طوبا يا سمير نقاش ... نقشت أنت واليهود وداً على قلوبنا

د.علي ثويني
موقع كتابات،
14/7/2004

شعرنا بالأسى ونحن نودع الأديب العراقي سمير نقاش الى مثواه الأخير، بعد حياة مضطربة، كان همه فيها أن تقر عينيه بمعاينة أرض الوطن، وعاش على أمل أن يدفن تحت ثراها . لقد عانى من التهجير والتشرد وهموم العيش والمرض، و تعب من الحنين الطويل الى العراق..حنين أمتد لـ
54 عاما.

ودعنا سمير نقاش الأديب الوردي الذي كان "للمؤتمر" الفضل بأن تكشف لنا عن مكنون منجمه ،فتزاملنا على محبة العراق،وأسهب بذكره الأديب حسن العلوي ، واكتشفنا بسيرته وكتاباته نموذج العراقي الدمث الذي أراد البعث البدوي أن يمح سماته الحضارية. لقد كان وقع سيرة الرجل مؤنسا لخواطرنا،ولاسيما نحن الذين اختلطت المفاهيم على كاهلهنا . فالرجل يهودي لكنه عراقي "قح" يتنفس برئة ملؤها العراق،ولمسنا على المحك أن شتان بين عراقيته وعراقية طلفاح مثلا الذي قال أن الله جل وعلى قد "أخطأ" عندما خلق اليهود . ولكن وبالرغم من ذلك كنا نتردد في قرارنا كون الرجل ينتمي الى عقيدة أعدائنا الذين سلبوا فلسطين وشردوا أهلها وعاثوا فيها فسادا.

واكتشفنا بعد حين أننا كنا تابعين لعملية غسيل دماغ منظمة، ومازلنا نسمع سدنة السياسة والثقافة والدين يتشدقون في ملئ أسماعنا.. اليهود .. اليهود .. أقتلوهم .. دون أن يلعبوا دور القدوة في منظوماتنا الحياتية. لكننا نفيق على حقيقة مفادها أن أخي لم يقتله يهودي ولم يغتصب عرضي يهودي ولم يسفرني ويشردني يهودي ولم يصادر أملاكي يهودي، وإنما حدث كل إنتهاك لإنسانيتي من طرف بعثي ومسلم ، لقد انتهكت أعراضنا من قبل عدي وصدام وطلفاح ثلاثة أجيال من الأوغاد، وحدث أن "رش" علي كيمياوي سمومه على أهلي الكرد وهم يرتعون في أمان الله .. لقد سامنا البعثيون عذابات الدنيا غير منقوصة، وبالمقابل وجدنا تلك الصورة معكوسة من طرف "أشقائنا" الأعراب، الذين لعبوا دورا إعلاميا خبيثا ومازالوا،ومارسوا معنا الكبائر حيث عاملونا بازدراء وبخسوا بقيمتنا كبشر وتاجروا بنسائنا وباعوهن في أسواق نخاسة عَمّان ودبي ،ثم طردونا من "جناتهم" الواهية،والأهم أنهم يحتضنون اليوم أعدائنا من أذناب البعث ويصدروا لنا الإرهاب والموت وبن لادن والزرقاوي ، ثم رأينا على رؤوس الأشهاد أن الفلسطينيين يرفعون صور صدام في بيوتهم ، وينصبون العزاء لعدي وقصي في مرابعهم. وهنا يجدر بنا أن نقيم من هو "اليهودي" الحقيقي، الذي يستحق البصق في لحيته.

الظاهر أننا تبعنا لمعادلات وقيم ومفاهيم مقلوبة ، لقد حارت النفس أيهما تصدق أو تتبع ، ونحن نقاوم نزعات النفس بأن لا يكون رد فعلها اكبر من الفعل نفسه.ونتحاشى ردود فعل قاسية ونعتبر أن العداء لليهود أمر مفروغ منه، والأمر الأهم وجوب تقديرنا أن مشاكل وهموم العراق اليوم جلل، بما لا يبرر نقاشا غير ما يصب في صلب مصلحته ،وأن مناقشة قضية اليهود العراقيين تثير الشكوك حولها وتتهم "بالعمالة" التي يطلقها جزافا أذناب البعث من أمثال عطوان والبكري والخصي الخصاونه على من يقول الحقيقة المرة. ولكن الظاهر أن ثمة تداخل جوهري في علل و معلولات أهل العراق يجب أن تعالج بمجملها دون انتقاص.

و يجدر بنا هنا البحث عن جذور التواجد اليهودي في العراق حيث أن الأسفار التوراتيه ترجعهم الى السبي البابلي الذي حدث قبل
2700 عام، والتي نعتقد بالإضافة الى كم الأضرحة المقدسة على أرضه لأنبيائهم وسدنتهم أنها كافية لأن تشفع بإنتمائهم الى أرضه ،بالمقارنة لو اعتبرنا وفاضلنا جدلا أن العرب قد وفدوا الى العراق قبل نصف هذه الحقبة. وترد أخبار وجودهم في التاريخ كعراقيين حضاريين قبل أن يعتبروا كشرذمة ضالة تعيش على الهامش وأمسى أهل البداوة القادمين من الفلوجة وتكريت يعيشون في الصلب. ونقرأ أنهم كانوا يشكلون في القرن السابع عشر ثلث نفوس بغداد ثم أمسوا دون نصفهم قليلا في القرنين الثامن والتاسع عشر، ولاسيما بعد فناء المسلمين من أهلها بعد فيضان وطاعون داود باشا عام 1831 بسبب عدم إتباعهم نظام "الحمية" (الكرنتينه). ومن الطريف نورد هنا أن اللهجة اليهودية هي اللهجة البغدادية الأصلية والباقية منذ تأسيسها حتى اضمحلالها،وما نتكلمه اليوم من لهجة نعتقدها "بغدادية" فهي في الحقيقة دخيل عليها حيث وردها وتقمصته الألسن منذ النصف الثاني للقرن التاسع عشر وهو في حقيقته هجين مع لهجة أهل البادية والريف المحيط بها.

ويعود الفضل لليهود العراقيين باكتساب الكثير من مفردات الحداثة الحضارية ،بما كان لهم من انفتاح وصلات تجارية مع الخارج أسبغوها على مجتمع منغلق ومعزول. ويعود تأسيس سلسلة مدارس الإليانس اليهودية الى القرن التاسع عشر، ومن الطريف أن أول مدرسة بنيت لأهل العمارة كانت من فروع هذه المدرسة عام
1910 بعد أن تخلى عن مهمة الإرتقاء بأهلها كل من الأتراك المنعمين بمواردهم والمنشغلين بالبخشيش، وكذلك رجال الدين ومعمميهم على مختلف طبقاتهم وبعربهم وعجمهم ،ممن شغلهم جمع أموال "الخمس والزكاة" من فقراء القوم، وكذلك شيوخها الإقطاعيين ممن تحالف في العهد الملكي مع "الباشوات" لقمعهم.و لم يخطر ببال كل تلك القوى المترفة أن يلتفتوا ليبنوا مدرسة لهؤلاء المساكين ،فبناها يهودنا الكرام.

ولا ينسى التاريخ كيف أن الثري العراقي اليهودي ساسون حسقيل خضوري سلف الحكومة العراقية من ماله الخاص ليرسي أساس وكيان دولة العراق الحديثة التي تمناها أهلنا دائما وأبدا ، بعدما تركها الأتراك صفر اليدين، مثلما ترك صدام وطلفاح العراق اليوم.وفي إحصائنا للمناقب لا يفوتنا أن نتذكر منها كيف كان الدكتور (داود كباي أو كبايه كما أسموه العراقيون) الذي كان يعالج أهل (العمارة) مجانا ويصرف لهم دواءا مدفوعا من جيبه، حتى جعلهم يخصصون يوما لمعايدته في بغداد بعد أن أنتقل إليها عام
1964 متجشمين عناء السفر الطويل ، والأهم من ذلك ما جعل النسوة "الشرقاويات" يليسن باب عيادته بالحناء كما يفعلنها في العادة عند بيبان وأعتاب أضرحة الأولياء والأئمة والصالحين، وهكذا تساوى هذا "اليهودي" بالمنزلة معهم في حياته ،والفرق في الأمر أن كثير ممن يرقد تحت قباب الأضرحة اليوم هم من مجهولي الهوية والسيرة وربما منم الفساق ، بينما مات (داود كبايه) الشريف العراقي بهدوء منسيا مشردا في لندن بعد أن لفضته سلطة البغي البعثية.

ويذكر كل من عمل بالتجارة في بغداد حذاقة و رحمة ودماثة اليهودي التجارية وسلس التعامل معه وكيف كان يعتبر موقع ثقة المجتمع العراقي .. بالمقارنة مثلما فعل تجار البعث مثل حسين كامل وعدي وزياد طارق حنا عزيز وأرشد ياسين وسجوده وأبوها طلفاح.. الخ. ولا ننسى أبدا كيف لهج أهلنا بسيرة جيرانهم من يهود العراق،ومنهم المرحوم والدي الذي يذكر صديقه (أبو الياهو) الطيب، حيث مارسوا معهم مكارم الأخلاق،بما سجوا عليه من أثر التراكمات الأخلاقية التي وردت من ضرع حليب العراق الطاهر و دمغ الجميع على اختلاف مللهم ، حتى تباروا بمن يظهر ويمارس أسماها وعراقيتها .

لقد لعبت السياسية العالمية ومآربها بهؤلاء اليهود العراقيين وتلاقفتهم الأهواء و الخطط المرسومة في الخفاء والعلن في خضم لعبة الأمم، ليمسوا بالنتيجة ضحية التجارة بالأرواح والأوطان، مثلما حدث حينما أوصلت البعثيين إلى دست الحكم كأبناء بارين لهم يحاربون الشيوعية ثم ليقمعوا تطلعات شعبهم . ثم صنعت إسرائيل كدولة جزافية لا تحمل في طياتها أي نصاب أخلاقي أو منطقي . وهكذا ولتكملة السيناريو ،ولملئ إسرائيل بالبشر ،فقد اختلقوا مشكلة العراقيين اليهود، حينما كان عددهم وفيرا ، ليهجروا قسرا مثلما هجر الأكراد الفيلية بعدهم بثلاثة عقود، بمبررات واهية لم تعد تنطلي حتى على السفهاء منا. ومن الملفت للنظر أن القادمين من البادية العراقية هللوا للحركتين التهجيريتين بحماس ، ونذكر جميعا كيف حدث الفرهود الأول والثاني بعناصر بدوية قادمة من الكرخ .أو ما حدث في السبعينات حينما خرج منهم من يهتف (تسفير العجم مطلب جماهيري) ، وهو يحاكي ما يفعلوه اليوم وهم يحملون صور صدام في تكريت وسامراء والرمادي والفلوجه نكاية بمشاعر العراقيين . أن هدفهم صريح وهدفهم واضع يراد منه إخلاء أرض العراق من سكانها الأصليين ليبقى لهم ولمهاجرين جدد من البادية الغربية .

وهكذا بارك ياسين الهاشمي وبعده نوري سعيد وتوفيق السويدي وسعيد قزاز وسيد المثالب أرشد العمري وكل العروبيون من حولهم عملية تسفير اليهود من أرضهم ليراد منهم أن يكونوا رادعا بشريا في دولة إسرائيل المفتعلة.وفي خضم تلك اللعبة حدث أن صودر عرق وشقاء أجيال اليهود من طرف المرتعين المتربعين على كراسي السلطة الملكية، وكذلك الأفاقين وطبقة المهربين والإقطاعيين الذين بخسوا بأموالهم، ومنهم نذكر سئ الصيت طاهر عزير أغا أحد إقطاعيي خانقين الذي كان يقايضهم أموالهم وحلالهم بمقابل وضمان تعبيرهم الحدود الى إيران مع امتياز إحتفاظهم بالأوراق الثبوتية العراقية.. ليس إلا. لقد جاء عقاب هذا الرجل من الله ، فقد ذوبه البعثيون بالتيزاب عام
1970 دون أن يتركوا له أثرا، أو يفصحوا عن فعلتهم.

و هاجر الكثير من العراقيين اليهود إلى إيران والهند وإنكلترا والنمسا وشتى الأصقاع حتى وطأوا أرض السويد مثل عائلة (دنغور) أصحاب المطابع والثقافة وتجارة الورق. ونذكر في هذا السياق عائلة قوجمان أصحاب أطيب الأثر بين الجالية العراقية في لندن، ومنهم الخبير العالمي بالمقام العراقي قوجمان"بغدادي وزوجه عمارتليه" الذي رفض العيش في لإسرائيل، ولهم قصص تحكى بهذا الشأن . ومن الطريف أنهم رفضوا تعلم العبرية، ومازالوا الى اليوم يتكلمون اللهجة البغدادية والشرقاوية بدقة متناهية، أفقدتنا سنوات البعث العجاف مذاق موسيقاها الشجي.ومازالوا هم وكل اليهود العراقيين يحنون مثل كل أخوتهم في المهاجر الى ماء الفراتين وعبق الطين الحري.

لقد شاهد جلنا قبل أيام فيلم "أنس بغداد" الذي اطل علينا من خلاله مجموعة من الوجوه البغدادية التي عرفت الجمهور بشخص سمير نقاش الذي كان من ضمنهم. لقد بكى كل" عراقي" حينما سمع خواطرهم عن بغداد والعراق وأهله ،وجذوة الحنين التي تتأجج تحت جوانحهم لذكريات عفى عليها الزمن، ولم تعد موجودة بالشخوص أو الأماكن. وحتى "شيوعيتهم" التي تبنوها وضحوا من أجلها لم تعد عينها التي كانت ، ودرست الأفكار وحلت أخرى وتغير الحال إلى حال. ويتذكر من تتبع الشريط عواطف سمير نقاش الجياشه وهو يصف فراقه لبغداد ورؤيته آخر مرة لصفحة دجلة الرقاقة وهو إبن
13 عام وقال "أشبعت عيوني من مياه (نهر) دجلة والانوار معكوسة على المياه وأنا أودع بغداد.". والأنكى في كل ذلك أنهم و بالرغم من كل المعاناة والإجحاف بحقهم فأنهم بقوا صادقين عراقيين أكثر من صدام وطلفاح وأصدق حسا وقولا وعاطفة من محمد الدوري و لطيف نصيف جاسم ومحمد سعيد الصحاف.

ومن الطريف وفي سياق الحديث عن أهلنا العراقيين اليهود، أن الفلسطينيين يفضلون التعامل مع اليهودي العراقي، وقد شرح لنا بعض من التقيناهم على مقاعد الجامعة من عرب
48 كيف بادلهم العراقيون الود والرحمة على عكس اليهودي المغاربي أو اليمني الذي كان يقطر حقدا وضغينة عليهم. ومازال المليون منهم ممن يعيش اليوم في إسرائيل يحتفظ بمفردات الحياة العراقية ويشكلون "كيتو" حقيقي ، لم نجده في الأيام الخوالي في بغداد. وقد شهدت على ذلك الصحفية الدبلوماسية السويدية ـ العراقية غفران طالب النداف حينما ألتقتهم ووثقت للتلفزيون السويدي (برنامج موزاييك) أجمل ذكرياتهم وحنينهم الى أرض الفراتين.

واليوم وقد عاد العراق الى أصحابه الشرعيين ونحن نستبشر في الأفق منظور للفرح والنور العراقي ، بما يدعونا أن نطرح سؤالا عريضا على أنفسنا : هل هؤلاء اليهود عراقيين أم إسرائيليين. سوف يسمعونا جوابهم الإيجابي هم حتما كونهم عراقيون أولا وأخرا، ولنتذكر كل مرة كلمة سمير نقاش واصفا وضعهم في إسرائيل ( أهانونا حين رشوا علينا د.د.ت (لتطهير) كل آت من العراق.. وكأننا عبيد.). وتابع خلال حديثه في (أنس بغداد): (سنوات طويلة شعرت أني (في إسرائيل) زائر لا اللغة لغتي ولا التقاليد تقاليدي فالعراق بلد واسع. أما هنا فقفزة لتجد نفسك في البحر. و( في إسرائيل) اختناق فكري يخدم الأيديولوجية العنصرية) .

فلنعتبر اليوم أن مرحلة التهجير لعموم العراقيين منذ نصف قرن ونيف لم تكن إلا تجربة مرة تحملناها جميعا بالقسطاس، وكضمنا وصابرنا حتى عاد العراق إلينا منهكا . ويجدر التفكير أن عودة هؤلاء عاثري البخت يخفف من الحمل على كاهل فلسطين وأهلها .. أنه زخم مليون من البشر. وهنا وفي نفس السياق نورد معلومة هامشية: بأن جل المهاجرين القادمين من أوربا الشرقية ليسوا يهودا بل مسيحيين أرثوذكس دفعتهم الفاقة إلى الهجرة، وقد أخبرني بذلك أستاذي اليهودي (تيبيريو بندك) حاخام رومانيا الحالي بذلك.ولو عاد هؤلاء أيضا لأوطانهم فسوف تحل الكثير من مشاكل المستوطنات وما يترتب على الكثير من الحيثيات التي يحسب لها أهل الستراتيجيا الحساب ، إلا اللهم على من يخفي عدم رغبته باسترجاع فلسطين... وهم كثر.

واليوم نتذكر روح سمير نقاش البغدادي الأصيل ، وندعوا له الرحمة وجنات الخلد عند الله العظيم. ويجدر بي أن أثير رغبتي ورغبة جل أهلنا بإرجاع نعشه ودفنه بالعراق حاله مثل حال الجواهري والبياتي وبلند الحيدري وكل رفات أمواتانا في المنافي.. فهي أولى بترابها الطاهر من عفن ميشيل عفلق وأبو العباس ورهط من النكرات. وهذا الأمر يجب أن يأخذ مداه الأخلاقي ونصابه السياسي بحيث نبحث بجد وشمولية حقوق المسفرين على اختلاف طبقات "التبعيات" الواهية التي لم تجد لها مثيل في دساتير الدنيا.
والأجدر بنا أن نحاكم البعثيين ومنهم صدام على جريمتهم ضد أخوتنا "الفيلية" ، وأصحاب ما وسمو جزافا "التبعية" ، وكذلك مقاصصة الحكم الملكي ولو "تاريخيا" على الأقل ، بعد أن درس و انتهى على ما فعلوه بأخوتنا يهودنا الكرام، ومن ثم إرساء قوانين لتعويضهم معنويا وماديا والإعتذار لهم ولاسيما عن الفرهود ، والإعلان عن ذلك رسميا،كي يتسنى لنا أن نجبر خواطرهم. و هنا تكمن أهمية مبادرتنا التي تصب في مسعانا إلى بناء دولة إنسانية الطبع ،عراقية الروح. وهكذا نرسي تقليدا ونكرس عرفا يبقى قائما، فحواه أن لا يطرد عراقي من أرضه ، مهما كانت الأسباب، وإن كل من أحب العراق شعبا وثقافة وأرضا وتراثا ومزارات فهو عراقي يستحق أن يورث أجياله هذا الحضن الفراتي الرؤوم الى أن يرث الله الأرض ومن عليها.