من عشائر الكوردية الفيلية . . . الماليمان

تكونت هذه القبيلة في عهد نادر شاه والوالي اسماعيل خان بن شاهوري خان الثاني ومنشئها هو شفي بن قمر بن سلانويس بن هومان الذي اطلق عليه لظلمه لقب (شفي بيري) واصل تسمية ماليمان (مال همان) بمعنى (بيت همان) نسبة الى جد المؤسس الاعلى همان ..

وقد جاء في الاثر ان همان قسم في حياته مناطق نفوذه بين اولاده الثلاثة يوسف ومرادويس وعلاويس. وكانت مناطق بدرة وشيروان وضفاف نهر صيمرة من نصيب علاويس الذي اعقب ولدين بأسمي سلانويس وقباد وبعد وفاة علاويس خلفه ابنه سلانويس اكبرهم سناً كما جرى عليه التقليد ونصب قباد نائبا|ً له ومساعدا|ً في تدبير شؤون المنطقة بتوافق تام واعقب سلانويس (قمر) كما اعقب قباد (قيطاس)وتوفي قباد قبل سلانويس. خلف قيطاس الاثنين في ممارسة الحكم بعد وفاة العم ايضاً لأنه اكبر سنا|ً من ابن عمه قمر ونصب قمر نائباً له وزين الطمع في السلطة لروح الله بن قيطاس ان يكسر التقليد الذي جرى عليه تداول السلطة بين الاخ الكبير والاخ الصغير فعمل على انتزاع الولاية من عمه وحاول جهده في اثبات نفسه وتم له ذلك ونصب اميراً بعد وفاة ابيه بقرار من الحكومة فكان سبباً لنشوب نزاع بين اولاد العم اذ جمع شنشاهي بن قمر حوله المؤيدين وهاجم مقر روح الله واجبره على الفرار الى مدينة حزم آباد وفيها شكى اعمال شنشاهي ضده عند الوالي اسماعيل خان ولما كان روح الله حاكماً معيناً من قبل الدولة على المنطقة اعتبر شنشاهي متمرداً وعاصياً واعتزم انهاء أمر شنشاهي واعادة روح الله فأستدعاه الى حزم آباد بعد أن اعطاه الأمان بزعم التحقيق في النزاع وتوهم شنشاهي بأن سيكون الطرف الفائز لأن والده قمر هو الامير الواجب نصبه بحسب الاعراف القبلية فلبى الدعوة الا أن الوالي القى القبض عليه فور وصوله وزجه في سجن (فلك الاملاك) واعاد روح الله الى منصبه وبعد ان امضى شنشاهي عدة سنوات سجيناً تمكن من الفرار بثغر في جدار السجن وعاد الى بيته في منطقة كنجه فأوعز الوالي الى روح الله بتعقيبه وقتله وفي تلك الفترة استقطعت الحكومة منطقة شيروان من دائرة نفوذ روح الله واخذت تديرها مباشرة بواسطة حاكم تركي كما ألتجأ شفي وهو شقيق لشنشاهي الى أمير قبيلة ربيعة داخل العراق وعمره يومذاك ثماني عشرة سنة فأظهر الصدق والنباهة في خدمة الامير لما اهله ليكون وكيلاً لكن فترة الثأر لأخيه بقيت ملازمة واحتل شفي مقام روح الله دون منازع لكن بصورة غير رسمية ودانت له القبيلة بالطاعة وتزوج ارملة اخيه شنشاهي وتقاطر عليه رؤساء الطوائف يهنئونه ويقدمون له الهدايا معلنين ولاءهم وشذ عنهم (كيان) امير طائفة السوره ميري الذي رفض موالاته وامتنع عن دفع الجزية السنوية. وضاعت محاولات (شفي) في استمالته وازداد عناداً فقرر القضاء عليه ويرون بهذه المناسبة ان المتمرد كان قد اعتاد الخروج الى الصيد في جبل كوركوه من اتباع يناهزون الستين فتعقبه شفي هناك بكثرة من الرجال متظاهرأً بقصد الصيد ايضاً ولما اقترب من موضع الامير بعث له بعض لحم قنصه وابلغه بواسطة مبعوثه بأنه ينوي زيارته كصديق ولم يرتح الامير لهذا وداخلته ريبة فرد عليه هديته الإ أن شفي قصده مع هذا وارداه برصاص بندقيته واستسلم رجال القتيل لم يكن خوركه بن شنشاهي مع عمه شفي حين جرى ما جرى لكنه جمع مؤيديه فور سماعه خبر مصرعه وهجم على القيتول وقتل ابن روح الله الحاكم المنصوب واجبر بعضهم على الفرار الى خرم آباد حيث استجاروا بأسماعيل خان فسير عليه حملة تأديبية بقيادة حفيده حسن خان وحمله بيانا|ً تحذيرياً موجهاً الى جميع رؤساء العشائر في المنطقة ينذرهم فيه بمغبة التعاون مع خوركه ويحثهم على مساعدة حفيده بكل الطرق الممكنة للقضاء على المتمرد وبهذا تحول خوركه من ثائر وقاطع طريق الى حاكم ينفذ اوامر الحكومة المركزية وبقي في منصبه هذا ايام حكم كريم خان حيث كان موضع ثقته حتى انتدبه للخروج الى حوزستان وأعادة الأمن والأستقرار فيها ففعل واما عن كيفية موته فقد ذكروا انه كان اثناء عودته حاول عبور نهر كرخه فجرفه التيار ومات غرقاً ولم يخلفه الحكم احد من اولاد لصغر سنهم لذلك عينت الحكومة الزندية جلال الدين باشي القيتولي حاكما بدله ولسبب خشونة هذا الحاكم واستياء الناس منه قرروا خلعه وكان رئيس عشيرة بلا شك القوي والمسموع الكلمة في دوائر الدولة من خصومه الاعداء فسعى به السلطة ونجح مسعاه فعزل وعين كاكي بن شفي بن قمر حاكماً على المنطقة وبقي الماليمان هم الحكام الفعليين المسيطرين على دفة الحكم حتى دب الخلاف الشديد بينهم انتقلت لرستان الى الحكم القاجاري المباشر في حين انتقل الحكم الى منطقة بشتكوه وصارت مقاليد الامور فيها تدار من قبلهم.

جريدة آفاق الكورد، العدد: 51- 1/8/ 2006