ازدواجية الجنسية

يوسف فضل
صوت العراق،
29/7/2005

يناقش موضوع ازدواجية الجنسية في الدستور هذه الأيام. ويقود المعاضون حججهم على اساس تعدد الولاءات تعرض البلد للخطر والتجاذبات الخارجية. اما المؤيدون فيرون الموضوع من زاوية مختلفة تمامأ. فهم يرون ازدواجية الجنسية ثروة للبلاد خاصة وان العالم يتواصل عبر وسائل النقل السريعة ووسائل الأتصالات المسموعة والمرئية وما يترتب على ذلك من تفاعلات ثقافية وتجارية. اضافة الى ما ترتب على الفترة السابقة التي اضطرت كثيرأ من العراقيين المعارضين الى التغرب واكتساب جنسيات متعددة.

لعل من الأفضل ان تناقش الأطروحتان بشكل منهجي ومن ثم الحكم على اي من الأتجاهين اكثر ملائمة للبلاد. فالأطروحة الأولى تقدم النقاط التالية كحجج على مصداقية طرحها:

اولأ: ان ازدواجية الجنسية للمواطن قد تضعف من الولاء للوطن. وهذه الحجة ترى لها مصداقية في ازدواجية الجنسية لدول الجوار وما يترتب على ذلك من مطالبات محتملة ومشاكل نحن في غنأ عنها. فمثلأ الأيرانيين والأتراك والسعوديين والأردنيين والسوريين الخ يمكن ان تشكل جنسياتهم مشكلة مستقبلية.

ثانيأ: وهذا الموضوع يمكن ان يرى فيه اليهود المهاجرين الى اسرائيل منفذأ قانونيأ. فما هو الموقف من ذلك وان كان الموضوع بعيدأ طرحه.

ثالثأ: ان الدول الغربية قد تجد فيه منفذأ للأستحواذ على قرارات البلد والتحكم في مصيره من خلال المواطنين العراقيين الذين نشؤا ودرسوا في تلك البلدان.

اما الحجج التي يمكن ان يسوقها اصحاب الرأي المؤيد فهي التالية:

اولأ: ان الولاء للوطن لا يكسب عن طريق الجنسية بل هو تربية وعلاقة روحية لا يمكن ان تتعرض للفساد والخطر بأعطاء جنسية.

ثانيأ: ان المهاجرين والمهجرين ضحوا كثيرأ من اجل الحصول على جنسات تمكنهم من الحصول على امتيازات تعليمية واقتصادية وسياسية يمكن توظيفها لخدة العراق في المجالات الآنفة الذكر.

ثالثأ: ان عددأ من العراقيين المهاجرين والمهجرين لا ينوون الرجوع الى العراق في الوقت الراهن على الأقل. ويترتب على عدم وجود ازدواجية الجنسية تنازل هذا القطاع الكبير عن جنسياتهم وهذه خسارة للعراق. لأن كثيرأ من هؤلاء صناعيون ومثقفون ويمكن ان يرفدوا العراق في اماكن تواجدهم وللداخل ايضأ بامكانيات جيدة في مجالات تخصصهم.

نقاش واستنتاج:

يعيش العالم حالة انفتاح وتواصل لم يسبق لها مثيل في التأريخ. وان ازدواجية الجنسية في العديد من الدول المستقرة حالة طبيعية ومثرية للبلدان التي ينتمون اليها. وان حالة الأتحاد الأوربي ما هي الأ نموذجأ للتقارب الذي يحصل لدول العالم الذي بدأ يتلمس مصالحه في عالم تغلب عليه صراع القوى الأكثر كفاءة ومالأ وقوتأ وعلمأ. وهذا ما ستصل اليه الدول العربية والأسلامية ان آجلأ او عاجلأ.

أقول ان الحصول على جنسية بلد مثل الدول الأوربية هو مكسب ثقافي وسياسي واقتصادي يمكن توظيفه لصالح العراق. وان التفريط في هذه المكاسب خسارة لا مبرر لها.

اما موضوع دول الجوار فان هذه المسألة مؤقته وسيعرف الجميع ان من مصلحتهم التقرب والتعاون الى أبعد الحدود لأجل خير الجميع. ومن الممكن معالجة هذا الموضوع لتخفيف التخوف بتشريع مؤقت يمنع ازدواجية الجنسية لدول الجوار.

ان ازدواجية الجنسية صمام امان ضد التسلط والأستبداد. وان هذا التخوف مبني على مخاوف النظام الدكتاتوري السابق وما كان لممارساته من ردود فعل سلبية لدى المواطن.