مقتطفات من كتاب جدل الهويات ـ عرب .. اكراد .. تركمان .. سريان .. يزيدية

سليم مطر
موقع كتابات، 1/11/2003
الفصل السادس:
www.kitabat.com/r14415.htm

...
اما بالنسبة للفيلية وهم فئة عراقية اصيلة تقطن في وسط وجنوب الوطن، رغم لغتهم الفيلية الخاصة ومذهبهم الشيعي فإن لهم علاقات تعاطف متميزة مع اقاربهم الاكراد. صحيح ايضا انهم خارج المنطقة الشمالية، لكن علاقتهم الثقافية والسياسية بالاكراد تقتضي ذكرهم اثناء الحديث عن الموضوع الكردي. لقد اثبتت الاعوام الاخيرة ان خوف الحكومات العراقية من الفيلية واضطهادهم وتهجيرهم كان خطأ كبيرا، ليس من الناحية الانسانية بل ايضا من الناحية السياسية. أن الأيام كشفت ان تمسكهم بالعراق يفوق حتى الكثير من العراقيين. ان قمعهم وتهجيرهم ادى الى دعم الأطراف القومية الانفصالية، بينما كان كسبهم ووجودهم في العراق يؤدي الى التخفيف كثيرا من حدة الطروحات التعصبية. يتوجب إذن اعادتهم واعادة املاكهم وكسبهم من اجل التأثير الوطني العراقي الإيجابي في الوضع الكردي ودعم وتنشيط التيار الكردي العراقي الأصيل المناوئ للطروحات القومية الانفصالية.
...
هذا ولما جاء الفاتحون العرب إلى كردستان تحت راية الإسلام في القرن السابع الميلادي كانت للكرد حضارتهم وعلومهم وآدابهم وفنونهم وقد كانت إحدى لهجات لغتهم القديمة هي الفهلوية pehlewi والتي كانت اللغة الرسمية للامبراطورية الساسانية. وكان الكرد الفيليون الذين طردوا من بغداد على عهد البعثيين يشكلون سكان المدائن (تيسفون) ومنطقة بغداد الحالية وكلمة "فيلية" مقتبسة من الـ "فهلويةَ". هذا ولم تكن من أعراف الكرد وتقاليدهم عبادة الأوثان والأصنام ووأد البنات وتجارة الرقيق ولثم الحجار واعتبار المرأة نصف الرجل بل كان الكرد من معتنقي ومعتقدات الأديان السماوية وفي مقدمتها الديانة المزدائية (الزرادشتية) التي تتصور كفاحاً مستديماً بين قوى الخير وقوى الشر. فالخير يتمثل في النور والشر يتمثل في الظلام. أما المجوسية التي ذكرها السيد سليم مطر فهي ليست بديانة معينة بل أن كلمة المجوسي تعني العالم الديني الزرادشتي ولا تعني الكافر ولكن ماذا نقول لمن لا يرعوي عن جهله وكيف تخاطب من لا يفهم، وكانت المرأة تتمتع في المجتمع الكردي بموقع تحسد عليه. وإني أزيد السيد مطر علماً بأن المرأة الكردية تسمى بيرك pirik (من بيروز piroz المقدسة المحترمة).
...