حوارات ولقاءات: يدالله عبدالكريم:الحكومة الاتحادية لم تلب مطالب الكرد الفيليين والأحزاب الكردستانية همشتهم

حوار – زيد محمود علي – اربيل

يدالله عبدالكريم شخصية معروفة، بين أوساط شريحة الكرد الفيليين، غني عن التعريف، له إسهامات وكتابات فكرية كثيرة عن الشريحة، وفي هذه المناسبة كان لنا لقاء معه ‘ ليحدثنا عن الوضع الحالي لشريحة الكرد الفيليين في العراق .. * في البداية سؤالنا، هو كيف تقيم واقع الكرد الفيليين في الوقت الراهن..؟


ــ في البداية، أشكركم على هذا اللقاء، وفيما يتعلق بقضايا الكرد الفيليين، الشريحة الوطنية والرئيسية في العراق، وتاريخ وجودها يعود لمئات السنين، ولو اخذنا هذه المسألة فأنها قضية مهمة وتاريخية، لكن على مر التاريخ ظهرت قوى تقوم في محاربة الكرد الفيليين، وذلك منذ تأسيس الدولة العراقية ولحد يومنا هذا....

*وما هي أسباب العداء؟
ــ اولا” كونهم من أصول كردية، وثانيا” ينتمون الى المذهب الشيعي، وأحب أن أوكد هنا، نقطة مهمة، هو أن ليس جميع الكرد الفيليين من المذهب الشيعي، بل قسم منهم ينتمون الى المذهب الشافعي، وخاصة هؤلاء الذين يسكنون منطقة أقليم كردستان، فهؤلاء هم من عشائر ( اللك والزنكنة والشوان ) وغيرهم، ولكن يطلق بصورة عامة على شريحة الكرد الفيليين، بالشيعى، المعروف عنهم في الواقع العراقي .

*لماذا تبنت الحكومات المتعاقبة محاربة الكرد الفيليين؟
ــ بديهي ان بين العراق وإيران لم تكن حدود ادارية، الى أن تم ترسيم الحدود عام 1919، عندها اصبحت مناطق الكرد الفيليين في العمق الايراني والعراقي، على سبيل المثال داخل المناطق العراقية، الضفة الشرقية من نهر دجلة الى الجنوب تعتبر هي مناطق سكناهم، ومن جبال حمرين الى مناطق الجنوب، أي المناطق المحاذية للحدود، كذلك تعتبر مناطق متعددة لسكناهم، خاصة محافظات العمارة ومحافظة واسط، والكرد الفيليين في بداية تأسيس الحكومة العراقية، رفضوا الانخراط في سلك التجنيد الاجباري، آنذاك اعتبروا من حاملي الجنسية الايرانية، أما الأكراد السنة أعتبروا حاملي الجنسية العثمانية، والتساؤل هنا أية دولة هذه تمنح مواطنيها جنسيتين واستخدمت الجنسية الايرانية كعقاب للكرد الفيليين، من قبل عناصر شوفينية لها مواقع في الحكومة، وسبب العقاب هو لما يتمتع به الكرد الفيليين من سمات مميزة في المجال السياسي والأقتصادي في العراق . وعلى سبيل المثال أن مناطقهم التي تمتد من خانقين الى بغداد، بحدود مسافة (150) كيلومتر، بمعنى انها طالما شكلت، حسب وجهة نظر الحكومات العراقية المتعاقبة، احد مكامن الضغط عليها، عدا ذلك ما يتمتع به الكرد الفيليين من ثقل اقتصادي واضح، نتيجة عمل الكثير منهم بالتجارة والاعمال الاقتصادية الكبيرة الاخرى، اضافة لتبوأ كثير منهم مناصب قيادية في الحركات والاحزاب السياسية جميع هذه الاسباب جعلت القوى الشوفينية، تهاب الشريحة، وأخذت بمحاربتهم، وبدأت عمليات التهجير سيئة الصيت، ولم تقتصر على ذلك بل تجاوزت هذه الأعراف حيث قامت الحكومة، بتغيير آثار تاريخ الكرد الفيليين في مناطق ( عكركوف وطاك كسرى ومنطقة عانة في حديثة ) وقامت بمسح اثارها من الوجود، واسباب ذلك هو الخوف من هذه الشريحة ولاسيما لوجودهم في مناطق حساسة في بغداد، بأعتبارها مركز القرار السياسي في العراق، وهذه الضغوطات و الأساليب التي واجهوها الكرد الفيليين كانت قديمة..

*تقيمكم لموقف الحكومة بعد سقوط النظام الدكتاتوري في العراق تجاه الشريحة ...
ــ ان الحكومة لم تلب مطالب الكرد الفيليين، وخاصة قضايا الشهداء والمبعدين واعادة اموالهم المسلوبة، وحقوقهم المدنية، ودليل على ذلك فأن مراجعات الدوائر الحكومية حول مطالبهم، والمراجعات المتكررة لم تلبى مطالبهم لحد يومنا هذا ...

*الملاحظ وجود زخم كبير للحركات والمنظمات الفيلية .. كيف ترى ذلك..؟
ــ حسب علمي أن السبب لتأسيس حركات ومنظمات وكيانات صغيرة، أكثرها من أجل الحصول على موارد مالية، ومراكز أرتزاق على حساب الشريحة .

*الملاحظ وجود كثافة سكانية للكرد الفيليين، لكن التحالف والقوى الكردستانية الاخرى لم يحصلوا الاعلى حوالي (30) الف صوت ، ماسبب هذه المفارقة ؟
ــ كان على القائمة الكردستانية عدم دمج الكرد الفيليين من ضمن قائمتها، بل كان من المفروض جعل قائمة خاصة باسم قائمة اكراد خارج الإقليم، والنجاح سيكون حليفها، يضاف لذلك انه لاعتب على أكراد خارج الاقليم لأنهم لم يعطواصوتهم للقائمة الكردستانية، اعود وأقول أن القائمة الكردستانية لم تعطي أهتمامها بالكرد خارج الأقليم ولم تقدم لهم شيء يذكر، بل همشتهم على طول الخط ووضعت أناس يقودوهم ليسوا بالمستوى المطلوب ...

*اما عن الجنسية التي تمنح لهم ...
ــ الجنسية التي تمنح للشريحة من الحكومة الاتحادية، فهي تصنيف وفرز وارقام في سجلات خاصة بحيث يتميز الكرد الفيليين عن المواطن العراقي نفس أسلوب الحكومات السابقة في تعاملها مع الشريحة، وحتى الحصول عليها فهي قدرة تعجيزية للحصول عليها .

*هل لديك الرغبة في العمل مع الحركات السياسية للكرد الفيليين..؟
ــ لحد الأن لازلت أمتلك الرغبة في العمل السياسي لخدمة الشريحة الفيلية، ولابد ان يكون لهم من يمثلهم في الحكومة والبرلمان، اقل شيء، والملاحظ هنالك البعض من قيادات الاحزاب الكبيرة لايؤيدون فكرة تأسيس حركات للفيلية خوفا” من تأثير ذلك على الحزب، وأعتبار الشريحة جزء من القومية، فأفضل لهم ان يكونوا مع الأحزاب الكبيرة وهنالك خوف لدى البعض، بأن الشريحة تتقولب مع القضايا المذهبية، لكن أقولها بالعكس ان الكرد الفيليين ينحازون للقضايا القومية اكثر من المذهبية، لشعورهم القومي الحاد ..

*لوكنت على رأس حركة سياسية فيليه ماذا يكون توجهاتك ؟
ــ هو توحيد الحركات والمنظمات للكرد الفيليين، ودون ذلك لايكون دور لهم وثقل في الوسط السياسي العراقي..

*هل كانت هنالك فكرة تأسيس حركة؟
ــ نعم كانت هنالك جهود لتأسيس حركة ديمقراطية فيلية وأشترك في التأسيس اكثر من 130 شخص لازالت عندي الاسماء، تم تكليفي شخصيا” كنت آنذاك وزيرا” في الحكومة الرابعة لاقليم كردستان وعرضت الموضوع على حكومتي، لكن لم تتم الموافقة ..

*هل ايد الفكرة احد من الشخصيات أو الجهات السياسية؟
ــ نعم، التقيت السيد فخامة الرئيس مام جلال قبل سنتين حول فكرة تأسيس حركة وقد أيد الفكرة، وقال انها قضية عادلة وسأدعمها لأنها مسألة تخدم القضية الكردية، وكذلك أيد الفكرة الحزب الشيوعي أعتبرها فكرة ناضجة...

المصدر: صحيفة الاتحاد، 14/5/2012