الا تستحق تضحيات الكورد اعادة النظر في هذه الشروط؟
من على صفحات جريدتنا الغراء (آفاق الكورد) دعوة للكتاب والحقوقيين من الكورد للأدلاء بآرائهم وافكارهم لتوضيح بعض الامور التي عانينا منها سابقاً والتي انسحبت مظلوميتها علينا
حتى هذه الساعة وليس هنا ك من سبب لبقاء تلك القرارات والتعليمات السابقة التي تخص شريحتنا الفيلية سارية المفعول بعد ان اتفق جميع الفرقاء في مؤتمر لندن والناصرية وصلاح
الدين على ازالة تلك القرارات، ونحن كشريحة كوردية خارج اقليم كوردستان يهمنا مواكبة المسيرة الكبرى في الاقليم وذلك لأجل مستقبل ورفاهية احفادنا وضمانة لمستقبلنا لخير وسعادة
الاجيال من بعدنا.
وهنا اورد بعض الامثلة التي تبين الفرق الشاسع بين شعبنا العراقي وبين شعوب العالم المتحضر، سمعنا قبل ايام عن الاحداث التي جرت في لبنان وتسارع الولايات المتحدة الامريكية
بأرسال السفن البحرية الى سواحل لبنان لأجلاء (3) ثلاثة آلاف من الامريكيين من اصل لبناني أي (تبعة لبنانية) وعلى حساب امريكا ودون مقابل لأنقاذ هذه العوائل من جهة والحفاظ على
حرمة الجنسية الامريكية التي اكتسبوها بقانون امريكي تحضرني حادثة مختلفة تماماً للأستاذ المرحوم كامل الجادرجي رئيس الحزب الوطني الديمقراطي ايام الحكم الملكي الذ ي وقف
شاهدا|ً امام محكمة المهداوي حينها ادهش الجميع عندما اخرج من جيبه حفنة من تراب العراق داخل علبة ثقاب وقد اخذته العبرة والحسرة وتأسف على اسقاط جنسيته العراقية قبل قيام
الجمهورية الاولى، وفي عهد طاغية العراق هناك امثلة كثيرة منها اسقاط الجنسية العراقية عن الشاعر الكبير (محمد مهدي الجواهري) والعديد من الادباء والسياسيين.
تجاوز الظلم مداه وبأشكال متعددة وبأساليب خبيثة ابتكرتها الأجهزة الاستخباراتية والأمنية للطاغية حين اعتبرت تلك الاجهزة القمعية (الفيليين أجانباً) ومن ثم اسقطت عنهم جنسيتهم العراقية
الممنوحة لهم اصلاً بقانون عراقي من الحكومات السابقة بقرارها سيء الصيت (666) لعام 1980 والذي بموجبه اطلقت السلطات الصدامية يدها لأبعاد وتهجير عشرات الالاف من العوائل
الفيلية خارج الحدود واعطت لنفسها حق الاستيلاء على اموالهم المنقولة وغير المنقولة وحجز اكثر من (10) آلاف شاب فيلي في سجون ابي غريب ونقرة السلمان ومن ثم أبادتهم في مقابر
جماعية تلك شهادة إدانة للسلطات العراقية لعدم احترامها لحقوق الانسان، الذي يؤسف له ولا زالت هذه الدوائر في ظل الحكومات الجديدة وبعد هذه التغيرات التي شهدتها الساحة العراقية
مؤخراً وعدم ايفاء المعارضة في اجتماعاتهم خارج العراق الوعود التي اطلقوها قبل سقوط الطاغية، لقد لمسنا ان الآليات والأساليب لا زالت تنفذ تلك السياسة الشوفينية السابقة هي نفسها.
اكتسب العراقيون الجنسية بعد تأسيس الدولة العراقية عام (1920) اكتسبها البعض على اساس العثمانية والبعض الآخر على اساس التبعة الايرانية وليس بالضرورة ان يكونوا ايرانيين،
هذا البعض من العراقيين خدم اولادهم واولاد اولادهم في الجيش العراقي مؤدين الخدمة العسكرية واستشهد العديد منهم في ساحات المعارك والحروب التي خاضتها السلطات العراقية في كل
العهود دفاعاً عن تربة العراق، كذلك قدموا التضحيات على مذبح الحرية في وثبة كانون عام (1948) وتشرين عام (1952 وانتفاضة عام (1956) وهم المدافعون الاوائل عن الجمهورية
الاولى حين تصدوا للأنقلابيين الفاشيين عام (1963) كما تبوأ العديد منهم المراكز القيادية في الاحزاب الوطنية لتحرير العراق من قبضة الدكتاتور، ولهذه الشريحة دور مهم في تنشيط
الحركة التجارية سابقاً حيث كان لهم الفضل في استقرار الميزان التجاري العراقي، ولهؤلاء التجار نشاط مميز في بناء المصانع والورش وتشغيل الايدي العاملة لذلك اصبح حال هذه
الشريحة موازياً لمن اكتسب الجنسية (العثمانية) في النضال والعمل والعلاقات الاجتماعية والانسانية والدينية، حيث جمعتهم تلك الروابط والاهداف والمبادئ فرقتهم السلطات الحاكمة في
التعيين والبيع والشراء وفي مجالات حياتهم الآخرى، ويمكن ملاحظة ذلك بما أوردته الصحف والأنباء مؤخراً عن شروط التقديم لكلية القوة الجوية ومنها شرط أن يكون المتقدم من أبوين
عراقيين أو أم عربية في الولادة، وهي أحدى الشروط الاساسية للقبول في هذه الكلية ومن الشروط العربية التي لا زالت المتحكمة في القبول في المراكز الحساسة وكلية الشرطة والجيش.
مسك الختام أقول ألا تستحق تضحيات الكورد الجام لأعادة النظر في هذه الشروط التعسفية المجحفة وازالة المظالم؟!.
عبد الامير ملكي
جريدة آفاق الكورد
العدد -53- 15/8/2006