لقاء مع السيد عبد الرزاق العلي رئيس الائتلاف الكوردي الموحد
السعي لاستصدار وثائق ثبوتية رسمية لا تتضمن اي اشارة لتمييز المواطن العراقي قوميا او دينيا
الأربعاء
13/7/2005 "الجيران" لندن ـ بمناسبة تصريح السيد رئيس الجمهورية يوم 10/7/2005 بشأن الائتلاف الكوردي الفيلي الموحد خلال زيارة مستشار وزير الاسكان السيد ثائر فيلي عضو
الائتلاف حيث بارك السيد رئيس الجمهورية تأسيس ائتلاف الكورد الفيليين الموحد واوعد بترتيب لقاء مع ممثلين من الائتلاف خلال الأيام القليلة المقبلة لبحث أهم المشاكل التي يعانون منها وخاصة
عودة المهجرين. التقت الجيران برئيس الائتلاف الكوردي الموحد السيد عبد الرزاق العلي يوم الثلاثاء
12/7/2005 . اجرى اللقاء مراسلنا نوري العلي واليكم نص المقابلة:
يطلب الكثير من التنظيمات والاحزاب والشخصيات السياسية من الكورد الفيليين ان يوحدوا انفسهم.. سمع الفيليون هذا الكلام من اخوانهم في القومية ومن اخوانهم في المذهب ومن المتعاطفين معهم ..
ولكن لماذا الطلب من شريحة الكورد الفيليين ان توحد صفوفها في الوقت الذي فيه غالبية مكونات الشعب العراقي لم تستطع ان توحد صفوفها ، حتى اؤلئك الذين يطلبون منهم ان يوحدوا انفسهم هم
بحاجة ان يوحدوا صفوفهم. ولكن رغم كل الصعاب استطاع الفيليون من تشكيل ائتلاف لهم ضم عدد من الاحزاب والمنظمات والجمعيات الفيلية بما سيؤسس لشكل جديد لوحدتهم مستقبلا. التقى مراسلنا
نوري العلي برئيس الائتلاف الكوردي الفيلي الموحد الشخصية الوطنية المعروفة الاستاذ عبد الرزاق العلي واجرى معه الحوار التالي:
هل لك ان تحدثنا قليلا عن تاريخ الكورد الفيليين؟
الكورد الفيليون أحد مكونات الشعب الكوردي .. وهم سكان اقصى الجنوب من كوردستان، وبالتحديد منطقة (بشتكو وبيشكو) التي تمتد بين شرق دجلة والى العمق الإيراني. انقسمت مناطق سكناهم بعد
ترسيم الحدود الحدود الدولية بين الدولتين الإيرانية والعراقية، إذ وقع القسم الشرقي منها في دولة ايران من كرمنشاه الى خرم آباد شرقا ومحافظة خوزستان جنوبا. اما القسم الغربي منها فيقع في العراق
ضمن المناطق الوسطى والجنوبية من شرق نهر دجلة وهي مناطق خانقين ، مندلي ، جلولاء ، زرباطية ، بدرة ، جصان، ، الكوت ، على غربي ، وشيخ سعد. واتقل الكثير منهم الى العاصمة بغداد
والى البصرة والعمارة والحلة والناصرية وبقية المدن العراقية.
أصل كلمة فيلي جاءت من (بيلي) (P) ومعناها الرجل الجبلي الشجاع وهذه نسبة
لسكناهم على سفوح سلسلة جبال زاغروس وقد تغيرت الكلمة الى فيلي لعدم وجود حرف (P)
في أي من اللغتين العربية والفارسية، مثلما تغيرت كلمات واسماء تاريخية كثيرة. يشكل
الفيليون مانسبته 10% من مجموع الشعب العراقي.
لماذا غاب الكورد الفيليين كشريحة ممثل في كيان سياسي عن الساحة السياسية منذ ظهور العراق كدولة بعد الحرب العالمية الثانية ولغاية اعلان قيام الأئتلاف الكوردي الفيلي الموحد ؟
لم يغب الكورد الفيليون عن الساحة السياسية منذ تأسيس الدولة العراقية ، بل كانوا يعملون ضمن الحركات والأحزاب الوطنية بكل اطيافها من يسارية وقومية ودينية . فكان لهم الحضور الفاعل
والمشاركة في تأسيس معظم الحركات والأحزاب . وكان لهم شرف دعم الثورة الكوردية المندلعة في جبال كوردستان بقيادة الزعيم الكوردي الخالد الملا مصطفى البارزاني ، بالمال والسلاح. كما كانت
لهم وقفتهم التاريخية في مواجهة الانقلابيين البعثيين في شباط 1963 وقدموا الكثير من الشهداء. وكان لهم المواقف البطولية في دعمهم للمرجعية الشيعية في النجف الأشرف ومعروف ايضا حبهم
وولائهم لأهل البيت (ع).
ان المثقفين والمتصدين للعمل السياسي فيما مضى من الوقت كانوا يعتقدون ان تلك الأحزاب والحركات ستحقق آمال وطموحات الشريحة الفيلية بأعتبارهم جزء اساسي من مكونات الشعب العراقي. ولكن
حصل العكس حيث انصب جام غضب الحكومات التعاقبة على هذه الشريحة دون ان يقف الى جانبهم احد سوى بعض الاحتجاجات والبيانات الهزيلة التي لم تكن تساوي معشارا من الظلم والإضطهاد
الذي لحقهم. ولهذا اخذ عدد غير قليل من الناشطين الواعين من ابنائهم وقبل سقوط النظام بعشرات السنين، بتأسيس الجمعيات والمنظمات السياسية المستقلة رافعة صوتها ومطالبة بحقوقها. ولازالوا
يعملون لجمع صفوف الكورد الفيلية في المهجر وداخل الوطن، للحصول على كافة الحقوق ولرفع الظلم الحاصل على شريحتهم المغيبة عن الساحة السياسية.
ماهي الأحزاب والمنظمات المنضوية تحت هذا الائتلاف ؟ وهل هناك مفاوضات تجري مع اطراف اخرى سعيا لضمها الى الائتلاف؟
ان المنظمات والجمعيات والاحزاب التي انضمت الى الائتلاف هي :
منظمة الكورد الفيليين الاحرار
الاتحاد الاسلامي لكورد العراق الفيليين
الحزب الكوردي الفيلي العراقي
حركة المسلمين الاكراد الفيليين
رابطة المرأة الفيلية
تجمع عشائر الكورد الفيليين
جمعية المرأة الفيلية في السويد
الجمعية العامة للكورد الفيليين في هولندة
التجمع النسوي للكورد الفيليين في مانشستر
جمعية الكورد الفيليين في مانشستر
المنظمة الخيرية للكورد الفيليين في العراق
والباب مفتوح للجميع دون استثناء. اننا جادون للإتصال مع جميع الحركات والجمعيات للإتفاق من اجل خدمة قضيتنا المشتركة ولتحقيق طموحات هذه الشريحة المظلومة.
وهل اتفاقات الائتلاف الكوردي الفيلي الموحد مرحلية ولأهداف محددة؟ ماهي خططكم لتوحيد الصف الكوردي الفيلي فيما بعد الأئتلاف؟
نعم ان اتفاقات الائتلاف الكوردي الفيلي الموحد مرحلية ولأهداف محددة. كي يتسنى للجميع فرصة تبادل الثقة وتقريب وجهات النظر والاتفاق على الحد الادنى من نقاط الألتقاء، وازالة الشكوك ولإبعاد
العناصر المندسة ومفرقي الصفوف واعداء لمّ الشمل من بين صفوف بعض الجمعيات والمنظمات. بعدها سنعمل لدعوة عامة لكل الناشطين في الساحة السياسية وبدون عزل واستثناء اي فرد الى عقد
مؤتمر عام للكورد الفيليين في العراق لانتخاب من يشاؤون لقيادة المسيرة المستقبلية ووضع المشاريع لتحقيق الطموحات والآمال لابناء شريحتنا.
ماهو موقف الاحزاب الكوردستانية من الائتلاف ، وهل هناك تنسيق معها بهذا الشأن او بشأن الانتخابات القادمة ؟
ان تصريحات السيد رئيس الجمهورية يوم 10/7/2005 بشأن الائتلاف الكوردي الفيلي الموحد خلال زيارة مستشار وزير الاسكان السيد ثائر فيلي عضو الائتلاف حيث بارك السيد رئيس الجمهورية
تأسيس ائتلاف الكورد الفيليين الموحد واوعد بترتيب لقاء مع ممثلين من الائتلاف خلال الأيام القليلة المقبلة لبحث أهم المشاكل التي يعانون منها وخاصة عودة المهجرين.تعطي صورة صادقة لموقف
اشقاؤنا في الاحزاب الكوردستانية.
فليس هناك ادنى شكل في تأييد الحزبين الكورديين للائتلاف. لقد كانت توجيهات القيادتين وطلبها منا عند لقائنا معهم بأن نعمل على جمع صفوف شريحتنا لأن في الأتحاد قوة وفي اتحاد الكورد الفيلية
ووحدة صفوفهم فقط نستطيع ان نكون عاملا فاعلا وقوة مؤثرة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في عراق المستقبل.
لقد وجهنا رسائل الى الحزبين الكورديين والى جميع الأحزاب العراقية الاسلامية والديمقراطية موضحين اهداف الائتلاف ووجهة نظرنا بالنسبة لكل الأمور الحيوية المطروحة في الساحة السياسية،
واعلنا تأييدنا ووقوفنا بثبات مع دستور دائم يكون الاساس لأقامة دولة ديمقراطية عصرية يعزز الوحدة الوطنية في اطار عراق فيدرالي تعددي موحد. وسنعمل من اجل اللقاء والتنسيق مع قادة شعبنا
الكوردي في المستقبل القريب انشاء الله.
هل هناك مشاريع ثقافية واقتصادية واجتماعية تهدف الى الارتقاء بواقع الكورد الفيليين ؟
منذ سقوط النظام البائد بادرنا بجهودنا الخاصة لفتح مقر لمنظمة الكرد الفيليين الأحرار في بغداد وفروع في معظم المناطق التي يتواجد فيها الكورد. واصدرنا جريدة باسم شمس الحرية واسسنا نادي
رياضي ومستوصف صحي وجمعية خيرية وروضة اطفال وقدمنا المساعدات بقدر استطاعتنا لبعض العوائل المنكوبة.
لقد قدمنا مشاريع مدروسة ومتكاملة ثقافية واقتصادية واجتماعية الى قوات التحالف والى مجلس الحكم وللسيد رئيس الوزراء الحالي ولوزارة المهجرين والمهاجرين، إلا ان الوضع الأمني المتدهور كان
السبب في عدم حصول الموافقات اللازمة لأنشغال المسؤولين بشؤون الأمن لحد هذا اليوم. سنستمر بالضغط على المسؤولين للموافقة على هذه المشاريع الحيوية لأحتياجات شريحتنا المستقبلية ولتشجيع
العوائل المهجرة للعودة الى ربوع الوطن الحبيب للعمل مع المخلصين من ابناء شعبهم وكما هو عادتهم وما معروف عنهم لبناء عراق جديد .. عراق ديمقراطي فيدرالي تعددي موحد.
هل لك ان تحدثنا عن الاستحقاقات الفيلية مما لحقهم من ظلم وتعسف واضطهاد من الحكومات العراقية السابقة وخاصة حكومة الدكتاتور صدام حسين ؟
ان الظلم الذي لحق بالكورد الفيلية كان بربريا عنصريا تجاوز كل الحقوق التي اقرتها الاديان السماوية والقوانين المحلية والدولية. ولهذا فان تحقيق حقوق الكورد الفيليين تتجسد في رد الاعتبار الرسمي
للذين اسقطت عنهم جنسيتهم، والغاء نظام (شهادة الجنسية) المتخلف والعنصري وتعديل الدستور فيما يخص مفهوم المواطنة والسعي لاستصدار وثائق ثبوتية رسمية لا تتضمن اي اشارة لتمييز المواطن
العراقي قوميا او دينيا. وتكون مسألة المواطنة مقدسة ومثبتة بنص كامل في الدستور الجديد. وليس لأي جهة ادارية او تنفيذية الحق بأتخاذ اجراءات التسقيط والابعاد للمواطنين بحسب اهوائهم الشريرة.
بأعتبارك من الوجوه الوطنية العراقية ومن الشخصيات الفيلية المعروفة ماهي قراءتك للواقع السياسي العراقي وافاق المستقبل وانعكاسات ذلك على الكورد الفيلية؟
انني متفائل بمستقبل مشرق لأبناء الشعب العراقي جميعا ، اذا تمكن الخبراء القانونيين والسياسيين من كتابة دستور عصري يحفظ فيها حقوق الانسان ويكون المواطن العراقي سيدا في وطنه ويحفظ
الحقوق العامة والخاصة لكل مواطن ويعتمد مبدأ حق المواطنة والتأسيس لدولة القانون والمؤسسات والعدالة. وضمان التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة والفصل بين السلطات الثلاث التشريعية
والقضائية والتنفيذية. وتحريم كل اشكال التمييز على اساس المعتقد او الجنس او الانتماء القومي او المذهبي . وتأمين الفيدرالية لكوردستان العراق والحقوق القومية والثقافية لجميع القوميات والاديان
المتآخية للشعب العراقي.
واخيرا هل تقول شيئا لأهلك الكورد الفيليين؟
أقول لأخواتي واخواني من ابناء شريحتنا المظلومة ، ان في الاتحاد قوة واننا نعمل جيمعا في سبيل هدف واحد ، هو خدمة قوميتنا من خلال خدمة شريحتنا الفيلية، وان تشتيت القوى يضر بقضيتنا
ولايقدم لها اية فائدة تذكر. فلتتوحد جهودنا وقبلها خطابنا السياسي لنسمع اصحاب القرار صوت مظلومية هذه الشريحة والمأساة التي هم فيها حتى بعد سقوط الصنم. ولنترك الخلافات والامور
الشخصية الى المؤتمر العام للكورد الفيليين والذي سندعو اليه الجميع في بغداد ونترك لأبنائنا واهلنا حق اختيار النخب والشخصيات المناسبة للمضي قدما بالرسالة الانسانية لهذه الشريحة المغيبة ظلما.