تهنئة ليست كغيرها من التهاني

د. سلمان شمسه
موقع البرلمان العراقي، 14/12/2003

الأخوات والإخوة الأعزاء من أبناء وبنات وطني عربأ وكردأ وتركمانأ وصابئة وآشوريين وغيرهم وغيرهم

أهنئكم جميعأ ومن القلب بمناسبة إلقاء القبض على المجرم والطاغية صدام والذي أصبح جرذأ مذعورأ بعد إلقاء القبض عليه لتنتهي بذلك أسوأ وأفظع مرحلة يمر بها شعبنا ووطننا خلال تاريخه كله.

لنفرح جميعأ وقبلنا لتفرح الأمهات الثكالى بأبنائهن وليفرح الأبناء والبنات الذين تيتموا مبكرأ دون أي ذنب يقترفونه أو يقترفه آباؤهم أو أمهاتهم ... ليفرح من فقد أخأ أو صديقأ أو قريبأ على يد أزلام صدام وزبانيته سواء بدون محاكمة وذلك شأن الأغلبية أو بمحاكمة وما كانت تلك تشبه المحاكمات إلا بالإسم وهي التي حكمت بإرتجال واستهانة بحياة الناس وبعيدأ عن القضاء وأجهزته الشريفة.

ليفرح ذوي الشهداء في الأنفال وحلبجة والأهوار وغيرها أطفالأ وشبابأ ونساءً وشيوخأ... أولئك الين غُيبوا وهجروا وقتلوا بشكل ٍ جماعي دون أي ذنب اقترفوه.... ليرحمهم الله جميعأ .

ليفرح ذوي الشهداء الذين استشهدوا خلال انتفاضة آذار 1991 المجيدة من الذين ساهموا بالفعل في الإنتفاضة أو الذين أخذوا عنوة ً أو غدرأ وغيلة ً ليذهبوا لوجه ربهم شهداء كحال أقرانهم ممن آثروا الإستشهاد على حياة ٍ مغمسة بالظلم والإذلال الذي كان يمارسه الطاغية ونظامه ضدهم وضد أبناء وطنهم .

ليفرح من هُجر أو ُغيب في السجون منذ أعوام 1970 و1980 وما بعدها من أكراد فيلية وعرب عاشوا في العراق لأجيال كثيرة بأمان على أرضهم وأرض أجدادهم حتى جاء تلامذة عفلق ليُطبقوا عليهم أسوأ وأحقر سياسة عنصرية - شوفينية لم تر َ المنطقة مثيلأ لها.

ليفرح الكويتيون الذين دخل الغادر عليهم في ليلة ٍ ظلماء وغادِرة ، ثم ليستبيح وطنهم وينتهك أعراضهم ويسرق أموالهم ويأسر شبابهم دون ذنب يقترفوه إلا ما جال بذهنه المريض من أسباب هي أقرب لجنون العظمة الذي كان يساوره دومأ .

باختصار لنفرح جميعأ نحن الذين تضررنا كثيرأ من صدام ونظامه وعشيرته فتغربَ بعضنا وجاع بعضنا الآخر وأصبح بعضنا طعامأ للأسماك على شواطئ أستراليا أو البحر الأبيض المتوسط. كما فقد البعض مستقبله أو أعز أعزائه...

أما الذين حزنوا على صدام ونظامه فليكرعوا من نفس الكأس الذي كرعنا منه خمسأ وثلاثين عامأز وليثوبوا إلى رشدهم ولينتبهوا ولو متأخرأ إلى الجرائم التي اقترفت بحق الأبرياء وليراجعوا أنفسهم بروح منفتحة وإيجابية فما زال الوقت لم يأزف تمامأ وما زالت أيادينا مفتوحة لمن لم تتلطخ أياديهم بدماء أبناء شعبنا .

العراق يحتاج كل أبنائه فلا تضيعوا آخر فرصة لكم ... إرموا سلاحكم جانبأ وعودوا لرشدكم فها هو الطاغية يُمسكُ في جحره الكئيب ذليلأ .

تطلعوا إلى مستقبل بلدكم الذي سوف يبنيه أبناء وبنات العراق بسواعدهم وعقولهم وليس بعيدأ عن تعاون ومساعدة كل الطيبين عربأ وغيرهم . فما خربه النظام خلال عهده لا يُبنى ويُشيد إلا بتعاون الجميع .