هل من نهاية لمآسي ألكرد الفيلية؟
نداء استغاثة من مخيم أزنا في إيران

نشرت الدكتورة بيان الاعرجي، مسؤولة جمعية الإحسان الخيرية، مشكورة "نداء استغاثة من ألكرد الفيلية في مخيم أزنا بإيران" على موقع صوت العراق الموقر مؤرخ في 20/1/2006، يشير لمآسي المبعدين العراقيين في مخيم أزنا في إيران، وأكثرهم من ألكرد الفيلية الذين ابعدوا عن العراق ظلما وجورا في بدايات ثمانينات القرن الماضي من قبل النظام الدكتاتوري الشوفيني الطائفي المهزوم. يبلغ عدد هؤلاء المبعدين 1007 إنسانا من أطفال ونساء ورجال ومسنين لا تتوفر لهم أبسط مقومات الحياة البسيطة رغم مرور حوالي 26 عاما على إبعادهم. فهم "يعيشون" في مخيم في منطقة تصل فيها درجة البرودة إلى 35 درجة مئوية تحت الصفر وهم من الفقر والعوز بحيث لا يستطيعون شراء الكيروسين والنفط الأسود للتدفئة والطبخ خاصة وان المواد الغذائية قد قطعت عنهم منذ فترة ولا يستلمون مساعدات تذكر لا من الجمهورية الإسلامية ولا من منظمات الأمم المتحدة المختصة.

مآسي المبعدين العراقيين من ألكرد الفيلية وغيرهم في مخيم أزنا في إيران ما هي سوى نموذج مصغر لما يعانيه بقية ألكرد الفيلية وغيرهم من المواطنين العراقيين المهجرين إلى جمهورية إيران الإسلامية وكثيرين من الذين لم يبعدوا عن العراق.

إن اللوم عن هذه الأوضاع المأساوية يقع أولا وأخيرا على عاتق دولة وحكومة عراق الدكتاتورية التي أبعدتهم وعلى دولة وحكومة عراق الديمقراطية التي تجاهلتهم وأهملتهم ليستمروا في حياة المآسي والمعاناة والعوز ومارست وتمارس التفرقة والتمييز ضدهم، ففي حين أن القوى التي حكمت ولا تزال تحكم في العراق، القوى الشيعية والكردستانية، قد ساعدت في أعادة الغالبية العظمى، إن لم يكن كل، المبعدين من الإخوة العرب الشيعة والأشقاء الكردستانيين العراقيين من إيران وتركيا ولبنان وسوريا وباكستان إلى العراق ومن بينهم قسم من الأشقاء من كرد إيران نقلوا من معسكر "الطاش" في محافظة الانبار إلى كردستان، لم يعد لحد ألآن سوى عدد قليل من ألكرد الفيلية إلى ديارهم بجهودهم الخاصة.

لقد عول الكثيرون على السيدة وزيرة المهجرين والمهاجرين الكردية الفيلية وانتظروا منها الجهود الخيرة لمساعدة بنات وأبناء شريحتها في العودة واستعادة الحقوق، ولكن ومع الأسف ذهبت آمالهم أدراج الرياح ولم يروا عودة للكرد الفيلية إلى العراق ولا إعادة لممتلكاتهم ووثائقهم إليهم في عراق تعاني فيه دوائر الدولة فسادا إداريا وماليا مستشريا وعقليات وأفكار وممارسات "صداميه" لا زالت تعشش في أغلبها.

حتى متى تتغاضى دولة العراق عما ارتكبته من جرائم ضد الإنسانية بإبعادها مئات ألآلاف من المواطنين العراقيين من ألكرد الفيلية إلى الخارج و"تصفيتها" للآلاف من شبيبتهم وسرقتها لممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة ولوثائقهم المختلفة وغير ذلك؟

إلى متى تتجاهل القيادة السياسية الحاكمة في العراق الجديد معاناة هؤلاء المواطنين العراقيين التي امتدت إلى 26 عاما والتي سببتها لهم دولة وحكومة العراق؟ وأين هي وعود وعهود العراق الديمقراطي لمواطنيها المبعدين والتي قطعتها منذ مجلس الحكم ولحد ألآن؟

لماذا لا تعيد دولة العراق وحكومة العراق "الديمقراطي" الخالي من التفرقة والتمييز حقوق ألكرد الفيلية أليهم مثلما أعادتها إلى غيرهم؟

لقد بني العراق الحديث عام 1921 على أسس خاطئة وظالمة من التفرقة والتمييز ودفع الملايين من العراقيين ثمنا باهظا لتلك الأخطاء. نتساءل ويتساءل معنا كثيرون ألآن ونحن في مرحلة بناء أسس العراق الجديد، هل سيعيد التاريخ نفسه؟

إن من يتحمل مسؤولية استمرار الأوضاع ألمأساوية أللإنسانية الصعبة للغاية لهؤلاء ألكرد وغيرهم من المواطنين العراقيين المبعدين قسرا إلى جمهورية إيران الإسلامية منذ عام 1980 هي الدولة العراقية وقيادتها الجديدة.

الاتحاد الديمقراطي الكوردي ألفيلي في 21/1/2006

fkdu@faylee.info

http://fkdu.faylee.info/