كلمة الاتحاد
(قل ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون)
(صدق الله العظيم)
نشر السيد محمد اليعقوبي في 29/7/2006 بيانا حول كركوك، وبعده شنَّ هجوما هستيريا حاقدا وشوفينيا على الكرد من خلال بعض القنوات المشبوهة. ولغرض بيان الحقائق والرد عليه
ندون ما يلي:
1 ـ يحاول اليعقوبي وبخبث قل نظيره تأجيج الوضع في كركوك وصب الزيت على النار من اجل اشعال الحرب بين العرب الشيعة والكرد، وهو في محاولته يريد الضرب على العلائق
التاريخية المتينة بين الكرد والشيعة من جانب، وخلق مبررات لا اخلاقية لوضع العصا في عجلة التحالف الكردي الشيعي والذي تقع على عاتقه مسؤولية تأريخية في دفع سفينة العراق الى
بر الامان والفلاح، في حين ان اليعقوبي ومنذ الانتخابات الاخيرة يحاول وضع العراقيل امام مسيرة حكومة الوحدة الوطنية، وهو بذلك يتخندق مع اعداء الحكومة ويقف معهم في صف
واحد، والا بماذا يمكن ان تفسر افتراءاته على ان الكرد في كركوك يستهدفون "القوميات العربية (سنة وشيعة) والتركمانية المتوحدة ضد التمرد غير المشروع لقومية اخرى تطالب بتطبيع
الحالة في كركوك".
2 ـ لقد استشهد المئات من الكرد القاطنين في كركوك في عمليات ارهابية، ومنهم مسؤولون كبار في الدولة والاحزاب السياسية، وتعرضت مقار الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب
الديمقراطي الكردستاني الى هجمات ارهابية راحت ضحيتها العشرات من الكرد، واستشهد الكرد اسوة بالاخرين في الاعمال الارهابية التي استهدفت دوائر الدولة واخرها مبنى محكمة
كركوك، اما والقول لليعقوبي بان تفجيرات حي الواسطي تقف وراءها القومية الاخرى فهو بهتان لا يستند الى الحقائق والوقائع، واليعقوبي الذي تصدر عنه هذه الكلمات والاتهامات، لا
يخاف الله ولا يشعر بالمسؤولية إزاء ما يصدر عنه، لاسيما انه "يعتبر نفسه مرجعا دينيا وسياسيا!!".
الا ان (وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما) سوف لن يحقق مأربه الشوفيني الحاقد في اشعال النار بين الكرد والشيعة والكرد والعرب عموما، فاذا كان اية الله العظمى محسن الحكيم قد
افتى في الستينيات بتحريم دم الكردي، فان من بين اهلنا من الشيعة من العقلاء والرجال العظام من يسيرون على خطى الحكيم ويعملون من اجل افشال مخطط اليعقوبي.
3 ـ ان ارادة الشعب الذي قال نعم للدستور وبضمنه المادة رقم (140) التي وضعت الاسس الدستورية والقانونية والسياسية لحل مشكلة كركوك وبضمنها "التطبيع" الذي سيكون صالحا
لجميع سكان محافظة كركوك وليس لصالح "تلك الجهة" والذي يقصد اليعقوبي في بيانه الكرد بها. والتطبيع حق مكفول دستوريا وقانونيا وسوف لن يسلخ المدينة من عراقيتها بل بالعكس
يغرس جذور عراقيتها في ارض الرافدين بصورة اكثر واعمق؛ ويقوي التطبيع في الوقت ذاته، العلاقات التاريخية بين العرب والكرد والتركمان والكلدواشوريين، لا (الجبهة العربية
التركمانية) التي ينادي بها اليعقوبي، فلاجبهة وطنية سيكتب لها النجاح في كركوك ما لم يكن الكرد والاخرون ضمن تكوينها، اما واليعقوبي يريد عن طريق ذكر مثل هذه الجبهة في بيانه،
فهو يحاول تحقيق حلمه الحاقد بزج التركمان في دائرة الصراع الذي (يهلهل) له اليعقوبي.
4 ـ اذا كان اليعقوبي المنعزل في صومعته، بحاجة الى اثبات "الحق التاريخي والجغرافي والديموغرافي والوثائق التاريخية التي توصف هوية كركوك" فنحن على أتم الاستعداد لارسال
تلك الوثائق اليه ليطلع بنفسه لا ان يرتكز على حق خيالي او كلمات مدسوسة وسامة، واذا كان اليعقوبي يستند في الحق على منهج القرآن فيجب ان يرتكز على الحقائق التاريخية والوثائق
المدونة في بطون الكتب، لا ان يوزع الاتهامات جزافا ومن دون وجه حق، ألم يأمر الله سبحانه وتعالى المسلمين بقوله (يا ايها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما
بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)؟.
5 ـ يتهم اليعقوبي "تلك الجهة" وهو يقصد الجهة الكردية "من السيطرة على مفاصل الدولة وقد مكنهم ذلك من تسهيل امر الارهابيين او على الاقل غض النظر عنهم".
يبدو ان اليعقوبي يريد ان يقفز على الحقائق وبكلامه غير الصحيح هذا، يحاول ذر الرماد في عيون الاخرين، والا هل يعقل ان لا يدري ان الذين يديرون مفاصل الدولة، قد جاءت بهم
الانتخابات الاخيرة والذي دخل اليعقوبي وحزبه فيها ايضا؟ هل يريد اليعقوبي ان ينسى او يتناسى بأن الادارة التي تقوم بادارة دفة الامور في كركوك تعكس موزائيك المدينة من الكرد
والعرب والتركمان والكلدواشوريين حسب الاستحقاق الانتخابي والتوافق الوطني؟.
"اما وان الكرد يسهلون امر الارهابيين او على الاقل يغضون النظر عنهم"، فهو كلام لا ينطقه أي عاقل عارف بطبيعة الكرد، فطوال التاريخ النضالي الطويل لم يلجأ الكرد الى الاساليب
الارهابية حتى مع اعتى اعدائهم من الانظمة الدكتاتورية في العراق ومنها النظام الصدامي الفاشي الذي لم يتردد في تنفيذ حملة ابادة شاملة بالاسلحة الكيمياوية المحظورة دوليا و منها
محافظة كركوك التي كانت لها حصة الاسد من حملة صدام الشرسة، فأين كان اليعقوبي حينذاك ولماذا لم ينبس ببنت شفة، اليس الكرد مسلمين وعلى المسلم مناصرة اخيه المسلم؟!
لقد اكتوى الكرد بنار الارهاب قبل غيرهم في العراق، سواء كان ارهاب الدولة او ارهاب الجماعات التكفيرية من جماعة انصار السنة، واذا كان اليعقوبي قد نسي التاريخ القريب قبل ثلاث
سنوات، فنحن مستعدون ان نذكره وذلك بارسال الوثائق الدامغة حول ذلك.
ان الزرقاوي الذي يتهم الشيعة بالروافض والكرد بالخونة، لم يفعل ذلك من دون قصد، لأن الكرد الآن يجدون انفسهم في الجبهة المعادية للارهاب ويعملون ليل نهار من اجل انقاذ العراق
من شره. (ان هذه تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا).
6ـ اما ويتهم السياسيين في كركوك "بالقذارة والانحطاط"، فلا اعتقد ان قارئا بسيطا يخالف رأينا بأن بيان اليعقوبي فيه من القذارة والانحطاط بحيث يقطر حقدا ودما على الكرد، وعلى
الكرد الكركوكيين بصورة خاصة.
7ـ وفي بيانه، وبدلا من ان يطلب اليعقوبي تهدئة الاوضاع في عموم العراق وكركوك، راح يتوعد ويهدد ويقول (تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن) و(ليصبر اخواننا في كركوك) و... الخ
من كلمات الوعيد وبصورة لا مسؤولة. ونقول لـ(يعقوبي)، كفنا شرّ هذه البيانات والعقول المريضة التي لا تريد الخير للعباد والبلاد. وخير ما نختتم به كلامنا ان نذكر اليعقوبي بالآية
الكريمة: (قل ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون).
جريدة الاتحاد
1/8/2006