الضمير العربي الأعور وتعذيب السجناء

علي الاركوازي
موسوعة صوت العراق،
6/5/2004
ali_alarkawazi@hotmail.com

لا يختلف اثنان في هذا العالم على أن ما جرى في سجن ( أبو غريب ) من تعذيب للسجناء وامتهان لكرامتهم والتعدي على إنسانيتهم ، جريمة يستحق من قام بها أن يُقدم للمحاكمة لينال جزاء ما اقترفته يداه .
وقد اجمع العالم المتحضر وبشتى الصور على أن ما جرى جريمة لا تغتفر ، ولكن من بين المعترضين أو بالأحرى المستنكرين لهذه الأعمال الوحشية أعداد غفيرة من ذوي (الضمائر العورة) من الأعراب الذين هم اشد كفرا ونفاقا ،وتلقفوا صور التعذيب كتلقف الجرداء لقطر المطر وشحذوا الهمم وتحولوا بين ليلة وضحاها إلى ذوي ضمائر حية وهنا نود أن نطرح عليهم بعض الأسئلة البريئة علهم يجدون إجابات لها :
منذ متى أصبحتم واحة للديمقراطية ؟
منذ متى اصبح للإنسان قيمة عندكم ؟
منذ متى اصبح للإنسان حق عندكم لتدافعوا عنه؟
منذ متى كانت للكرامة منزلة عندكم ؟
منذ متى كان للأخلاق مكانة عندكم ؟
منذ متى استيقظت نخوة المعتصم عندكم ؟
أيها الضمير العربي الأعور : أخاطبك ..ما لك لا ترد ؟؟ هل شُللت ؟ هل بكمت؟؟
أين كنت من تعذيب البعث لنا منذ 35 عاما ؟؟
أين كنت عندما كنا نبحث في المقابر الجماعية عن جثث قتلانا ؟؟
كنتم تروننا لكنكم تقولون إنها ليست لكم إنها جثث السُنة الذين قتلهم الشيعة !!!
أيها الضمير العربي الأعور: أين كنت عندما كان أولاد الطاغية يعبثون بشرف نساءنا ؟؟
لقد سميتموهم بالشهداء ونصبتم لهم سرادق العزاء !!!
أيها الضمير العربي الأعور : أين كنت عندما قطع الطاغية آذان وألسِنة شبابنا ؟؟
كنتم تقولون انه القائد الضرورة !!
أيها الضمير العربي الأعور: أين كنت عندما كان الطاغية يضع شبابنا في أحواض الاسيد ؟؟ كنت تقول انه البطل المغوار والسيف البتار !!
أيها الضمير العربي الأعور : أين كنت عندما كان الطاغية يضرب شبابنا بالسياط حد الموت ؟؟ كنت تقول انه المعلم والمربي !!
أيها الضمير العربي الأعور : أين كنت عندما قام الطاغية بإقامة حفلات الاغتصاب لنسائنا في سجونه؟؟
كنت تقول انه الفارس العربي الشهم !!
أيها الضمير العربي الأعور : أين كنت عندما كان الطاغية يأمر الأب بان يشاهد اغتصاب ابنته والزوج يشاهد اغتصاب زوجته؟؟
كنت تقول انه الليث الغيور!!
أيها الضمير العربي الأعور : أين كنت عندما كان الطاغية يقتل شبابنا بوضع الديناميت في جيوبهم ؟؟
كنت تقول انه مفجر طاقات الأمة !!
أيها الضمير العربي الأعور: أين كنت عندما كان الطاغية يرسل نساءنا كسبايا ليعملن في ملاهي مصر أم الدنيا؟؟
كنت تقول انه راعي الفن والفنانين !!
أيها الضمير العربي الأعور: أين كنت عندما كان الطاغية يأمر بوضع جثث شهدائنا على قارعة الطريق تقتات عليهم الدواب وأمام أعين الآباء والأمهات ؟؟ كنت تقول انه سيف من سيوف الله!! أيها الضمير العربي الأعور : أين كنت عندما هَجّر الطاغية مئات الآلاف من الكورد الفيلية وقتل عشرة آلاف من خيرة شبابهم بحجة التبعية الإيرانية ؟؟؟
كنت تقول انه رمز العراق العربي الأصيل.
أيها الضمير العربي الأعور : أين كنت عندما قام الطاغية بضرب أبناءنا بالقنابل الكيماوية في حلبجة الحزينة ؟؟
كنت تقول أنهم قوم من الجن يستحقون القتل !!
أيها الضمير العربي الأعور : أين كنت عندما قام الطاغية بعمليات الأنفال ؟؟
كنت تقول انه قاهر الفرس وبطل العرب !!
أيها الضمير العربي الأعور: لو جلسنا نكتب ما قام به الطاغية وما قمت به أنت لاخذ الأمر منا ما تبقى لنا من العمر لذا سنكتفي بهذا القدر لنحكم عليك حكمنا العادل والذي نلخصه بهذه الجمل البسيطة :
ليس لك الحق أيها الضمير العربي الأعور أن تستنكر تعذيب السجناء في العراق.
ليس لك الحق يا أيها الأعور أن تذرف دموع التماسيح على الكرامة العراقية المنتهكة .
ليس لك الحق أيها الضمير العربي الأعور أن تمسح عارك و خزيك وهوانك وقذارتك بالرداء الأسود الذي تحاول أن ترتديه لتكون محاميا عن حقوق أبناء العراق .
ليس لك الحق أيها الضمير العربي الأعور أن تحاول تبرئة ساحتك من المشاركة في تعذيب أبناء العراق طوال 35 عاما بحجة دفاعك عنهم الآن...
أيها الضمير العربي الأعور لقد عقد أبناء العراق العزم على محاربتك وكشف حقيقتك وفضح ازدواجية معاييرك و ها هم اليوم ومعهم الشرفاء في هذا العالم يقولون لك و بملء أفواههم ( اتفوه عليك )...

إن أمريكا هي التي قامت بتحرير العراق من الطاغية، و أمريكا هي التي عذبت السجناء، و أمريكا هي التي كشفت النقاب عن تلك الجريمة، و أمريكا هي التي استنكرت واشمأزت من أفعال بعض جنودها، و أمريكا هي التي تستطيع أن تدّعي بأنها واحة الديمقراطية وحقوق الإنسان، و أمريكا هي التي ستحاكم من خالف القوانين من جنودها، و أمريكا هي التي ستستطيع تنفيذ الأحكام الصادرة بحق من أجرم من الجنود ،وهذا ليس حبا في أمريكا ولا عشقا لما تفعل لكنها الحقائق التي يحاول بعض أبناء أمة ( حنا للسيف ) إخفاءها ..
لذا نطلب من الضمير العربي الأعور التزام الصمت كي لا يظهر للعيان المزيد من مساوئ الخلق لديه وليترك أبناء العراق وشانهم فهم اعرف بأنفسهم من غيرهم ولهم القدرة على نيل حقوقهم وبالطريقة التي يريدونها دون وصاية من أحد فما بالك لو كان هذا الأحد ضميرا عربيا اعورا...