وزيرة المغتربين العراقية تنصح المنفيين بعدم العودة حاليا
باسكال وردة لـ«الشرق الأوسط»: من حق كل عراقي في الخارج الانتخاب والترشيح

جريدة الشرق الاوسط، 17/6/2004

لندن: معد فياض
طلبت وزيرة المغتربين والمهاجرين العراقية باسكال ايشو وردة من العراقيين المقيمين في الخارج التمهل في العودة الى بلادهم ريثما تستقر الأوضاع الأمنية، مشددة على ان «العراق وطنهم ولا احد يستطيع منعهم من العودة في أي وقت كان، لكن الظروف الأمنية الصعبة حاليا تمنع تنفيذ المشاريع التي تسرع في عودتهم». وقالت وردة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مكتبها في بغداد أمس ان «هناك اكثر من اربعة ملايين عراقي في الخارج وغالبيتهم كان في انتظار العودة الى العراق الذي هو بحاجة اليهم الآن، لكن ماذا نفعل ازاء الظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا حاليا؟».
وأشارت وزيرة المغتربين والمهاجرين الى ان من اولويات عمل وزارتها حل مشكلة المرحلين في الداخل. وقالت «لقد هجر النظام السابق الاكراد من مناطق سكنهم في الشمال الى الجنوب وهجر عراقيين من الشرق الى الغرب ومن الجنوب الى الشمال وتلاعب في الخريطة السكانية للمواطنين، وعلينا الآن اعادة الامور الى نصابها وعودة هؤلاء المرحلين الى مناطق سكناهم الاصلية».
وأضافت قائلة «ان عودة هؤلاء تتطلب صرف التعويضات عن بيوتهم ومزارعهم التي صودرت او هدمت والوضع الاقتصادي للوزارة لا يسمح بصرف مثل هذه التعويضات، حيث ننتظر مساعدة المنظمات غير الحكومية ومساعدة الدولة في هذا الجانب»، مشيرة الى ان ضعف الامكانات المالية يؤخر كثيرا في عمل الوزارة ويمنع تنفيذ مشاريعها.
وقالت الوزيرة وردة ان وزارتها «تتعاون مع وزارة الاسكان والتعمير لتوفير الوحدات السكنية للمرحلين في الداخل والمهجرين الى ايران وغيرها من الدول المجاورة»، موضحة ان هناك قوانين جديدة تتعلق باعادة الملكية الى اصحابها ستصدر بعد استعادة السيادة نهاية الشهر الحالي.
وقالت ان هذه القوانين تنص على منح تعويضات للمتضررين من سياسات النظام السابق «وهناك الكثير من القرارات والقوانين ستصدر بعد الثلاثين من الشهر الحالي تتعلق بالمهجرين والمغتربين».
وأكدت وردة حق العراقيين اينما كانوا في الانتخاب والترشيح خلال الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها العام المقبل وذلك حسب ما تقره القوانين. وقالت «من حق كل عراقي ان يرشح نفسه للانتخابات او يمارس حقه الطبيعي في الانتخاب وخاصة المقيمين في الخارج، حيث ستفتح الوزارة مكاتب لها في السفارات العراقية في الخارج لمساعدة العراقيين على استخراج اوراقهم الثبوتية واستعادة جوازات سفرهم». واشارت الى مشكلة ستواجه وزارتها وهي «كيفية اثبات عراقية من سيتقدم للحصول على جواز سفر عراقي، إذ ان هناك بعض المواطنين العرب او غير العرب الذين يدعون بانهم عراقيون مع انهم ليسوا مواطني هذا البلد وهذا يعني اننا سنستعين بوثائق اصلية تثبت حق العراقي في مواطنته وهذا سيستغرق الكثير من الجهد والوقت».
وختمت وردة تصريحها بقولها ان عددا كبيرا من العراقيين عادوا الى بلدهم «ولكنني انصح كل العراقيين في الخارج لأن يتهيأوا للعودة ولكن ان لا يستعجلوها حتى تستقر الاوضاع العراقية»، مبدية مخاوفها من استمرار الهجرات الجماعية لسوء الأوضاع في العراق حتى الآن.