نداء من الكرد الفيليين .. مازلنا على العهد والوفاء

احمد فيلي ـ السويد
موسوعة صوت العراق،
16/7/2004

بدايةً اقف منحني الرأس الى جميع شهداء الامة الكردية الذين غابوا عنا فقط باجسامهم الطاهرة وأكرمونا بأرواحهم الزكية رخيصاً لننعم بالحرية ونعيش يوماً سعيداً واميناً كان حلماً فأصبح بفضل تضحياتهم العظيمة واقعاً حقيقياً نتباهى ونفتخر به امام شعوب العالم فتحية اجلال وتقدير لهم على ماقدموا ومبروك لنا ما ننعم به من امن وامان وازدهار.
الحكمة تقول ان البناء السليم في الاساس السليم وبما اننا اي الشعب الكردي نتوجه الى بناء مدننا ومؤسساتنا واستغلال ثرواتنا اذا لابد على القائمين والمسؤولين واصحاب القرار من مراجعة الجوانب الحساسة للتركيبة الاجتماعية للامة الكردية وماخلفته سياسة التطهير العرقي للانظمة الشوفينية التي تعاقبت على السطة في العراق من دمار وتشتيت لفسيفساء المجتمع الكردي .
من الواضح للجميع انه لم تبقى عشيرة او شريحة او حتى على مستوى العائلة مالم تتعرض لارهاب وبطش هذه الحكومات وبالاخص نظام الضلال والقتل المتمثل في صدام حسين .
لو اخذنا على سبيل المثال شريحة الكرد الفيليين الذين اثبتوا ولائهم على مر الزمان و وفائهم والتزامهم بعدالة قضيتهم القومية وشاركوا ابناء بني جلدتهم في السراء والضراء، وكما كان للكرد الفيليين مشاركة فعالة على كافة الاصعدة لاهلهم في كردستان في فترات الحرب والسلم كانوا ايضاً اي الكرد الفيليين في بقية محافظات العراق والعاصمة بغداد امتدادً بشرياً وصوتاً اعلامياً وعمقاً ستراتيجياً يتوازى جنباً الى جنب ليساند ويدعم تطلعات وطموحات الكرد في كردستان .
وكنا نحن الكرد الفيليين نواجه مضايقات وتحرشات مستمرة من قبل دوائر السلطة الفاشية وفي كل مناطق تجمعاتنا ومراكز اعمالنا وكان الثمن الذي دفعناه من اجل قضيتنا القومية هو ارواحنا وممتلكاتنا بل وحتى تشريدنا من ديارنا ورمينا على الحدود والعيش في مجتمعات غريبة علينا وعلى ثقافتنا ولم نبالي يوماً مما خسرناه من اجل عدالة قضيتنا وشموخنا وعزة كرامتنا.
رأينا كيف كان الفقراء وطبقة المعدومين واثرياء الكرد الفيليين والمثقفين والعمال كيف كانوا يتسابقون على التضحية والفداء بكل مايملكون من غالي ونفيس من اجل عزة الكرد وكردستان لذا كانت نسائنا ورجالنا تملأ زنزانات سجون الطاغية ناهيك عن اعواد المشانق والمقابر الجماعية، والجريمة كانت واضحة للجميع هو انتمائنا الراسخ لأمتنا الكردية وولائنا الواضح لقيادتنا الحكيمة.
لم نبخس يوماً في نضالنا من اجل حرية شعبنا وتحرير ارضنا من الغرباء الاوباش بل ومازلنا على ذلك العهد وسنربي اولادنا واحفادنا واجيالنا القادمة للذود عن الوطن .
لاشك ان صدى هذه التضحيات جذبت بكل افتخار واعتزاز انظار القيادة الكردية الفذة للزعيم الكردي الخالد الملا مصطفى البارزاني الحاضر الغايب والذي كان دوماً يتابع بنفسه وباستمرار اخبار واحوال الكرد الفيليين وقلدهم ارفع المراكز الحزبيه والمناصب الوظيفية وذلك عرفاناً منه بقدرتهم وكفائتهم في ادارة الشؤون السياسية والادارية حتى جعل سكريتره ومستشاره الاول الاخ حبيب محمد كريم وكذلك مجموعة ضخمة من الكرد الفيليين موزعين في مسؤوليات ومجالات اخرى شاركوا جنباً الى جنب بقية اخوانهم الكرد لحماية الامة من مخططات الاعداء فكان بحق حكيم وذكي وحريص في احتواء ابناء الامة بكل شرائحها واشراكها في صنع الهدف السامي للكرد .

ليس مبالغة اذا قلت ان المحبة والوفاء الذي يحمله قلوب الفيليين لذلك الاب القائد والحنون قد يوازي محبتنا لوطننا فهو يعيش معنا دوماً وان كان قد غاب عنا بجسده الطاهر الا انه في قلوبنا وضمائرنا ويبقى ذكره خالداً وراسخاً طالما بقينا وبقيت جبالنا وانهارنا الخالده .

اليوم ونحن نعيش جميعاً فرحة التحرير والانتصار على اشرس طاغوت في عصرنا لا بد لنا ان نبايع من جديد قيادتنا الحكيمة ونؤازرها ونضع جميعنا يداً بيد من اجل تضميد الجراح وبناء كل مادمرته يد الغدر البعثية ونتوجه بكل تفاؤل وامل الى يوم مشرق وجميل لسعادة شعبنا وامتنا وفي نفس الوقت نتمنى من قادتنا ومسؤولينا الذين كانوا دوما مع مظلوميتنا نحن الكرد الفيليين ان يفسحوا المجال لنا للمشاركة في بناء الوطن وتوفير الدعم السياسي لنخبنا المثقفة في اداء دورها الوطني من خلال المشاركات الحزبية والسياسية وبقية المجالات الاخرى التي تصب في خدمة الكرد جميعاً اينما كانوا او حلوا.
اننا وبكل صراحة لم نرى لحد الان اي تواجد كافي لتمثيل هذه الشريحة في الواجهة السياسية وباقي المرافق الحيوية بشكل ملحوظ وملموس فنحن وان غبنا عن تقلد المناصب الحزبية والسايسة فهذا لايعني ابتعادنا او تجريدنا من حبنا وولاءنا للوطن الام سنبقى كما كنا اوفياء لاداء واجبنا القومي ودورنا الرسالي بلا منة على احد او تباهي .

في نفس الوقت نطالب من الكرد الفيليين الغيارى والحريصين على كرامة امتهم مناصرة ومؤازرة الاحزاب والمنظمات الكردية والالتفاف حول القيادة الكردية التأريخية والحقيقية من اجل الصالح العام وسد الطريق امام الانتهازيين واعداء الامة .

نتمنى من قادتنا الكرد ان تكون قضيتنا العادلة محوراً اساسياً في جميع المحافل السياسية والقضائية و ان يدرجوا بل ويفرضوا قضية التهجير القسري الذي تعرض له الكرد الفيليين ابان فترة البعث الظلماء في مقدمة لائحة الاتهام التي وجهت لجلاد العصر.
أن ثقتنا واملنا كبير بقادتنا في مساندتنا ودعمنا لاسترجاع حقوقنا وتعويضنا عن كل ما سلب ونهب منا .
واخيراً كما كان الزعيم الخالد اباً حنوناً وحاضناً لجميع ابناء شعبه والذي كان ينظر للكل بعين واحدة نتمنى من الاولاد والاحفاد الذين عاهدوا الامة والزعيم الخالد ان يستمروا على ذلك النهج العظيم وان تكون قلوبهم الكبيرة كهوفاً ومنازلاً دافئة يستريح فيها الجميع.

المجد والخلود لشهداء كردستان
العزة والكرامة لشعبنا الابي السؤدد والموفقية لقادتنا ورمز كبريائنا