الكورد الفيليون من السومريين الى آمال الغد
الروح العراقية للكورد الفيليين طاغية على إنتمائهم القومي

الأحد 3/7/2005 "الجيران" دورتموند ، مقابلة اجراها مراسلنا نوري العلي مع الدكتور برهان شاوي

ورسمتُ في الأحلام لي وطنا فجرتُ فيه البحر..فأنطلقا
فعدتُ في أنحائه مرحا ومشيتُ في أرجائه قلقا
عمدتهُ بالنار.. أحرقني ورششتهُ بالماء، فأحترقا
أسريتُ فيه الشمس فأنطفأت ومنحتهُ رعدا فما برقا
فغفوتُ..والنيران في جسدي وصحوتُ..ليت الحلم ما صدقا


هل صدق حلم الشاوي الذي تمناه ان لايكون صادقا.. ولكن الذي يحدث يوميا على اهلنا في العراق يؤكد في الكثير منه صدق ذلك الحلم ..
تحدثتنا عن الكورد الفيليين مع الشخصية الثقافية والوطنية العراقية الدكتور برهان شاوي باعتباره سكرتيرأول للحزب الكوردي العراقي .. فرحل بنا الى اعماق التاريخ الى الخيوط الاولى من اشعاعات اشراقات الحضارة الانسانية في وادي الرافدين حيث كان السومريون وقبلهم الكورد الفيليون. رحل بنا الكاتب والمؤلف والمخرج المسرحي الدكتور برهان عبر محطات التاريخ التي ارتحل بها الكورد الفيليين ليوصلنا الى آمال المستقبل لهذه الشريحة الهامة من الشعب العراقي على مر تاريخ وادي الرافدين.
اليكم المقابلة الصحفية التي اجراها مراسلنا نوري العلي مع الدكتور برهان شاوي:
س
1: أين هم الكورد الفيلييون من تاريخ حضارة وادي الرافدين؟

ج: للإجابة على هذا السؤال نحتاج لكتب ومجلدات تبين دور الكورد الفيليين في تاريخ حضارة وادي الرافدين، ولكن بايجاز شديد اقول إن الفيليين اليوم هم أحفاد الإيلاميين القدماء( العيلاميين) الذي حضارتهم سبقت الحضارة السومرية، بل وانهم احفاد الشعب (الهيتي) الذي كان يعيش ما بين شرق دجلة وفي جبال زاغروس قبل وصول الهجرات الآرية من منطقة القفقاس والتي تؤكد العديد من النظريات والبحوث بان السومريين كانوا أحد هذه الشعوب التي نزحت من هناك واتجهت جنوبا إلى مابين وادي الرافدين وجبال زاغروس ووادي السند في الهند. البحوث الآثارية في السنوات العشر الأخيرة بمنطقة لورستان أكدت بأن الحضارة الإيلامية (العيلامية) الأولى سبقت الحضارة السومرية بأكثر من الفين عام على أقل تقدير. وهناك دلائل كثيرة تؤكد عل العلاقة والترابط ما بين الإيلاميين المتاخرين والسومريين،
وللتأكيد على ذلك نجد الكثير من الرقم السومرية التي تتحدث عن الجبليين( الكوردايا) أو ( الكوردييين).

وبالمناسبة إن تسمية (الكورد) لهذا الشعب الذي يبلغ تعدداه اليوم ما يقارب الأربعين مليون نسمة هي تسمية سومرية، من حيث ان لفظ( كور) بالسومرية يعني الجبل، وان النسب في اللغة السومرية القديمة ومن ثم الأكدية اخذ اشكالا مختلفة مثل( كوردايا) و(كوردوخ) و( كورديا) وغيرها. إلى جانب إن العيلاميين المتأخرين حكموا بلاد سومر لقرون عديدةن وفي سلسلة حكام (لكش) هناك قائمة طويلة وعريضة من اسماء الملوك كانوا من الإيلاميين، إضافة إلى ذلك فان البحوث الحديثة حول ملحمة كلكامش تؤكد علاقة الكورد بالسومريين ف(أنكيدو) كما تتحدث الملحمة جاء من الجبال المجاورة، ولو طبقنا توصيف الملحمة جغرافيا على أرض العراق وعرفنا ان منطقة سومر كانت محصورة آنذاك ما بين مدن العمارة والناصرية والكوت الحالية لعرفنا بشكل لا يقبل الشك بان (انكيدو) جاء من جبال (بيشتكو) موطن الفيليين الحالي. عموما ان البحث في مثل هذا الموضوع يحتاج لدراسات جدية أكبر من ان يمكن الاجابة عليه في لقاء صحافي.

س
2: ألا ترى أن الكورد الفيليين تأخروا كثيرا لأقامة كيان سياسي لهم؟ ولماذ غابوا عن الساحة السياسية ككيان سياسي في العراق الحديث؟

ج: قد يكون هذا الأمر صحيحا لحد ما، لكن من أجل ان نعطي جوابا قاطعا على هذا السؤال يجدر بنا مراجعة تاريخ الحركة السياسية في العراق بشكل عام، وتاريخ الحركة التحررية الكوردية بشكل خاص.
أما في السؤال عن غيابهم ككيان سياسي فالاجابة تكمن عليه ايضا في استعراض تاريخ الحركة السياسية في العراق الحديث.

لقد كان للكورد الفيليين دورهم المرموق والمشهود في التطورات السياسية في المجتمع العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية، مثلما كانت لهم مساهماتهم في ثورة العشرين المجيدة.
لقد ساهم الكورد الفيلييّون مع بقية القوى الديموقراطية في النضال الوطني والديموقراطي وكان لهم حضورهم المشهود في نشاط الأحزاب والقوى الوطنية الكوردية منها والعراقية العربية مثل الحزب الديموقراطي الكوردستاني، والإتحاد الوطني الكوردستاني، والحزب الوطني الديموقراطي والحزب الشيوعي العراقي وحزب التحرر الوطني وغيرها من الأحزاب والمنظمات الوطنية والديموقراطية ، غلى جانب دعمهم للمرجعية الشيعية في النجف الأشرف ودعمهم للاحزاب الأسلامية الشيعية ايضا. إلا ان الكورد الفيليين لهذا السبب وغيره لم يشكلوا كيانا سياسيا خاصا، وربما لغياب وعي الشريحة الفيليية لذاتها، أو لغياب الظروف الموضوعية لخلق مثل هذا الكيان.

س
3: هل لك ان تحثنا قليلا عن حزب الكورد الفيليين (الحزب الكوردي الفيلي العراقي)؟

ج
3: منذ أكثر من عقدين من الزمان والفيلييون يتواجدون بكثافة في إيران وسورية وأوروبا وامريكا، وهناك،، استطاعوا ان يشكلوا منظماتهم المهنية وجمعياتهم الاجتماعية إلى جانب المنظمات والجمعيات العراقية المعارضة للنظام، لكن كان سؤال يطرح نفسه با لحاح : هل هناك ضرورة لتشكيل كيان سياسي للكورد الفيليين؟
الإجابات كانت مختلفة ومتضاربة، تدخلت فيها الأحزاب السياسية العراقية الكوردية والديموقراطية بشكل مباشر وغير مباشر، والتي أرتأت حينها بأن تشكيل مثل هذا التنظيم يضر بالحركة الكوردية وبالحركة اليسارية في العراق، بل وبالحركة الإسلامية ايضا.
لكن السقوط المريع للنظام البعثفاشي، والزلزال الذي أحدثه في بنية الدولة العراقية، وتلاحق الأحداث السياسية السريع خلخل الموازين، ودفع بالتيارات السياسية الى الهرولة من أجل تحقيق المكاسبلها ولجماهيرها.
وبما ان التنظيمات المهنية الكوردية الفيليية لم تكن سوى منظمات ذات طبيعة إجتماعية، ولتواجدها الأساس في أوروبا، فأنها كانت بعيدة عن التأثير السياسي الفاعل في أوساط الكورد الفيليين،لاسيما وانها حينما عادت الى العراق لتواصل عملها كانت بحكم طبيعتها الإجتماعية تفتقد الى البرنامج السياسي الواضح، ولم تكن رؤيتها في التحالفات بما يكفي من النضج، لذا ظلت بعيدة عن التواصل الحقيقي والمثمر مع الشارع الفيلي كما أن الحركة الكوردية لم تبد أي إستعداد لضم هذه التنظيمات إلى القائمة الكوردستانية.
الإنتخابات كانت الفيصل الذي وضع النخب الثقافية والسياسية والإجتماعية الفيلية أمام الخيار التاريخي في ضرورة تشكيل كيان سياسي خاص بهذه الشريحة الكوردية التي تعيش خارج أقليم كوردستان، والتي هي جزء لا يتجزأ من الشعب الكوردي والحركة التحررية الكوردية.
ومن هنا بدأت النقاشات والحوارات بدات تجري بين بعض أبناء هذه الشريحة بشكل متواز وفي اماكن متفرقة ، وكانت معضمها يتجه نحو تشكيل الكيان السياسي للكرد الفيليين . إلا ان الخلافات الشخصية بين بعض قادة هذه المنظمات، ونظرة الإستعلاء من بعض مثقفيهم وسياسييهم لبعض ومصالحهم المرتبطة بطبيعة إرتباط هذه المنظمات بالاحزاب الكوردية والعراقية، وحب القيادة الطاغي على بعضهم، وهيمنة ثقافة الإلغاء ونظرية المؤامرة، حال دون توحيد الجهود جميعها لتشكيل الكيان السياسي الكوردي الفيلي، مما دفع بعض النخب غير المرتبطة بشكل مباشر بتلك الخلافات واصحابها إلى تشكيل الحزب الكوردي العراقي في
24.04.2005 وإعلان بيانه السياسي الذي يضم المباديء والأهداف.

س
4: ما هو دور الحزب الكوردي الفيلي في إقامة الإئتلاف الكوردي الفيلي الموحد؟

ج
4: للحزب دور مهم ومشرف في إقامة الإئتلاف، فقد كان من المساهمين الأوائل في وضع أرضية للنقاش حول مباديء الإئتلاف وأشكاله الممكنة، ويكفي القول أنه لمما يشرف الحزب انه هو الذي كتب برنامج الإئتلاف وححد ثوابته وأهدافه وميثاق شرفه وقواعد السلوك فيه.

س
5: ما هي أهداف الإئتلاف؟

ج
5: في برنامج الإئتلاف ثمة ثوابت وأهداف عامة تمس مصلحة العراق والشعب العراقي ككل وأخرى خاصة تمس مصالح الشريحة الفيليية.
ثوابت الإئتلاف تتلخص في النقاط التالية:

1. الايمان الكامل بأننا جزء من الأمة الكوردية دون أي إجتهادات إنعزالية عنصرية أو طائفية.

2. إستقلالية القرار الكوردي الفيلي عن أي تاثير خارجي أو داخلي جانبي، رغم ان هذا الأمر لا يعني إلغاء فرص التشاور وتبادل الآراء.

3. السعي لإيجاد كل ما يمكن له أن يقلص الخلافات الفكرية بين الكيانات والتنظيمات الفيلية وإيجاد الإمكانيات للاتحاد في تنظيم جماهيري كبير وعريض وواسع.

4. تمثيل الكورد الفيليين في جميع مناحي الحياة السياسية في العراق وضمان حق تمثيلهم بما يتوافق مع حضورهم الاجتماعي في المجتمع العراقي.

أما اهدافنا الخاصة فهي:

1. التأكيد وبقوة وحزم على إلغاء قانون الجنسية العراقية العنصري، وإعادة النظر بمفهوم المواطنة ، على أن يكون الانتماء للعراق وعلى أساس قوانين حقوق الانسان والمواثيق القانونية الدولية والشرعية بهذا الباب.

2. إلغاء كافة قرارات مجلس قيادة الثورة المنحل للنظام البعثي الفاشي وخصوصا تلك التي لها علاقة بالجنسية العراقية و التهجير ومصادرة الأموال والممتلكات المنقولة وغير المنقولة.

3. مطالبة الحكومة العراقية بتقديم إعتذار رسمي للكورد الفيليين على الأنتهاكات التي أرتكبت بحقهم وتعويض عوائل الشهداء والمغيبين، وضحايا المقابر الجماعية والمهجرين و المهاجرين نتيجة سياسة التطهير العرقي المقيتة التي إنتهجها نظام البعث المقبور، عن الأضرار التي لحقت بهم سواء من خلال إعادة أملاكهم العقارية والعينية المصادرة أو التعويض عن الأضرار المادية والنفسية الأخرى التي نتجت عن أحكام الإعدام أوالسجن والفصل الكيفي عن العمل، ومعاقبة ومحاسبة المتسببين لهذه الجرائم. وكذلك مطالبة الحكومة بالسعي للكشف عن مصير المغيبين من ابناء الشريحة الفيلية التي لم يعرف عنهم شيء لحد الآن.

4. ضمان حق الكورد الفيليين في التساوي التام بالقبول في الوظائف الحكومية والسلك الدبلوماسي والقبول في الجامعات العراقية وفي مختلف الإختصاصات دون أي تمييز.

5. ضمان حق الكورد الفيليين في إقامة مدارس خاصة بهم لتشمل ضمن مناهجها تعليم اللغة الكوردية بشكل عام واللهجة الفيلية بشكل خاص. وضمان حقهم في تشكيل نواديهم الرياضية والإجتماعية والثقافية وكذلك السماح لهم بممارسة طقوسهم الدينية.

أما الأهداف العامة فهي:

1. إقرار الحقوق المشروعة للشعب الكردي وتثبيت المبادىء الاساسية الواردة في قانون ادارة الدولة العراقية الصادر في 8/3/2004 بهذا الخصوص، بما في ذلك حقهم في تقرير المصير.

2. ترسيخ ونشر مبدأ وثقافة التسامح الديني والسياسي والتعايش الاخوي بين جميع مكونات واطياف الشعب العراقي واحترام التعددية السياسية والقومية والمذهبية والثقافية لجميع ابناء الشعب.

3. العمل من اجل ترسيخ وتنمية قيم المجتمع المدني، وازالة كل مظاهر التعصب الديني والقومي والطائفي واحترام مبادئ حقوق الانسان وسيادة القانون.

4. دعم قضايا المرأة العراقية بشكل عام والفيليية بشكل خاص ورفع نسبة مشاركتها في جميع مؤسسات الدولة، والنهوض بها في كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، بما يليق بمكانتها في المجتمع العراقي الجديد.

5. ضمان حقوق الطفل في جميع المجالات الصحية والتربوية وتوفير الرعاية اللازمة والحماية الضرورية له بموجب مواثيق الامم المتحدة.

6. الاهتمام بالشباب وتوفير الرعاية اللازمة لهم لضمان تقدمهم في المجتمع وتنمية طاقاتهم.

7. إقرار حرية الرأي والتعبير والصحافة والنشر واحترام العقائد.

8. العمل من اجل تحسين المستوى المعيشي لجميع ابناء الشعب العراقي بشكل يضمن الرفاهية والعيش الكريم.

9. اقرار خطة شاملة للتنمية تتضمن النهوض بالواقع الاقتصادي والاجتماعي واتاحة فرص العمل والاستثمار لجميع المواطنين ومكافحة البطالة.

10. اتباع سياسة اقتصادية صائبة على اساس اقتصاد السوق ودعم الاستثمار الوطني وتوفير الضمانات اللازمة للنهوض بالقطاعات الزراعية والصناعية والتجارية.

11. توفير الخدمات الاساسية لجميع مواطني العراق، وخاصة خدمات الماء والكهرباء والوقود، وتطوير نظام الاتصالات.

12. العمل على اقرار خطة للضمان الاجتماعي تتضمن دعم تكوين الاسرة وتوفير الرعاية الاجتماعية المناسبة لها.

13. إصلاح النظام التربوي والتعليمي، ودعم الجامعات والمعاهد والمدارس ومراكز البحوث العلمية في كافة انحاء العراق.

14. النهوض بالقطاع الصحي وتوفير الرعاية الصحية الشاملة لأبناء الشعب العراقي.

س
6: هل تتوقع إنضواء أحزاب ومنظمات أخرى كوردية فيليية اخرى إلى الإئتلاف؟

ج
6: أكيد، فالباب مفتوح للجميع، ولدينا معلومات عن قرار بعض الجمعيات المنظمات والنوادي الفيليية والتجمعات العشائرية الفيليية إلى الإئتلاف. وسنعلن عن ذلك في حينه.

س
7: ما هو موقف الأحزاب الكوردستانية من الحزب الكوردي الفيلي ومن الإئتلاف، وهل هناك تنسيق معها بهذا الشأن أو بشأن الانتخابات القادمة؟

ج
7: الأحزاب الكوردستانية نشرت بلاغ اللجنة التحضيرية التأسيسي وكذلك بلاغات الحزب فيما بعد على صفحات مواقعها الألكترونية، كما وجهنا إليهم رسائل مثلما وجهنا إلى جميع الأحزاب العراقية الإسلامية والديموقراطية رسائل مماثلة، سواء كحزب أو كإئتلاف، لكن لحد الآن لم يصل الأمر إلى مستوى اللقاء الرسمي والتنسيق. نأمل ان يكون ذلك قريبا.

س
8: ما هي خطط الحزب للارتقاء السياسي والاجتماعي والاقتصادي للكورد الفيلية؟

ج
8: الحزب لا زال في بداية تشكيله، لكن لديه خطط طموحة جدا في إعادة بناء وعي الكورد الفيليين بأنفسهم، وذلك من خلال بناء الحزب الجماهيري الذي يعيد ثقة الانسان الفيلي بنفسه، والذي يعبر عن معاناته وأحلامه وعن طموحه في الحرية والحياة الكريمة والعدل والمساواة. ومن خلال تشكيل مركز البحوث والدراسات الفيليية الذي خطونا في تنفيده شوطا، إلى جانب مشاريع أخرى لا مجال الان لذكرها.

س
9: هل لك أن تحدثنا عن الاستحقاقات الفيليية مما لحقهم من ظلم وتعسف واضطهاد من الحكومات العراقية السابقة وخاصة حكومة الدكتاتور صدام حسين؟

ج
9: يرى الحزب إن تحقيق حقوق الكورد الفيليين تتجسد في النقاط التالية:

1. يهدف الحزب إلى دفع الحكومة العراقية لرد الإعتبار الرسمي للذين أسقط النظام البائد عنهم جنسيتهم ، وإلغاء نظام (شهادة الجنسية) المتخلف والعنصري وتعديل الدستور فيما يخص مفهوم المواطنة. والسعي لإستصدار وثائق سفر أو وثائق ثبوتية رسمية شخصية لا تتضمن أية إشارة لتمييز المواطن العراقي قوميا ودينياً ، وتكون مسألة المواطنة من صلاحيات القضاء العراقي وليس وزارة الداخلية.

2. يهدف الحزب إلى دفع الجهات الرسمية في الحكومة العراقية لتعويض عوائل الشهداء والمغيبين ، وضحايا المقابر الجماعية والمهجرين و المهاجرين نتيجة سياسة التطهير العرقي المقيتة التي إنتهجها نظام البعث المقبور عن الأضرار التي لحقت بهم سواء من خلال إعادة أملاكهم العقارية والعينية المصادرة أو التعويض عن الأضرار المادية والنفسية الأخرى التي نتجت عن أحكام الإعدام أوالسجن والفصل الكيفي عن العمل ، ومعاقبة ومحاسبة المتسبيين لهذه الجرائم.

3. يهدف الحزب إلى ضمان حق الكورد الفيليين في إقامة مدارس خاصة بهم لتعليم اللغة الكوردية بشكل عام واللهجة الفيلية بشكل خاص. ومن أجل تشكيل نواديهم الرياضية الإجتماعية والثقافية وكذلك السماح لهم لإقامة أماكن ممارسة طقوسهم الدينية.

4. يهدف الحزب إلى تنشيط الحياة الثقافية من خلال إصدار الصحف والمجلات وإنشاء قنوات إذاعية وتلفزيونية.

5. يهدف الحزب إلى ضمان حق الكورد الفيليين بالتساوي التام في القبول للوظائف الحكومية والسلك الدبلوماسي والقبول في الجامعات العراقية وفي مختلف الإختصاصات دون أي تمييز.

6. يهدف الحزب إلى تطوير أوضاع الشباب من الكورد الفيليين عامة والمرأة الفيليية خاصة من أجل ان تأخذ مكانتها السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية ، كما يسعى إلى فتح الدورات التثقيفية والدورات المهنية التي تؤهلها لذلك.

7. يهدف الحزب إلى أن تأخذ الشريحة الفيلية مكانها المعهود في الإقتصاد العراقي عبر النضال من أجل إتاحة الفرصة وتقديم التسهيلات لها لاعادة نشاطها في الحياة الإقتصادية.

س
9: باعتبارك من أعمدة الثقافة العراقية هل لك ان تحدثنا عن الكورد الفيليين من الذين لعبوا دورا بارزا في الثقافة العراقية؟

ج9: هذا سؤال كبير جدا ويحتاج لبحوث متنوعة في كل مجالات الثقافة للاجابة عليه، لكني سأوجز لك ما أستطعت إلى ذلك سبيلا. فقد كانت الروح العراقية للكورد الفيليين طاغية على إنتمائهم القومي بحيث هناك الكثير من رموز الثقافة العراقية من الفيليين لكنهم لم يصرحوا بذلك ولم يعرف أحد به ، ولأضرب لك الأمثلة: في مجال المسرح نجد أسماء مثل ابراهيم جلال ومكي البدري وزينب، وفي مجال السينما نجد عبد الجبار ولي وجعفر علي، وفي مجال التاريخ نجد ان د. حسين قاسم العزيز والمفكر علي الوردي، وفي مجال الرسم نجد اسم الفنان فايق حسن وخالد الجادر وقتيبة الشيخ نوري، وفي الموسيقى نجد اسم رضا علي وجعفر حسن ونصير شمة وكريم عاشور وجليل جوزي، وفي مجال الشعر والأدب نجد إسم جليل حيدر ومحي الدين زنكنة وعبد المجيد لطفي جلال وردة وحسن زنكبادي وكريم ناصر وحميد كشكولي ود. مؤيد عبد الستار وفؤاد ميرزا، وغيرهم. ناهيك بان هناك اسماء لامعة في مجال القضاء والمحاماة والهندسة والطب وغيرها من التخصصات.

س10: باعتبار الكورد الفيليين يجمعون صفتان موضع محاربة من قبل النظام القومي الذي حكم العراق، ما هو موقف الحزب من اخوانك في القومية وهم الكورد ومن اخوانك في المذهب وهم الشيعة؟

ج10: ينظر الحزب إلى الأخوة الأكراد في إقليم كوردستان العراق كأخوة في الدم والمصير وإلى الأحزاب الكوردية وبالأخص الحزبين الرئيسين،الحزب الديموقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني، كسند وظهير له، . كما يرى الحزب بأن ظهوره،لا يعني بأي حال من الأحوال، بمثابة دعوة لإنسلاخ هذه الشريحة عن جسد الأمة الكوردبة، ولا مزاودة سياسية على نضال الأحزاب الكوردية، بل على العكس سيكون قوة فاعلة وداعمة و لهم في العراق الجديد. كما يضع الحزب نصب عينيه مسألة التشاور والتنسيق معهم ، والإستفادة من خبرتهم النضالية الكبيرة والمجيدة. أما الموقف من الأخوة في المذهب فالحزب ينظر ليس فقط للأخوة العرب الشيعة وإنما للسنة أيضا كأخوة في المواطنة والدين والثقافة والتاريخ المشترك. وإن العلاقة معهم تأخذ أبعادا خاصة، فهي ليست علاقة عادية بين قوميتين وحسب، وانما صارت جزءا لا يتجزأ من ثقافة الكورد الفيليين إلى جانب ثقافتهم الكوردية. ورغم التأثير القوي للأيمان الديني الإسلامي المشترك بينهما، والذي يعتمد على الثقافة العربية لغويا شكلا ومضمونا، فأن للجوانب الاجتماعية والسياسية تأثير مهم وإستثنائي على عمق العلاقة بين الكورد الفيليين وأخوانهم العرب، فقد تداخلت الكثير من العوائل الكوردية الفيليية والعربية عن طريق الصداقة والجيرة والمصاهرة، وأمتزج الكثير منها، وصارت العلاقات الاجتماعية والتاريخية المشتركةالممتدة لمئات السنين بينهما، تفرض شعورا بالولاء والمحبة للعراق.

إن الحزب يعتز بعلاقات الكورد الفيليين الطيبة والمتميزة والتاريخية مع الإخوة العرب، شيعة وسنة، ويسعى بكل ما يملك من طاقات لينشر ثقافة التسامح والتآخي بين الكورد العرب وجميع مكونات الشعب العراقي، والدفاع عن هذه العلاقة المتميزة، لطي الصفحات السوداء التي فرقت بين أبناء شعبنا العراقي، وسعت لزرع الفتنة وإشعال نار الكراهية والاستعلاء القومي والطائفي بين مكونات الشعب العراقي. وكذلك يسعى الحزب ويناضل مع الأخوة العرب من أجل دعم الديموقراطية لبناء العراق الجديد.