دفاعا عن الحزب الكوردي الفيلي العراقي.. دفاعا عن الديموقراطية والمجتمع المدني في العراق

في إشكالية المثقف السياسي والسياسي المثقف

د. برهان شاوي

الجمعة
15/7/2005 "وطن الجميع" - قبل أيام، وفي أولى حلقات برنامج (فضاء الحرية) بتقديم الأخ د. هاشم العقابي، تداخل الأستاذ جاسم المطير متحدثا عن علاقة المثقف بالسياسي، باعتباره رئيس البرلمان الثقافي في المهجر. المتابع للحديث ولكتابات الأخ المطير حول موقف المثقف من السلطة، والمتابع للأعمال الأدبية ورواياته والتي آخرها كان (المريض الشيوعي)، يعجب حقا لجنوحه احيانا في كتابات تتناقض لكل مسيرته الإبداعية ولمنهجه الفكري بشكل عام. وآخرها كان ما ورد في مساميره التي وللأسف الشديد قد دقها في صورته الأدبية والثقافية شخصيا، فهو يكتب بالنص ما يلي:

( كم تمنيت بعد سماع مثل هذه المناقشات أن تتكون أحزابنا الديمقراطية على أساس وطني صرف بعيدا عن الروح الطائفية والفئوية والعرقية . لكن هذه الأمنية بعيدة المنال ، كما يبدو ، فقد أعلن في الأسبوع الماضي عن تأسيس حزب عراقي جديد خارج العراق وداخله وهو يحمل أسم ( الحزب الكردي العراقي الفيلي ) ..!! ويا للأسف أصر الكثير من قادة هذا الحزب على وضع كلمة ( فيلي ) ماركة خاصة لتمييز هذا الحزب عن غيره من الأحزاب العراقية ، بعيدا عن صياغة ديمقراطية مناسبة تؤكد عراقية الحزب وتؤكد بالتالي ( روح المواطنة العراقية الخالصة ) فالأخوان في هذا الحزب قادة وقواعد هم من العراقيين ، أصالة وولادة ، أضطهدهم نظام الدكتاتور صدام حسين مسقطا عنهم جنسية المواطنة العراقية وما زالت الحكومة العراقية الديمقراطية جدا ودوائر الجنسية فيها تمتنع أو تتردد في إعادة حقوقهم المغتصبة ..!

سأظل بانتظار صدور بيان ( ثوري ) من حكومة الأخ إبراهيم الأشيقري بإعادة حقوق هؤلاء المضطهدين بما فيها جنسيتهم ومواطنتهم المتساوية مائة بالمائة مع العراقيين كافة وإعادة أملاكهم لهم وتعويضهم عما لحق بهم من أضرار وآلام وخسائر كي يشكلوا حزبا وطنيا عراقيا خالصا ).

حقيقة، ما وددت لنفسي أن اكون في هذا الموضع كي أرد على الأخ المطير لأصحح له معلوماته التي كان أولى به أن يعرفها قبل أن يمسك بقلمه ليدق مساميره. وهنا سأتوقف عند بعض النقاط وليس كلها، فقد أجاب أحد الأخوة من المثقفين الفيليين عليه، رغم أنه، وأقصد هنا الأستاذ (صارم الفيلي)، لا ينتمي للحزب الكوردي الفيلي العراقي.

أولا: ولأبدأ من الأسم ، فقد أخطأ الأخ المطير في إسم حزبنا (الحزب الكوردي الفيلي العراقي) مسميا إياه (الحزب الكردي العراقي الفيلي)، والتقديم والتأخير هنا مهم جدا لسببين، أولهما أنه يثبت عدم دقة معلومات الكاتب عما يكتب عنه و يوجه له النقد والتجريح، وثانيا لأن التقديم والتاخير له دلالة تعكس توجه الحزب واهتماماته، ففي ألمانيا على سبيل المثال يوجد حزبان الأول اسمه (الحزب الاشتراكي الديموقراطي) والثاني إسمه (الحزب الديموقراطي الاشتراكي)، لكن كل من يعرف هذين الحزبين يدرك عمق الخلاف التاريخي بينهما، فالأول (الحزب الاشتراكي) هو حزب الاشتراكية الديموقراطية التي إنشقت عن ماركس والشيوعية الدولية بقيادة (لاسال) ومن ثم (كاوتسكي) في زمن لينين، بينما الثاني ( الحزب الديموقراطي الاشتراكي) هو نفسه حزب الشيوعيين الألمان والوريث للحزب الاشتراكي الألماني الموحد الذي حكم ألمانيا الشرقية سابقا، ولست هنا بصدد مقارنة إسم حزبنا بهذين الحزبين وانما إردت ان أضرب المثل على إنه على الكاتب وهو يكتب مقالا صغيرا يخصصه لتجريح حزب سياسي عليه ان لا يعتمد على السماع وما يتناقل إلى سمعه من هذا أو ذاك ، وإنما عليه الإعتماد على الوقائع والنصوص المكتوبة، وأعتقد ان هذا من إصول النقد ومن إصول العمل الصحافي. وأستاذنا المطير يعرف هذا الأمر جيدا، ولا يحتاج لمن يذكره به، رغم انه إضطرني لتذكيره.

ثانيا: يكتب الأخ المطير ما يلي:( ويا للأسف أصر الكثير من قادة هذا الحزب على وضع كلمة (فيلي) ماركة خاصة لتمييز هذا الحزب عن غيره من الأحزاب العراقية ، بعيدا عن صياغة ديمقراطية مناسبة تؤكد عراقية الحزب وتؤكد بالتالي ( روح المواطنة العراقية الخالصة ).

ولأطرح هنا على الأخ الأديب جاسم المطير هذا السؤال البسيط : هل قرأ أستاذنا برنامج الحزب أو نظامه الداخلي؟

هل يعرف أستاذنا المطير بأن شعار الحزب هو: ( من أجل الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة والمساواة، من اجل النظام الديموقراطي ، الفيدرالي والتعددي)، فهل ياترى هذه صياغة غير ديموقراطية تؤكد على عدم عراقية الحزب، ولا تؤكد على( روح المواطنة العراقية الخالصة).

هل قرأ الأستاذ المطير برنامج الحزب، لاسيما الباب المعنون ؟؟
( برنامج الحزب وموقفه من الوضع الحالي والمستقبلي للعراق ) والذي نؤكد فيه التالي، وليسمح لي الأستاذ المطير بهذا الاستشهاد المطول:

يؤمن الحزب ببناء العراق الديموقراطي، التعددي، الفيدرالي، المستقل والموحد، ويرى أن تحقيق ذلك لا يتم إلا عبر القضاء الحاسم والنهائي على الارهاب، وعبرإقتلاع كل جذور الإستبداد والطغيان، والوقوف بحزم في وجه أي ميل أو ترويج لإيقاظ النزعة العسكرية في بناء العراق الجديد مهما كانت الظروف والأسباب، ومحاسبة كل رموز النظام البعثفاشي ممن تلطخت أياديهم بدماء أبناء شعبنا الزكية، وصيانة إستقلال العراق وتحقيق سيادته الوطنية ، وتعزيز الاخوة بين العرب والكورد وباقي قوميات وطوائف وإثنيات وملل الشعب العراقي ، وكذلك فضح وإدانة الطائفية ، ونبذ جميع مظاهر التمييز السياسي والديني والعرقي.

إن الحزب يستلهم في برنامجه حضارات شعوب وادي الرافدين، ويستلهم التراث السومري المتداخل مع التراث الايلامي والكوردي بشكل وثيق، كما يستلهم الرصيد النضالي المتراكم في التاريخ الانساني البشري بشكل عام والتاريخ العراقي والكوردي بشكل خاص ، في النضال من أجل الحرية والكرامة الانسانية والعدالة والمساواة ، لرفع الظلم عن كاهل شريحتنا الفيليية من مهجرين ومبعدين ومهاجرين ، والقصاص ممن أجرموا بحقهم وبحق كل أبناء الشعب العراقي..

إن الحزب يرى أن الدفاع عن الكورد الفيليين مرتبط مع مستقبل الديموقراطية وبناء دولة القانون ودولة المؤسسات الدستورية المنتخبة بنزاهة في العراق. وهذا الأمر يتطلب، رغم كل ما تحقق لحد الآن، المضي في إتخاذ إجراءات حاسمة وضرورية تتلخص في :

1. معالجة كل التشوهات الاجتماعية والثقافية والاخلاقية والنفسية ، التي سببتها هيمنة النظام البعثفاشي ، على ماكنة الدولة الاعلامية والتربوية ، والتي أفرزتها حروب النظام المجنونة مع جيران العراق.

2. محاربة الطائفية والاستعلاء الديني والقومي وعدم التساهل في هذا الأمر وإستصدار قوانين صارمة تعاقب كل من يروج لمثل هذه الأمور أو يمارسها ضد غيره. .

3. القضاء العاجل والحاسم على الفساد الاداري الذي صار يشكل إرهابا إقتصاديا وأخلاقيا للمواطن العراقي ، ومحاسبة المسؤولين مهما علا شأنهم أو إنتمائهم القومي والمذهبي والحزبي ، وتطوير وتفعيل لجان النزاهة إلى جانب تشكيل لجان شعبية للرقابة على التلاعب بالاسعار والسوق السوداء.

4. توفير كل المستلزمات الضرورية لاعمار العراق وبناء الاقتصاد الوطني وفقا للأولويات التي تمس حياة المواطنين ، ودعم المنتجين الصغار، ودعم وحماية منجزات القطاع العام ، وتشجيع القطاع المختلط والقطاع الخاص ، والمساهمة في إدخال منجزات الثورة العلمية التكنولوجية في عملية إعادة الاعمار، من خلال التأكيد على المواصفات الجيدة والمتطورة والجديدة ، والعناية الاستثنائية بالتوزيع الجغرافي العادل للمؤسسات الانتاجية ، من حيث ان الكثير من المحافظات العراقية التي كانت تناضل وتنتفض ضد النظام الفاشي تعرضت للأهمال المتعمد في خطط التنمية مهما كان مستواها.

5. الاستفادة القصوى من تجربة أقليم كوردستان العراق في البناء والتنمية وبناء المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والانشائية.

6. الاهتمام الاستثنائي بالريف العراقي، من خلال توزيع الأراضي على الفلاحين والمزارعين ، وتشجيع الاستثمارات الضغيرة ، والتخطيط لمشاريع حكومية سواء من خلال توفير المكننة في الريف أو توفير الخدمات أو دعم الانتاج الزراعي و تقديم المساعدات والقروض الاستثنائية وتوفير مصادر المياه والكهرباء والوسائل الصحية ، وإعادة إعمار الريف العراقي بشكل حضاري.

7. الاهتمام بالثروة الحيوانية بكل أشكالها ، وإستصدار قوانين حماية الحيوان والرفق به.

8. الحفاظ على البيئة ، من خلال إعادة وتطوير المشاريع ، وإستصدار قوانين لمحاسبة كل من يسبب تدميرا بيئيا ، ونشر ثقافة بيئية جديدة تقرب الانسان من الطبيعة وتجعله يفكر بأن تدميرها هو بالاساس تدمير له ، ومكافحة تصحر الأراضي الزراعية ، وإعادة الحياة إلى الأهوار بالكامل ، وحماية المياه الجوفية من التلوث والنفايات الكيمياوية.

9. حماية الكادحين والشغيلة والكسبة وشغيلة الفكر والتجار الصغار، من خلال رفع مستواهم المعيشي ، سواء كانوا يعملون بالاجرة أو يقبضون المرتبات الشهرية ، وإستصدار القوانين التي تضمن حقوقهم المتساوية رجالا ونساء ، في الأجور، ودعم نقاباتهم العمالية والمهنية ، وإالغاء أية قوانين تتعارض مع ذلك.

10. إشاعة منظومة شاملة وكاملة للضمان الاجتماعي والصحي والتقاعدي ، وضمان حق الاستفادة من المعونات الاجتماعية في حالة البطالة والعوز الاقتصادي وعند التسريح عن العمل ، أو الإصابة أثناء العمل.

11. نشر ثقافة التسامح ، وثقافة حقوق الانسان ودولة المؤسسات الدستورية والمجتمع المدني ، ومحاربة الفكر الفاشي والعنصري ، وكل ما رسخه نظام البعث من تشويهات عنصرية وأكاذيب وتزوير تاريخي ضد كل أطياف الشعب العراقي ، لاسيما الكورد الفيليين.

12. حماية حرية الفكر والمؤسسات الاعلامية والتعليمية والفكرية ، وإستصدار قوانين تحد من الفوضى الاعلامية وسوء إستخدام الديموقراطية وانتشار المفاهيم المشوهة للحرية الاعلامية ، ومحاسبة أية دعوة عنصرية تحرض على العنف الفردي أو الجماعي ، او تنشر فكرا قوميا وطائفيا يضر بوحدة الشعب العراقي.

13. إخضاع ميزانية الدولة لرقابة المجلس الوطني ، بما في ذلك ميزانية وزارتي الدفاع والداخلية.

14. نشر الثقافة الفيدرالية بين أوساط الشعب العراقي ، والتأكيد على حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها.

15. حماية دور المرأة في المجتمع ومساواتها الكاملة بالرجل في الحقوق المدنية والشخصية والعمل ، ومعالجة الاثار النفسية والاخلاقية والاجتماعية على المرأة والأسرة العراقية ، وحماية الأمومة والطفولة ، ونشر دور الحضانة ورياض الأطفال المجانية.

16. الآهتمام بالشبيبة والطلبة ، ودعم حقوقهم المدنية والديموقراطية في التنظيم والاضراب ، وتشكيل النوادي والفرق الثقافية والفنية والرياضية.

17. تطهير المدارس والثانويات والجامعات والمؤسسات والمناهج التعليمية والتربوية من فكر البعث ، وتطوير المناهج الدراسية، وتوفير المستلزمات الضرورية لترجمة أخر منجزات الفكر سواء في المجالات النظرية الاكاديمية أو التجريبية العملية والعلمية.

18. ضمان التعليم المجاني لجميع العراقيات والعراقيين بلا إستثناء ، وبكل مستوياته ، وتوفير الأقسام الداخلية للطلبة ، وضمان فرص التدريب والبحث العلمي والفكري أثناء الدراسة ، وضمان فرص العمل للخريجيين.

19. إقامة العلاقات مع دول الجوار على أساس إرساء السلم ومحاربة الإرهاب ، والاحترام المتبادل ، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ، وعدم اللجوء إلى القوة لحل النزاعات الناشئة بينها مهما كانت.

20. السعي والنضال من أجل أن يكون للعراق دوره الفاعل في السلم العالمي وفي ترسيخ جبهة الحرية والديموقراطية.

21. لا يؤمن الحزب بمبدأ العنف لتحقيق أهدافه، بل يسعى عن طريق العمل السياسي لانه يعتبر العراق الجديد دولة تسير نحو بناء الديموقراطية وسيادة القانون، كما لا يؤمن بأساليب العصابات والغدر والاغتيالات لحل المنازعات السياسية مع الآخرين، وانما يؤكد على طرق الحوار والطرق القانونية والسلمية، ولا يشهر السلاح بوجه الآخرين، وإن أشهروا السلاح ضده ، فسيدافع عن نفسه بالطرق الواضحة والقانونية المشروعة.


إنني أدعو الأستاذ الكاتب جاسم المطير لقراءة هذه النقاط من برنامج الحزب، وليحتكم بعدها لضميره، ولفكره، وللمباديء التي سجن ونفي وتشرد من أجل الدفاع عنها.

بل ولأزيد أستاذنا الجليل علما بالواقع التنظيمي لحزبنا، فنحن الحزب الوحيد في العراق الذي حدد في نظامه الداخلي فترة بقاء القيادة في مكانها التنظيمي، بحيث لا يتعدى دورتين إنتخابيتين فقط، مهما كانت هذه القيادة حكيمة: وليدعني أستشهد له بنص من النظام الداخلي:

و. لا يحق للهيئات القيادية ان تستمر في مواقعها القيادية لأكثر من دورتين حزبيتين أي لفترة مؤتمرين وذلك من أجل ديمومة الروح الديموقراطية للحزب وتجديده المستمر ورفده بالعناصر الشابة، ومن اجل تجنب اي شكل من أشكال الدكتاتورية والانفراد بالرأي والبيروقراطية.

فهل ياترى نحن بعيدين عن الصياغات الديموقراطية للتنظيم الحزبي؟؟

ولأزيد أستاذنا الجليل علما، بأن الحزب يعتز ويفتخر ويتشرف بأن بين صفوفه نخبة خيرة ورائعة من مفكري ومثقفي وسياسي وشعراء العراق، من الأخوة العرب وأبناء الأثنيات الأخرى، ممن رحبوا بعضوية الشرف وعضوية مجلسه الإستشاري، ولو كان الحزب طائفيا أو فئويا لما إنتظمت في صفوفه هذه الرفقة الطيبة من الأعلام العراقية التي ، ولتسمح لي، سأذكر أسماء بعضها:

الأستاذ عربي الخميسي، القاضي زهير كاظم عبود، الأستاذ الشاعر والكاتب زهير الدجيلي، د. خليل آل عيسى، د. خالد السلطاني، د. عدنان جواد آل طعمة ، د. عصمت الشعلان، د. نعمان جبار، الأستاذ حامد الحمداني، الأستاذ هادي فريد التكريتي، الأستاذ الشاعر عواد العابدي، الاستاذ الكاتب واعلامي سمير سالم داوود، الاستاذ الكاتب رشيد كرمة، الأستاذ الكاتب أحمد رجب وغيرهم من الأسماء الزكية التي تشرف أي موضع أو مكان أو ذكر يطرى.

ومرة اخرى اقولها: ما كان بودي أن أكون في مثل هذا الموضع، ومع الأستاذ المطير بالذات، فلقد تعودنا، ومنذ إعلان البيان التأسيسي للحزب في
24 نيسان الماضي، وليس قبل إسبوع كما ذكر الأستاذ ، أن نتعرض للتشويه وللإساءات المغرضة، وللمقالات التشويهية التي تنشر باسماء مستعارة ونعرف من يقف ورائها، وللسياسيين من الطابور الخامس للكورد الفيليين الذين ليس لديهم من عمل سوى تشويه الحزب وأهدافه وبث الشائعات ضده وضد أشخاصه، بل ومحاولات الإندساس بين صفوفه لشقه وتخريبه، لاسيما وهو في بداية تشكيل منظماته. فنحن نتعز بكتابنا ومثقفينا، فهم ثروة العراق، وضمان مستقبله، وضميره الحي والشجاع.