في رثاء أبو أحمد: سامي ذو الفقار

غسان رضا مصطفى
صوت العراق،
22/7/2005

لم أتعرف عليك في حياتك التي لم تمهلك الكثير ولكنني أشهد بأنني عرفتك من خلال صوتك المتميز في غرفة البرلمان العراقي الصوتية للأشهر القليلة الماضية التي كنت أحضر فيها بين الحين والحين في الغرفة. لقد كنت يا أبا أحمد نموذجا للصوت العراقي الملتزم و المحترم لنفسه وللآخرين. كنت تحرص على رد السلام لكل من يدخل شابا كان أم شيب. كنت تستمع الى المداخلات بصبر ما بعده صبر و بروية ما بعدها روية قبل أن تأخذ اللاقط وتبادر الجميع بكلماتك الدافئة:
" سلام عليكم أخوة وأخوات".
ما أبخل الموت وهو يحرمنا من صوتك الجهوري الحنون رغم معاناة السنوات. لقد أستكثر علينا الموت صوتا عراقيا صميما يتوجه الينا بالخطاب المخلص عبر آلاف الأميال، فأختطفك منا قبل الأوان.
منذ شهر وأكثر لم أعد أرى أسمك بين حضور الغرفة فأعيد قراءة القائمة مرات ومرات ولكن دون جدوى فالأسم الذي كأنما كتب بأحرف من بضع نور حضورك ليس هناك. أردت أن أسأل الحضور عنك ولكنني لم أفعل أحتراما لخصوصيتك وخصوصية الآخرين. أخترت أن أنتظر لعلك تدخل الغرفة يوما من جديد أو أدخل أنا الغرفة فأراك موجودا كما كنت دوما. وأذ بي أقرأ اليوم نعيك على صفحة صوت العراق.

لتحملك الملائكة في سرير دافئ
وترحل بك لحقل ربيعي بعيد
حيث لا شيء مزيف
وحيث كل شيء من الأشياء يخبو ويصمت
أجلالا لمقدمك.

لن نستطيع بعد اليوم أن نبني معك أكواخا للفقراء
لن نستطيع بعد اليوم أن نزرع معك قمحا للجياع
ولكننا سنبقى رغم ذالك نبني ونزرع
ونقدم لروحك الطاهرة الخيرات.

ليرحمك الله يا أبا أحمد وليتغمدك بوافر رحمته فأنه أرحم الراحمين،
وانا لله وانا اليه لراجــعـــــــــون.