تعقيب حول قانون الجنسية ـ ما هكذا نفهم الامور

عصام البياتي ـ الحزب الوطني الديمقراطي
جريدة الصباح، 26/10/2003

نشرت جريدة الصباح في عددها المرقم 67 وبتاريخ 17/ايلول/2003 مقالا للسيد عبد الزهرة الطاقاني.. بشأن مسودة قانون الجنسية العراقية الاهداف والابعاد الفعلية .. ولحرية الرأي والصحافة نود ان نبين لكاتب المقال حقيقة اللبس الذي وقع فيه : ان صورة المستقبل غير الواضحة بالنسبة لكم .. امر طبيعي وذلك مردود للحقيقة المظلمة التي مر بها الوطن وما عاناه المواطن في مراحل التعسف والظلم.. ولكن علينا الان ان نترك التباكي والتشكي على ما عانيناه .. وان نحاول غلق او طي هذه الصفحات السود في تاريخنا ونلتفت الى الحاضر الذي سيكون حتما ازهى وانظف من تلك الايام الحالكات فالصورة المتفائلة للعراق يجب ان يحملها كل عراقي وهذا واجبه .. وواجب المواطنة الحقة .. وتهيئة البلد لاسلوب نظام لم يعتاده الكثيرون منا. فالامن الذي تتكلم عنه والفوضى التي يريدها الاعداء .. علينا ان نقاومها نحن العراقيين وليس غيرنا.. وعلينا ان نعيد ترتيب بلادنا بانفسنا وليس معنى هذا ان نترك شؤون البلاد وطريقة تنظيم الدولة الجديدة .. ويتفرغ الجميع لمحاربة اللصوص والعصابات المنظمة .. فعجلة الحياة تسير ولكل منا واجبه .. واذا كان مجلس الحكم العراقي الاعضاء / السلطة الاعلى في الدولة العراقية الجديدة غير معني بالتشريعات ولا يحق له اصدار مثل هكذا تعديلات فمن هو المعني بذلك ؟ .. واذا كنا لا نقر لمجلس الحكم اصدار مثل هكذا تعديلات فمن المعني بذلك واذا كنا لا نقر لمجلس الحكم اصدار مثل هكذا قوانين فكيف تعمل الوزارة العراقية .. والسادة الوزراء بقوانين جائرة وظالمة سنها نظام دكتاتوري مجرم وما هي الاليات التي تقودنا لتطهير المجتمع العراقي من تلك القوانين التعسفية ثم من الذي مرر القانون الجديد على حين غفلة من العراقيين وهم منشغلون بامورهم الاهم. واسالك من كان يستشير الشعب العراقي في النظام البائد باي قرارصدر ؟ .. ومن كان يعرف في اي دهاليز عفنة تكتب قوانين تفيد وتهم الشعب العراقي ؟ .. ومن هو الوزير المتخصص والشرعي الذي كان يضفي على الشعب بعلمه وضميره ونعود الى شرعية القانون .. فالمواد التي اشرت اليها 4-5-6-7-8-9 والتي تعتقد انها كتبت ليفيد منها غير العراقيين فنحن نقول لك مايلي:
1 ـ هل لديك احصائية عن عدد العراقيين المهجرين او الذين سافروا قسرا في ظل النظام البائد المهزوم والظروف التي فرضها على العراق وحاول تمزيق اوصاله ؟ .. ان العدد يصل الى 3 ملايين عراقي .. وهؤلاء العراقيون انصهروا في المجتمعات التي تعايشوا معها .. وفرضت عليهم المشكلات الاجتماعية كغيرهم من سكان البلد .. وحال المرأة العراقية المهجرة او المسفرة جزء من تلك المشاكل وهذا ما اشارت اليه المادة الرابعة والتي تعالج هذه المشكلة.
2 ـ وايضا للظروف التي فرضها النظام السابق ومجيء الاف من العاملين العرب والاجانب الى العراق.. ولانشغال العراقيين من الذكور بالحروب المدمرة التي فرضها "صدام" تولدت لدينا مشكلة زواج الكثيرين من هؤلاء بنساء عراقيات... والمادة الخامسة عالجت هذه القضية. وهذا ما ينطبق ياسيدي على بقية المواد 6-7-8-9 من مسودة قانون الجنسية العراقية الجديد. فهل هذا تمرير قوانين على الشعب في غفلة من الزمن؟ ام هو تمعن ودراية عراقية اصيلة بمشاكل العراقيين والتي فرضت عليهم قسرا. كما ان مدة الاقامة لغير العراقي لخمس سنوات او عشر سنوات متتالية مع التأكيد على بقاء الرابطة الزوجية.. شرط حضاري ومتطور لمنح الجنسية العراقية لطالبها. وعلينا ان لا نفكر كما يفكر الاخرون ونعاملهم بالمثل فالعراقيون اكبر من هذا.. ولا اعتقد ان اي عراقي وفي ظل الحرية الجديدة والاستقرار الاكيد الذي سنحصل عليه يرغب ان يحصل على الجنسية الاماراتية او الاردنية او غيرها من الجنسيات الاخرى.. ولا نعتقد ان مثل هكذا قوانين تسن من مختصين وتهم الصالح العام، ان تعتمد على مرجعية.. فمرجعيتها الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن والمواطن .. وان الذي اجتهد وصاغ مسودة القانون هو عراقي ابن عراقي ومسلم ابن مسلم.. ولا نريد الاسهاب بالاجابة بقدر ما يعنينا الامر مع فائق التقدير.