نعم لتقسيم العراق

زهير شنتاف، بغداد
zuhair55@hotmail.com
موسوعة النهرين، 25/2/2004

الان وبعد ان صدرت بما فيه الكفاية من جميع الفعاليات السنية في العراق من البيانات و التصريحات التي تشير الى انهم مهمشون وانهم مضطهدون وبانهم لا يقبلون بذلك وبعد ان نشرت قبل يومين احدى مواقع الانترنت ( ثم عادت وسحبت التصريح بعد ساعات من نشره ) تصريحا لاحد المتصدين للعمل السني يشير فيه الى هناك مشكلة في موضوع الانتخابات منها الناحية الامنية ومنها تسلل مئات الالوف من ايران ومن ثم يقول ان تركيا والدول العربية قلقة من التدخل الايراني وقد عقدت لقاءات مع قيادات ...... لتتدخل وايقاف ذلك مستقبلا .

وهو ما يعني ان البعض قد وضع نفسه في خدمة المصالح التركية و مصالح الدول العربية اضافة الى انه يعتبر العراقيين الذين عادوا الى وطنهم بعد تهجيرهم من قبل البعث هم متسللون ولا ادري ان كان ذلك يعني انه سيهجرهم مرة ثانية اذا ما استلم الحكم ولا ادري ان كان سيستخدم فدائيي صديم او القوات الخاصة او انصار الشيطان لاعادة هؤلاء " المتسللين " وهذه كافية لتؤكد ان العقلية لم تختلف وانما العنوان قد تغير ، واذا ما اضفنا تقرير الجامعة العربية الطائفي المقيت والتدخل الاخير لابو ناجي رجل الكنسية الانجليكاني البريطاني و التي حذر فيها من اهوال تهميش السنة وحدوث الفتنة ، فسيكون قد اكتمل بوضوح الموقف السني العربي العراقي و الذي طرح بشكل واضح وصريح بان اخواننا السنة العرب لا يقبلون باقل من موقعهم في زمن صدام حسين ( وهي قيادة العراق وسيطرتهم على مقاليد الحكم ) وانهم ورغم عدم وجود حقيقة تثبت انهم يتعرضون للظلم او الاضطهاد من قبل اخوانهم الاكراد او الشيعة الا انهم يصرحون دوما بانهم مهمشون من قبل الاخرين وان هناك من يضمر لهم الشر وانهم قد يتعرضون الى الابادة كما تعرض لها اخوتهم الاكراد و الشيعة في زمن الطاغية او كما قال احد سياسييهم بان قانون اجتثاث البعث انما كان يستهدفهم .

ولكن رغم كل التصريحات وخطب الجمعة والمقالات التي كانت تصدر من الجانب الديني منهم ومن مؤسسات حديثة العهد بالحرية و المواجهة (لانها لم يكن لها وجود في زمن الطاغية ) او من ائمة حديثي لبس العمامة و التي كانت في اغلبها تصريحات طائفية بحتة تظهر مظلومية لم تحدث وتهدد باخطار ليس لها واقع ، الا اننا كنا نعول بشكل كبير على السياسيين السنة سواء الذين حصلوا على مقاعد ومناصب في مجلس الحكم او ممن كانوا مع البعث ومن ثم اصبحوا معارضة ومن ثم روؤساء احزاب وتنظيمات ( باعتبار عفا الله عما سلف وشعار المصالحة ) حيث كنا نعتبر ان الذين دخلوا مجلس الحكم يعترفون بقرارة انفسهم ان حجمهم اقل بكثير من اعضاء اخرين قضوا عشرات السنين وهم يخاطرون بحياتهم ويجاهرون بعدائهم لصدام حسين ونظامه بعد ان ذاقوا اصناف التعذيب في سجونه من جلاديه بينما كانوا هم اما في رعاية النظام او انهم يعيشون حياة الدعة و الراحة و البذخ مستشاريين دينيين وسياسيين لدول عربية ، ولذا فالذي ادخلهم مجلس الحكم هو سبب طائفي بحت حتى لا يقولوا بانهم مهمشمون او مستهدفون وليس لتاريخهم او لتضحياتهم اي دخل بتعيينهم ولكنهم صدقوا الشائعة واعتبروا انفسهم اصحاب حق اغتصبه ضحاياهم بالامس وقد انتظروا حتى تولى احدهم رئاسة المجلس حتى اعلنوا موقفهم الصريح من الشيعة والاكراد وبقية الاقليات وبذلك يكون الموقف السياسي العربي السني قد تلاقى مع الموقف السني العربي ليكون الموقف الرسمي للسنة العرب القائل على انهم مضطهدون مهمشمون وان الاخرين يريدون بهم شرا سواء من طالب بحقوقه فدراليا او من طالب بحقوقه عبر الانتخابات الحرة التي سوف لا تخرج ابدا بالنسبة العربية المعروفة 99,999% . ورفعوا شعار لا لتهميشنا ولا لازاحتنا عن حكم العراق ولا لاعتبارنا اقلية بل نحن الاكثر شاء من شاء وابى من ابى ( مع الاعتذار لعرفات المحاصر )

اذن اصبح الامر واضحا لا لبس فيه وهو ان السنة تريد لها وضعا خاصا لا يختلف ابدا عن موقعها ومميزاتها ومصالحها ومسؤولياتها ايام الطاغية البائد .

ورغم خلو خطاب الطرفين الاخرين ( الاكراد و الشيعة ) من القاء تبعات وجرائم ومذابح العهد البعثي البائد على العرب السنة بل اعتبارهم من ضحايا الفترة المظلمة الا ان الخطاب العربي السني ( بشقيه المذهبي و السياسي ) استهدف الشيعة و الاكراد ووزع عليهم تهم الخيانة والاستعداد لظلم السنة ووصل الحد الى لهجة التحذير بعواقب الامور وحتى الاستعانة بالبعد العربي الطائفي من وراء الحدود اذا تطلب الامر ، وقد ساهم تقرير الجامعة العربية و الذي تم تسريبه الى دعم الموقف السني العربي ومهد الى امكانية البدء و التهيئة الى مرحلة الصراع الطائفي .

وبما ان الاكراد والشيعة لا يرغبون بالمشاركة بهكذا صراع ( ليس لعدم مقدرتهم بل لرفضهم الاقتتال فيما بينهم ) فان الحل الوحيد اصبح بان يقسم العراق الى 3 دويلات واحدة للاكراد في الشمال والثانية للسنة بالمثلث المعروف حاليا و الثالثة للشيعة ويشمل الجنوب العراقي بدءا من مدينة الدورة اما مدينة بغداد فيتم حسمها من خلال تعداد سكاني لتنضم اما الى الوسط او الجنوب واعتقد ان الامر سيحسمه ابناء مدينة الثورة .

سيهتاج البعض ويعتبر هذه الفكرة مرفوضة شكلا ومضمونا ولكن اقولها بالفم الملئان ان الارض في خدمة الانسان وليس الانسان في خدمة الارض ، نعم ما دامت الطائفة السنية العربية لا تستطيع العيش بسلام ومساواة مع الاكراد و الشيعة وبقية الطوائف الا من خلال ان تكون هي الامر الناهي فماذا تريدون ان نفعل خصوصا وان التقسيم الظالم السابق قد ولى من غير رجعة فهناك حلان لا ثالث لهما ( و السبب هو الموقف السني المتعنت والا يمكن العيش بسلام ان اعترف كل واحد بحقوق الاخر )

الحل الاول : وهو انتقال الاخوة السنة الذين لا يرغبون بتقاسم السلطة في عراق موحد الى الاردن او السعودية او تركيا و العيش هناك مع السماح لهم باخذ متعلقاتهم وبدون مصادرة اموالهم كما فعل النظام السابق مع العراقيين .

الحل الثاني : تقسيم العراق الى ثلاث دول مستقلة يعيش ابناءها بسلام ومحبة من دون تسلط طائفة واحدة ولا علاقة لنا بزعيق ونعيق ونهيق رواد القومية من اصحاب الكوبونات النفطية او المستفيدين من النظام السابق وشعاراتهم بضرورة وحدة العراق ولو ابيد الشعب العراقي عن بكرة ابيه ، هذا الاتحاد السوفيتي وهذه يوغسلافيا تقسمت الى دول وتعيش الان بدون اضطهاد او تحميل شعوب عقائد شعوب اخرى .

لماذا نخاف من كلمة تقسيم ؟ بالله عليكم ماذا جنى الاكراد و الشيعة من عراق موحد طيلة ثمانين عاما ؟ هل استطاع الكردي ان يشعر يوما انه مواطن درجة اولى ؟ هل يستحق الكردي بان تباد عائلته وعشيرته بالكيمياوي او بدبابات ودروع الجيش العراقي والذي يجب عليه الدفاع عن الكردي اذا تعرض لمكروه ؟ ماذا جنى الكردي من العراق الموحد ؟ وماذا جنى الشيعي من هذا العراق ( العظيم ) ؟ هل منعه من دخول الكلية العسكرية او تبؤا مناصب رفيعة في الجيش او السلطة هي المنافع التي يجب ان يدافع عنها ؟ اين هي قدسية العراق الموحد اذا كانت حكومته ترفع شعار لا شيعة بعد اليوم وتطبقه على مئات الالاف لتمتلء المقابر الجماعية باطفال ونساء ورجال الشيعة ؟ عن اي ارض موحدة نتكلم وقد اقتلع الشيعي من ارضه وبيته ليرمى في بلد لا يتكلم لغته ولا يعرف جغرافيته ؟ ماذا يعني العراق الموحد اذا كانت حقوق الاكراد و الشيعة و التركمان و الاشوريين و الصابئة وغيرهم منتهكة ؟ الدول العربية تنعق بضرورة عدم تقسيم العراق ولكنها لا يهمها تقسيم السودان او المغرب ، اخواننا السنة العرب وبدون ان يحدث شيء اقاموا الدنيا واقعدوها على مظلومية لم تحدث الا اذا كانوا يعتبرون اجتثاث البعث هم المعنيين به كما قال ذاك الرجل .

عندما كان الشيعة يقولون بانهم يطالبون بحقوقهم وهي منتهكة بصراحة ووضوح كانت الاصوات السنية العربية العراقية ومن وراء الحدود تقول لا هذه اثارة للطائفية فحقوق كل العراقيين مصانة ومحفوظة وعلينا التمسك بالوحدة الوطنية و الاسلامية واذا طالب الاكراد بحكم ذاتي واحترام قومي هب العرب ليقولوا لا انها دعوة انفصالية فيدخلون اسرائيل على الخط بينما لا نسمع من يقول للسنة العرب اهدؤا قليلا ماذا حدث حتى تقولوا مهمشون و مظطهدون ؟ انتم في وظائفكم العليا التي كنتم فيها عدا طبعا الرفاق اعضاء الشعب وما فوق فهل كل السنة اعضاء شعب ؟ من المؤكد بانه لا ، اذا فيهم الكثير ممن لا زال يعمل ويقبض بالدولار فاين التهميش واين الاضطهاد ؟ هل سمع احدكم بان عائلة سنية واحدة انتشلت من فراش نومها ليلا ووضعت في سيارة لوري مكشوفة و القيت على الحدود الاردنية او السعودية او التركية ؟ اكيد لا والا لكانت الدنيا تقوم وتقعد ولكن لا يهم اذا فعل ذلك مع عشرات الالاف من العشائر الكردية و الشيعية في زمن الطاغية فالاعتراض وقتها يعتبر تهديد للوحدة الوطنية .

لاحل الا باعطاء اهل المثلث مثلثهم ليجمعوا فيه كل من يشعر بالاضطهاد و التهميش ، اما السنة الذين يودون مشاركة اخوانهم الاخرين بناء العراق الامن الحر ولا يثيرون الطائفية فاؤلئك نسكنهم احداق عيوننا وهم اخوتنا في الانسانية و الدين والوطن .

انها دعوة لكل شيعي وكل كردي لكي نبدا بلورة اقامة الدولة الكردية و الدولة الشيعية وليقولوا انها فتنة طائفية وما الفرق فالان هم يقولوا انها طائفية وعرقية قومية لذا فلتكن وما هو الضير ؟ فلطالما تقسمت بلدان فعن اي قدسية يتكلمون ؟ الا اذا كانوا يرفعون شعار امة عربية واحدة ، انظروا ماذا يحدث بين مصر و السودان و سوريا والاردن وقطر و السعودية و الجزائر و المغرب اليست كلها مشاكل ومهاترات ؟ فلماذا يجب ان يبقى الشيعي و الكردي مضطهدا حتى لا يحس السني بانه مهمش ؟ ولماذا اذا حصل الكردي و الشيعي و الاشوري و التركمان و البقية على حقوقهم يشعر السني بانه مستهدف وحقوقه مهضومة مما يجعل ابوناجي ينوح ويبكي ؟

والى اخواننا من الاقليات الاخرى اقول لا تخشوا على حقوقكم ابدا فنحن سنحترم حقوقكم قبل حقوقنا وسنحميكم قبل ان نحمي انفسنا وسوف لن ولا يكون للمقابر الجماعية و التمييز العنصري و المذهبي مكانا في قاموسنا ابدا .

انها دعوة للاستقلال ولتقسيم العراق فبعد ثمانين عاما من الغدر و الاضطهاد و القسر وجرائم الابادة علينا ان نصحح المعادلة ونضحي بالارض لنصون الانسان

80 عاما وطائفة صغيرة تحكم منها 35 عاما لعصابة شرسة اجرامية لا تعترف لا بدين ولابمذهب ولا خلق ولا انسانية تعبث بالعراق فسادا وتنهب ثرواته وتكدسها خارج العراق ، ومنها 10 اشهر وهم يخونون ( بتشديد الواو) 90% من الشعب العراقي ، فاذا كانوا يريدونه موحدا فليضحوا بالقليل على اقل تقدير .

سموها ما شئتم طائفية عنصرية شوفينية رجعية متخلفة انفصالية مقسمة فالمهم ان ينال كل حقه وحقوقه ومن قال ان العراق هو بلد عربي ؟ نحن شعب متعدد الاعراق وهل هناك من ينكر ذلك ؟ فينا العربي و الكردي و التركماني والاشوري وغيرهم من القوميات وكذلك فيه السني و الشيعي و المسيحي والصابئي و اليهودي و اليزيدي وغيرهم فباي حق نريد مصادرة حقوقهم كلها ونقول اننا بلد عربي ؟ نعم نحن بلد الحضارات و الديانات وهذا فخر لنا ولترجع العرب لتكون خير امة اخرجت للناس بعد ان اصبحت اشد كفرا ونفاقا .