الصابئــــة المندائيــــون....وضبابيــــة الأعــــلام
د. جبار ياسر
تورونتو / كنــــدا
صوت العراق، 28/7/2005
إن ما يشغل بال العراقيين هذه الأيام هو صياغة مسودة دستور عصري يلبي طموحات مكونات الشعب العراقي بالرغم من معوقات الأمن المتردي بسبب ما يمارسه أعداء العملية السياسية ومحاولاتهم
لأفشال خطط إعادة بناء العراق الجديد. فالدستور عبارة عن عقد بين كافة مكونات الشعب تحكمه عوامل إنسانية تخص تارخ وحاضر ومستقبل هذه المكونات للتعايش في محبة وعدالة وتقدم وإزدهار.
وبنود هذا العقد يجب أن تكون واضحة وصريحة ومفهومة من قبل المتعاقدين بشفافية وعدم الغموض. ولكن مانلاحظه في هذه الآونة ان الأعلام كثير الأهتمام بالأخوان الكبار وكل يطالب بضمانة
دستورية، ولكنه ضبابي وغير واضح حينما يتعلق الأمر بالأخوان الصغار لاسيما ما يخص الصابئة المندائيين، فهم أقلية مهددة بالتشتت والأنقراض لعوامل كثيرة ومنها إجحاف الدساتير السابقة مما
خلق أجواء للتشكيك بها بالرغم من أصالتها العراقية وزرعها لأول غرس توحيدي في وادي الرافدين. في هذه الأيام وفي خضم المتغيرات نسمع بين آونة وأخرى عن مقررات وتوصيات لمؤتمرات
متعددة محليآ وإقليميآ ودوليآ منسجمة مع طموحات الصابئة المندائيين في دستور العراق الجديد، ومنها:ـ
1ـ إعتراف صريح بالصابئة المندائيين في الدستور وحذف تضمينهم في عبارة [أقليات أخرى].
2ـ إحترام طقوسهم الدينية والأهتمام بمعابدهم ورجال الدين ومدارسهم وكافة حقوقهم أسوة بالديانات الأخرى.
3ـ عدم إغفال خصوصية لائحة الأحوال الشخصية للصابئة المندائيين وشمولها بالتشريع.
4ـ إقرار نظام [الكوته] في الدستور الجديد وإنتخاب من يمثلهم في الجمعية الوطنية بطريقة ديمقراطية وتحت إشراف المفوضية العليا للأنتخابات.
5ـ إشراك أبناء الطائفة نساءآ ورجالآ في مفاصل الدولة بدون تمييز وعلى أساس الكفاءة العلمية والنزاهة والأخلاص.
ولكن ما تقدم أعلاه بالأضافة إلى أصوات كثيرة متصاعدة من أبناء الطائفة وتنظيماتها وأصدقاؤها في الداخل والخارج، كلها مجرد توصيات وإقتراحات ولا نعلم مدى فاعليتها على أرض الواقع ومدى
تأثيرها على لجنة إعداد الدستور وما يجري خلف الكواليس...!!؟
فنحن لا نريد ضمانات ضبابية كما كانت في الدساتير السابقة ونرفض الوصاية وإزدواجية المعايير خشية من عاتيات الزمن وألاعيب السياسة والأجتهاد حاضرآ ومستقبلآ، بل نريد ضمانة دستورية
شفافة وصريحة ننعم بها نحن وأجيالنا القادمة بدون قلق!!
وهنا يبرز دور الأعلام ومــــــــــــن يمثلنــــــــــا في لجنة إعداد الدستور وخروجهم عن الصمت قبل فوات الأوان وعدم الأتكال على [التعاطف الخجول والكلام
المعسول!!]، ورفض الضمانات الوهمية الغامضة التي أكل الدهر عليها وشرب...فالحقوق تؤخذ ولاتعطى.....