الطائفية بين الجد والهزل
اكرام الراوي، 14/7/2005
لا ادري هل اضحك ام اكتئب ام ابكي ام انتحب ام ماذا وماذا ؟ ولا اعرف ما اسمي الاحساس الذي ينتابني وانا اقرأ في الروابط و المواقع المختلفة على الانترنت
، ارى التراشق والتهجم والتهكم الذي
يتبارى فيه الكتاب الجدد ، كتاب الانترنت الفطاحل الذين افرزتهم المرحلة الذهبية التي يعيشها العراق من الديمقراطية
، الكلمة التي اصبحت سمجة وسخيفة وفارغة المعنى والمحتوى لكثرة ما ترددت
على السن الساسة والتجار واللصوص والقوادين والاشراف والسفلة وهم يبررون كل فعل وتصريح يبدر منهم بانهم يمارسون حقهم في التعبير والفعل باسم الديمقراطية وبماذا يتراشقون بالاساءة
والتنكيل والمساس بالرموز الدينية والعقائدية لبعضهم البعض ، وللاسف اجد معظم هؤلاء من المسلمين فكل يوم اقرأ عشرات المقالات التي يتهم فيها مسلمون شيعه اخرين سنة بانهم مجرمين وارهابين
واتباع القاعدة وبان كل رموز الشر في العالم من السنه ، ويشيرون باصابع الاتهام اليهم في اية عملية انتحارية او تخريبيه او ارهابية تنفذ في العراق او غيره من بلاد المسلمين
، وفي الجانب الاخر
يرد باقسى من ذلك الاتهام المسلمون السنه بحجة الدفاع عن ما تعرضوا له من اتهامات باطلة
، كما ان الامر لايتعدى ذلك فحسب بل يزداد خطورة من خلال نشاط تكتلات من كلا الطرفين تنصب في
لقاءاتهم واحاديثهم التهم والتهكم على الطرف الاخر لابل تستغل تلك التجمعات التي تتم في اغلبها من اجل قتل الوقت واللهو من قبل الرجال عادة في تحويلها الى جلست سخرية وهزل من رموز علماء
كبار المسلمين الذين قدموا للاسلام والمسلمين وللبشرية افضل واعظم الانجازات الفكرية والعلمية
، وللاسف تجد ذلك واضحا" وجليا" وعلنيا" من قبل المسلمين الشيعة واذا ما شاركهم مسلما"سنيا" جلستهم
او حديثهم حاولوا النيل منه او محاباته وهو بمعيتهم ، اما اذا ما غادرهم عادوا الى الطعن والتنكيل والسخرية من رموز العلماء والخلفاء الراشدين وغيرهم
، لابل اصبح المسلمين السنه اليوم وعلماء
المسلمين غير اهل البيت باستثناء محمد (ص) اذ لا ادري اذا ما كان المسلمون الشيعة يعتبرونه سنيا" ام شيعيا " ام ماذا ؟ اصبح كل هؤلاء موضوعا" مسليا" للمزحة والنكتة والظرف وخفة الدم لا بل
لايرمش لمثل هؤلاء جفن اذا ما تطاول احد المتواجدين في تلك التكتلات على عالما" اورمزا" سنيا" حتى لو لم يكن ذلك الشخص مسلما" وكان تجاوزه على سبيل النكتة او المزحة ..
الكل اليوم يتحدث عن الطائفية والكل يعبر عن خشيته من حدوث حرب طائفية في العراق والبعض يتمنى في سريرته ان تحدث فعلا" لياتي الجيران ويدافعون عن انصارهم ويحموهم
، ولكن من من
ياترى ؟؟ من مسلمين اشقاء لهم يعتنقون نفس الدين ويتنفسون نفس الهواء وتجري في عروقهم نفس الدماء !!
وفي حين يتعرض الاسلام اليوم في العالم اجمع الى حرب شرسة تتطلب تظافر جهود كل المسلمين لمواجهتها بالمحبة والاحترام واظهار الصورة الحقيقية والمشعه للاسلام
، وبدل ان يكف مثل هؤلاء
المسلمين عن المهاترات والتراشق فيما بينهم وتاجيج النعرة الطائفية ويصبحوا سخرية وموضع انتقاد الديانات الاخرى
، الاجدر بهم ان لاينسوا انهم يعتنقون نفس الدين وليس هناك دينين اسلاميين بل
هو اسلاما" واحدا" عليهم جميعا احترامه واحترام كل معتنقيه لا بل معتنقي الديانات الاخرى ايضا" كما اوصت كل الكتب السماوية والله الواحد الاحد رب الجميع
، وهنا يقفز في ذهني سؤال ترى لماذا
المسلمين وحدهم هكذا ، في حين لاتجد بين الديانات الاخرى هكذا تراشق وسخرية وتهكم على بعض افرادها البعض
، والعراق مثلا" بسيطا" وقريبا" لاعيننا وهو بلد الديانات والمقدسات وتتعايش فيه
منذ الازل مختلف الديانات والقوميات والاعراق ، هي امنية اتمنى ان اراها تتحقق وهي ليست معجزة
، ان ارى العراقيين الطيبين في كل مكان يحبون بعضهم البعض وان لا ينسى الذين غادروه انهم
نشأوا وترعرعوا في العراق مع زملاء دراسة وجيران واصدقاء ومازال لدى الكثيرين منهم اهل واحبة مازالوا ولا اشك انهم سيظلوا طوال حياتهم يكنون الحب للعراق ولكل العراقيين الطيبين على
اختلاف عقائدهم وقومياتهم وانتمائاتهم .