مجلس الاقليات العراقية / الصابئة المندائيون مهددون بالانقراض
الأحد 06-08-2006
نزار ياسر الحيدر نائب رئيس مجلس الاقليات العراقية
بشار حربي السبتي الناطق الرسمي لمجلس الاقليات العراقية
الصابئة المندائيون هم السكان الاوائل الذين سكنوا ارض الرافدين لوجود النهرين الخالدين دجلة والفرات وفروعهما ولكون الديانة المندائية تستلزم وجود الماء الجاري لاجراء طقوسهم
وشعائرهم الدينية, فأن العراق كان وما زال الحاضنة الحقيقية للمندائين ...أن الطقوس المندائية التي مضى عليها قروون عديدة ما زالت تمارس حتى الان بحيوية ونشاط مدهش ...لقد عمد
يوحنا المعمدان ابن خالته يسوع المسيح في نهر الاردن وفق الطقوس التي يمارسها المندائيون اليوم, وحين مارست المؤسسة اليهودية الاضطهاد ضدهم هاجرعدد كبير منهم الى موطنهم
الاصلي العراق .
لقدعاش الصابئة المندائيون متاخون مع ابناء الديانات الاخرى وساهموا في بناء حضارة وادي الرافدين وبرز منهم علماء في الطب والرياضيات والهندسة والعلوم والفنون وحرفيون
ماهرون ومنهم صاغة بارعون في صناعة الذهب والفضة..وهم يمتازون بدماثة الخلق وحب الاخرين.
المشكلة
عانى ابناء ديانة الصابئة المندائية وعبر تاريخهم الطويل الموغل في القدم من شتى انواع الاضطهاد والاغتراب والتمييز الديني بسب قلتهم وبالتالي ضعفهم وعدم وجود دولة تحكم باسمهم
وتحميهم, وكذلك بسبب تمسكهم بديانة التوحيد التي يعتقونها والتي اوقفت التبشير منذ نهاية القرن الاول ,فبات تناقص اعداد ابنائها بفعل الكوارث البيئية والحروب مصدر قلق لمفكريها
ورجال دينها وكذلك للمؤرخين المحبين لها , واليوم تبرز ضاهرة اخرى تضاف لذلك ,وهي هجرة المندائيين من بلاد وادي الرافدين –ارض ابائهم واجدادهم وتشضيهم في اصقاع الارض
كافة بسبب ماعاناه ويعانيه العراقيين وا ابناء جلدتهم منذ اكثر من ثلاثين عاما ونيف,وبدل من تمركزهم في تجمعات سكنية متقاربة وفي بيئة اجتماعية متناغمة مع عادتهم وتقاليدهم اصبحوا
اليوم يكافحون في الشتات والمهجرلاثبات هويتهم والحفظ عليها من التذويب والضياع والانقراض فا هو السبيل لتجنب ذلك ؟
حلول ومعالجات
يمكن لمنظمات دولية متعددة تهتم بشؤون الاقليات الدينية واخرى بشؤون الهجرة ان تساهم في عقد مؤتمردولي يحضره المعنيون بشؤون هذه الديانة من ابنائها ومن خارجهم للبحث في كيفية
الحفاظ على هذه المجموعة البشرية الموحدة وجذر التوحيد الاول من الانقراض او الذوبان في الاديان الاخرى فتخسر الانسانية بقايا اتباع يحيى بن زكريا –يوحنا المعمذان – اخر انبياء
الصابئة المندائيين الذين لا يتجوز عددهم 40000 مؤمن وهنا يمكن ايراد بعض مقترحات بهذا الشأن :
ا- تسهيل مهة توطنيهم او اقامتهم في احدىالدول التي تلائمهم مثل استراليا اميركا هولندا المانيا السويد وذلك لحين توفر الشروط التاريخية لعودتهم الى موطنهم الاصلي.
ب- الاهتمام الجدي بلغتهم المندائية (احدى اللغات الارامية الشرقية )لانها عمود ادابهم ومفتاح الحفاظ على ديانتهم ,سيما وان اليونسكو قد اتخذت قرارا وبالتنسيق مع الشيخة( موزة) حرم
امير دولة قطر ممثلة اليونسكو في المنطقة ينص على وضع اللغة الارامية المندائية ضمن خارطة اللغات المهددة بالانقراض العالي لعام 2006 يدعو الى الحفاظ عليهاوالمساعدة بايجاد
السبل والخطط الذي يبقيها والعمل بهذا الاتجاه.
ج- التدخل ( ما امكن) لدى حكومة الجمهورية العراقية لرعاية ما تبق منهم في العراق وهم بحدود 40% من مجموعهم والعدد يتناقص يوميا بسبب الهجرة المستمرة, والممقصود بالرعاية
هنا هو توفير حقوقهم الدستورية والسياسية والدينية والثقافية والادارية , ان غالبيتهم تعمل في مهنة تجارة الذهب والالماس وفي التعليم العالي والطب والمهن المتميزة الاخرى التي يستهدفها
الارهاب في العراق.
د- التدخل ما امكن لدى البلدان التي يتواجد فيها ابناء الصابئه المندائيين حاليا مثل سوريا –الاردن - اليمن - اندونيسيا - ماليزيا من الذين انقطعت بهم السبل وهم بطريق الهجرة لغرض
رعايتهم وان تتبنى منظمة غوث اللاحئين للامم المتحدة ايصالهم الى مرامهم ومد يد العون لهم لحين بلوغ اهدافهم.
ه- ان تساعد المنظمات الدولية ذات الصلة بتشجيع المؤتمرات الدينية الدولية والثقافية المتنوعة على دعوة ممثلي ديانة الصابئة المندائية وجمعياتهم لغرض التثقيف بثقافتهم وتاريخهم وهو
ما يعزز شخصيتهم المستقلة والتعريف بهم بين الشعوب وبالتالي يهيئ ظروف ملائمة لبقاء نبتتهم في غابة الاخرين باعتبارهم غرس التوحيد الاول.
و- دعوة لحكومات التي يتواجد فيها المندائيون بعدد واضح الى تطبيق المعايير الدولية الخاصة بحقوق الانسان ودعوة حكومة العراق الى تطبيق اعلان الامم المتحدة الخاص بالسكان
الاصليين على وضعهم في العراق.
2-كما يمكن للحكومة العراقية ان تقوم بجهد متميز للحفاظ على الصابئة المندائين اذا ما احسنت تطبيق احتياجاتهم كافة.
الخاتمة
ان بقاء الصابئة المندائين وعدم اندثارهم مسؤولية جميع دول العالم المهتمة بحقوق الانسان والسكان الاصليين اذا انهم الشاهد الحي على حضارة ما بين النهرين, ولانه لا توجد لديهم دولة
تساندهم سياسيا او اجتماعيا ولا يتوفر لهم ملاذ امن يلتجئون اليه متى ما اضطروا الى ذلك فهم مهددون دوما بالاضطهاد مما يؤثر على استقرارهم ووجودهم ولتدهور الوضع الامني في
العراق وانتشار الافكار الدينية المتطرفة والتي تنظر اليهم نظرة دونية غير منصفة . لذا اقتضى تبني قضيتهم انسانيا خدمة لحقوق الانسان .
ملحق1
احصائية بتعداد الصابئة المندائيين
لا توجد اية قاعدة احصائية ومعلوماتية عن عدد نفوس الصابئة المندائية خلال الثلاث عقود السابقة اذ مثل هذه المعلومات كانت تعتبر من المسائل السرية التي لا يجوز تداولها انذاك.لكن
يمكن التوصل الى العدد التقريبي لنفوس المندائيين اعتمادا على احصائيات قديمة وعلى نسبة زيادة سكان العراق واعتماده كمعيار لنسبة الزيادة الحاصلة في اعداد الصابئة المندائيين
باعتبارهم شريحة من الشعب العراقي.
تعداد عام 1947 احصاء رسمي
عدد نفوس العراق (4814122) نسمة
عدد نفوس الصابئة المندائيين (6597)
تعداد عام 1957 احصاء رسمي
عدد نفوس العراقيين( 6538109) نسمة
عدد نفوس الصابئة المندائيين (8956) نسمة
عام 2006 تقديري
عدد نفوس العراقيين 27500000 نسمة
عدد نفوس الصابئة المتوقع 40000 نسمة
احصائية تقريبية بعدد الصابئة المندائيين في العالم
المجموع التقريبي 23900 نسمة موزعين تقريبا على استراليا 6000 ونيوزلندة 300
السويد 5000 , الدنمارك 1000، النرويج 300، المانيا 500، هولندا 3000, انكلترا
500، كندا 500، الولايات المتحدة 1000، سوريا 3000، الاردن 2000, باقي دول العالم 1000
المصدر: شمس الحرية، 6/8/2006