسابات خاصة ضيقة بعيدا عن الولاء للوطن والشعب، ونتيجة لتلك الممارسات الشوفينيه راح أبناء شعبنا الجريح يدفعون ثمن هذه السياسات الخاطئة.
فيهجرون من ديارهم على أساس طائفي ويحرمون من أبسط مستلزمات الحق في الحياة في مفرداتها الثقافية الصحية، الاجتماعية، التربوية ناهيك عن النقص الحاد في الغذاء والدواء مما جعل الكثير من تلك العوائل المهجرة داخل الوطن الحبيب تعيش حاله من الفقر إلى دون مستوى خط الفقر!!!!
ومن هنا كان من الأجدر والانجح أن تأخذ الحكومة الحالية على عاتقها وضع الحلول العملية السريعة ومن منطلق الشعور بالمسؤولية التاريخية والانسانيه أن تعمل على كبح جماح ظاهرة التسلح واستهتار المليشيات المسلحة، ووضع اليد على كل سلاح غير شرعي ونظامي بغيه تجاوز محنة الشعب الذي يعاني وبكل مكوناته من ما يسمى ب (المليشيات المسلحة ) والتي تمثل هذه الأحزاب المكونة للحكومة الحالية، التي لا تقوى على تقديم شيء اسمه ايجابي لملايين المواطنين العراقيين، والتي لا تتعدى مسؤوليتها أسوار ( ألمنطقة الخضراء ) لا هذا الجانب يسيطر عليه ولا غيره من الجوانب المفصلية لحياة الشعب العراقي ولا حتى ما يحصل لتهريب ملايين البراميل من النفط الخام وبيعها دون تسجيل رسمي والذي مهد لبروز صراعات وتناحرات بين تيارات هي قريبه لبعضها البعض في الاستحواذ على أكبر كمية من قوت الشعب وحرمانه منه خاصة ما يحدث ألان في الجنوب وتحديدا في مدينتي البصرة والعمارة، فأين يا ترى قوة الردع التي أطلقها وبشر بها السيد المالكي، لدى زيارته للبصرة بأنه الحكومة ستضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه في العبث بمقدرات الشعب وثروته وأمنه وسيادته؟؟؟
فتبا للطائفية ودعاتها.... وتبا لظاهرة صور المرجعيات الدينية في بغداد والتي وحدها فاقت حتى صور الطاغية المقبور، التي كانت تنتشر في عموم العراق، وتبا لتلك الطائفية العفنة التي يطبل ويزمر لها الطرف الأخر عبر التمجيد والتعظيم في الأناشيد لما يسمى بالمقاومة وفي أكثر من محافظه
فكفوا عن أفعالكم وحقدكم أيها الطائفيون وارجعوا إلى رشدكم واعملوا بكل نكران ذات لخدمه هذا الوطن العظيم وهذا الشعب الجريح.
فبالوحدة الوطنية ندحر أعداء العراق والفكر الإنساني والحرية.

جبار العراقي
المصدر: صوت العراق، 18/8/2006