محاكمة صدام والتستر على الجريمة

جريدة بغداد
عن موسوعة النهرين، 28/12/2003

عجبا لضلامتك ياشعب العراق رغم عشرات الالوف التي خنقت بالغازات والملايين التي أعدمت وملايين اخرى شردت وهجرت ورغم عشرات الالاف المقابر الجماعية ورغم مئات الافلام التي بثتها الفضائيات حول الاجرام التي كان يقوم بها ازلام صدام اهانة للشعب العراقي ورغم مئات السجون التي وثقتها دوائر حقوق الانسان بعد سقوط الطاغية ورغم ملايين الشواهد التي تبين الجريمة التي ارتكبت بحق الشعب العراقي فلازال العقل العربي الصدامي يمارس جريمة الان أبشع من الجرائم التي أرتكبها صدام بحق الشعب المظلوم ألا وهي جريمةالتسترعلى الجاني وابرازه كضحية مظلومة تستحق الدفاع عنها حيث تعتبره رمزا للبطولة والشهامة العربيةو لان كل الملايين الذين قتلوا هم خونة للعروبة وللرمز العربي المتمثل بالقائد صدام ويستحقون الموت والخنق والتشريد.
أما الرئيس القائد صدام فهو فوق كل الصلاحيات والمساءلة لانه الرئيس الشرعي الوحيد وصاحب الحصانة المطلقة من كل الجرائم التي تحدث للشعب العراقي على يده ولا شرعية للمطالبة بحقوقهم امام شرعية زعيم العروبة كما ورد في بيان نقابة الصحافين الاردنين الموقرة.
لايحق للنساء وحرائر العروبة التي أغتصبن على يد القائد المسلم العربي(صدام عز بلادي) أوعلى يد أبنائه شهداء العروبة والاسلام (قصي وعدي) وايضا لايحق للنساء المسلمات من ابناء صلاح الدين الكردي ..لايحق لكل هؤلاء الحرائر وضحايا بطل التحرير القومي لانه هو الوحيد الذي يحمل راية العداء ضد أمريكا الصليبية والغرب الكافر والصهيونية العالمية المحتلين للارض القائد العربي (صدام عز بلادي) وبالتالي لاشرعية للمطالبة أولياء هؤلاء الضحايا لان دعوتهم تحت أشراف المحتل الكافر كما ورد في نص القرار السياسي للمعارضة القومية والعربية للشعب الاردني المسلم و التي تطالب بالسرعة الممكنة بالافراج عن الرئيس المؤمن (صدام عز بلادي).
عجبا لهؤلاء جعلوا من غطاء شرعية المحاكمة وعدم شرعيتها ستار على جريمة العصر بحق الانسانية وتاريخ البشرية جمعاء ونسوا أن محاكمة التاريخ غير خاضعة لقوانين نقابة محامي العرب والعدد الضخم الذي تم تعبئته من أقصى المغرب العربي الى مشرقه.
فمحاكمة التاريخ لهتلر وماسوليني وبقية الفاشيين الاخرين لم يخضعوا لقوانين المحامين الفرنسيين(الذين تبرعوا للدفاع عن صدام) فهؤلاء النازيين حكمت عليهم الانسانية بالخزي والعار والاجرام واصبحوا هؤلاء من الصفحات السوداء من تاريخ البشرية رغم عدم خضوعهم لجدران الصماء الخالية من روح عدالة محاكم نقابة المحامين العرب.
فأذا شفع دفاع هؤلاء المحامين لاجرام صدام على سبيل فرض المحال ليس بمحال هل سيشفع دفاعهم لتبييض صفحة صدام السوداء في محكمة التاريخ والانسانية كما شفعت فتاوى وعاظ السلاطين الامويين للحجاج و يزيد وبقية الطواغيت لتبييضهم صفحاتهم السوداء بتاريخ الانسانية، كلا والف كلا وامامنا هذا التاريخ يحكم بين الحق والباطل.
عجبا... محاكمة صدام الطاغية جريمة لاتغتفر وظلم شعب آمن قضية فيها نظر.