عن هذا ( العالم العربي ) المتخلف
من عادتي التنقل بين القنوات الفضائية العربية، اسمع اخبارا من العربية والجزيرة، واشاهد مسلسلا في القناة الفضائية المصرية أو انفينيتي.
اليوم، مارست عادتي هذه ، وجلست أتأمل، مع نفسي، حال هذا ( العالم العربي ) بعد ان شاهدت الحلقة الاخيرة من مسلسل ينابيع العشق، والكلمات الخالية من
المضمون التي رصفها كاتب المسلسل، وتخيل في نفسه انه يمدح مصر حين كتب انها تواصل العطاء والسير والنضال ومما الى ذلك من (خريط القتاد). ونسي السيد
الكاتب ان احد ابطال مسلسله (قاسم أمين) كان في بداية القرن الماضي، أي قبل مئة ( يكافح ويجاهد) في سبيل حرية المرأة، وكان زميله في العراق جميل صدقي
الزهاوي يدعو( ابنة فهر) الى التخلص من حجابها.
وها هم الاسلاميون السنة، من الاخوان المنافقين والوهابيين التكفيريين، من جهة وآيات الله والروزوخونية من جهة أخرى، لاهم لهم الآن، بعد مئة سنة، الا غطاء
رأس المرأة. يريدون منها ان تتقنع على طريقة ( زورو) كي لايرى احدهم عورتها
( شعر رأسها).
مئة سنة بأكملها وهذا العالم العربي يناقش هذه المسألة، ولم يسأل هؤلاء انفسهم هل يعتقدون فعلا بوجود خالق لهذا الكون العظيم. وان كان الامر كذلك فهل يعقل ان هذا
الخالق العظيم الذي استطاع في ستة ايام بناء هذا الكون الجبار الذي يمتد على مدى مليارات السنوات الضوئية، وليس السنوات العادية، هل يعقل ان هذا الخالق العظيم
يكون صغير العقل بهذا الشكل الذي يصوره فيه الاسلاميون، وليس له مشكلة الا شعر المرأة أو وجهها.
مئة سنة، استطاع فيها العالم الآخر، الغربي الكافر، الوصول الى طرف المجموعة الشمسية،
ومعرفة (سر المصابيح التي جعلها الله سراجا نهتدي بها في ظلمة
الصحراء العربية القاحلة) فصاركوكبنا قرية صغيرة. كل هذا والمسلمون في بقاع الارض لا هم لهم سوى مناقشة شعر المرأة ولباس المرأة ومن كان احق بالخلافة قبل
1400 علي ام ابا بكر ؟؟؟.
وأواصل تجوالي بين المحطات الفضائية العربية، فأجد ان مادتها المفضلة ومادتها الرئيس هذا اليوم كانت ايضا من (بركات) الاخوان المنافقين والتكفيريين ولم يناقشها
بعد آيات الله ، الا وهي (مقاطعة الدانمارك) لان صحيفة دانماركية نشرت كاريكاتورا يصور النبي محمد مع بعض النساء.
- السعودية تستدعي سفيرها
- مظاهرات في غزة والباكستان
- ليبيا القذافي تدخل على الخط وتسحب سفيرها
- تلفزيون العقارية الاماراتي يقاطع الافلام الدعائية عن المنتجات الدنماركية،
فيا للمصيبة ياحسن أسد لن نرى بعد الان دعاية ( كيري) وا مصيبتاه!!!
- أحدهم يطالب البابا بالاعتذار للمسلمين
- تصاعد الاصوات التي تطالب الحكومة الدانماركية بالاعتذار(لمن يوجه هذا الاعتذار باعتباره مسؤولا عن الدين الاسلامي؟؟؟)
- اصوات تتصاعد في مصر والبلدان العربية (الغارقة في عسل الديمقراطية) تطالب بسد الصحيفة.
واعود الى التأمل، ترى مالذي تعلمه سكان البلاد العربية والاسلامية خلال هذا السنوات المئة الاخيرة من عمر البشرية؟؟؟
لماذا يطالبون البابا بالاعتذار، الا يعلمون لحد الان ان البابا ليس له في العير ولا في النفير حين تتعلق بتسيير الامور في البلدان الاوربية ، ام انهم مايزالون يعتقدون
ان اوروبا تعيش في زمن صلاح الدين . ثم لماذا على البابا ان يعتذر، حتى وان كانت له هذه السلطة والصلاحية؟؟ الايجب على المسلمين وبالاخص منهم رجال الدين
وآيات الله ان يكون هم البادئون بالاعتذار عن الاهانات التي يوجهونها ليل نهار، ومن على شاشات التلفزيون العربية والايرانية والباكستانية وغيرها لانبياء الاخرين
أليس هؤلاء هم الذين يصرخون في كل كلمة وخطبة...
(الصلات والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين) . لماذا نسمح لانفسنا ان نهين انبياء الاخرين بالاعلان ان نبينا هو اشرفهم؟؟
ولماذا هم لايزعلون؟؟؟
ثم هناك مسألة اخرى وهي : إن كان الاخوان المسلمون، ومن يتبعهم من الجهلة ، لايعرفون ولايريدون ان يعرفوا شيئا عن العالم وما يجري فيه وهم في غيهم وعُميهم
سادرون ، فهل يعقل ان الدبلوماسيين العرب الذين يعيشون في البلدان العربية لا يعرفون ان الصحافة في البلدان الاوربية لا تخضع للحاكمين، كما هو حال الصحافة
في (العالم العربي) وان رئيس الحكومة في اية دولة اوربية ليس له سلطان على اية صحفية، فما بالك بالبابا؟؟؟؟
مئات الكتب تطبع يوميا في انحاء اوروبا تتحدث عن المسيح وغيره من كافة الجوانب، الايجابية منها والسلبية وما ظهر احد ليدعو الى قتل هذا او ذاك من المؤلفين،
الا عندنا في العالم العربي والاسلامي الذي ما يزال يعيش في سنوات الظلام، ويريد الاخوان والتكفيريون وآيات الله ان يُظلِّموها علينا اكثر فاكثر، بسد منافذ النور في
اوروبا ايضا.
اتمنى ان تكون لدي قدرة للتحكم في الشؤون العالمية، حينها سيرى
كل اصحاب هذه الاصوات المنكرة المتحدثة بالسؤء عن الدانمارك وحرية الرأي والصحافة، عندما
امنع عنهم منتجات العلم والصناعة الغربية الكافرة، كيف يعيشون والى اي جحر سيأوون؟؟؟؟
لندافع عن الدانمارك و القيم والدول الغربية التي منحنتا فرصة الخلاص من عبودية الاخوان والتكفيرين وآيات الله اجمعين....
مالك حسن
30/1/2006