‫لقاء منبر الإعلام الفيلي مع الإعلامية زينب مراد سهراب


زينب مراد سهراب

نحن بحاجة ماسة الى وسيلة إعلامية مستقلة وممولة ذاتيا

لقاء منبر الاعلام الفيلي هذه المرة مع الاعلامية والناشطة الفيلية زينب مراد سهراب، لمعرفة وجهة نظرها حول الاسئلة التي وجهها منبر الاعلام الفيلي لها بخصوص الاعلام الفيلي وكذلك عن المشكلات التي مازالت ترافق الفيليين، الا ان في البداية نقدم لك نبذة مختصرة عن سيرتها الحياتية:
الاسم: زينب مراد سهراب
تاريخ ومحل الولادة: 1968 / بغداد

التحصيل العلمي:
1- دبلوم مساحة - 1987/ بغداد
2- دبلوم اعلام - 2001/ اربيل
3- دورة في الاعلام الدولي (2004) اكاديمية دويتشيفلة DW- ألمانيا
4- دورة في الاقتصاد وسوق العمل (2008) جامعة غرب السويد- السويد
5- دورة في التربية وعلم النفس (2010) جامعة غوثنبرغ- السويد

اللغات التي اجيدها:
1. العربية
2. الكوردية ثلاث لهجات / فيلي / سوراني / بهديناني
3. الانكليزية
4. السويدية
5. لغة الاشارة

المهنة السابقة: صحفية

المهنة الحالية: معلمة لغة كوردية للمراحل الابتدائية والمتوسطة في السويد

صحفي حر: راديو السويد الدولي/ القسم العربي

النشاطات والاعمال
• مراسلة جریدة المؤتمر الصادرة فی لندن (١٩٩٩- ٢٠٠٣)
• فضائیة کوردستان (١٩٩٩- ٢٠٠٣) معدة ومقدمة برامج
• من المٶسسین للمرکز الثقافی الفیلی فی اربیل / ١٩٩٨
• مراسلة ومحللة اخبار الرادیو والتلفزیون الألمانی DW
• جریدة المدی (٢٠٠٣- ٢٠٠٦) تحقیقات صحفیة
• رادیو السوید الدولی تحقیقات صحفیة (٢٠١٠- ٢٠١١)
• معلمة لغة کوردیة / السوید

س // ما رأيكِ بالإعلام الكوردي وبالخصوص الفيلي، وما تعليقكِ على الأداء والطروحات، والى اي حد هي منسجمة مع الواقع، وهل تجدين هناك قصورا من قبل الاعلام الكوردي بخصوص الملف الفيلي؟

ج // الاعلام في منطقتنا بشكل عام لازال في طوره الكلاسيكي والتقليدي فهو لا يتعدى كونه اعلام حزبي وفئوي، يخاطب فئة او جماعة محددة، وهو اعلام موجه اكثر مما هو اعلام تفاعلي فالاعلام الحديث فضلا عن توظيفه للتقنيات الحديثة هو يعتمد بشكل اساسي على العملية التفاعلية مع المتلقين الذين لهم دور مهم في تحديد واختيار محتوى الوسيلة الاعلامية.
لايمكننا تلمس ملامح اي اعلام فيلي في الوقت الحالي بل هم حتى يفقتدون الى المساحة الكافية لنشر ارائهم وافكارهم بحرية في الوسائل الاعلامية الاخرى. اما بالنسبة للقصور نعم هناك قصور كبير من جانب الوسائل الاعلامية الكوردية والعربية ايضا في تناول ملف الكورد الفيليين والقصور هنا يشملنا نحن ايضا ككتاب ومثقفين وصحفيين فيليين لم نتمكن لحد الان من تناول وطرح مشكلتنا بالشكل الصحيح وان كانت هناك محاولات فردية من قبل بعض الكتاب والناشطين الحقوقيين والمدنيين الا انها لم تكن بمستوى الطموح ولم تتعدى كونها محاولات فردية كزوبعة في فنجان، نحن بحاجة كبيرة لتكثيقف الجهود وتنظيم حملات اعلامية كبيرة للتعريف بقضيتنا ومعاناة اهلنا ونشر افكارنا ومطالبنا وطموحاتنا المستقبلية.
كوننا نفتقد الى وسيلة اعلامية خاصة بنا لا يعني ان نجلس مكتوفي الايدي ونبكي على الاطلال بل علينا ان نبحث عن بدائل متاحة وانا اعتقد بان افتقادنا لوسيلة اعلامية خاصة بنا كفضائية مثلا لا يعني باننا نفقد الى الكوادر والامكانات والخبرات لكن مشكلتنا تكمن في التمويل وهذا هو حال كافة الوسائل الاعلامية الاخرى كوردية كانت ام عربية فهي لا تزال حزبية التمويل وهذا ما نرفضه ونبتعد عنه قدر الامكان. نحن بحاجة ماسة الى وسيلة اعلامية مستقلة وممولة ذاتيا لانه وكما هو معلوم، مصادر التمويل لها تاثير مباشر على نوعية الخطاب ومحتوى الوسيلة الاعلامية.


س // افتقار الكورد الفيلية الى وسائل إعلامية مستقلة دفعهم للتوجه الى الفيسبوك للتعبير عن آرائهم وطرح مشكلاتهم وافكارهم، والتحاور من اجلها بحثا عن مشتركات للعمل عليها سوية، الى اي حد يمكن للفيسبوك ان يساعد الفيليين، وما رأيك بمحاولات منبر الاعلام الفيلي؟

ج // الاعلام الاكتروني او وسائل الاتصال الاجتماعي هي تحركات في العالم الافتراضي ولا يمكننا التعويل عليها بشكل جدي، لان النخبة او من لديهم اهتمامات في هذا المجال هم فقط المتلقين والمتفاعلين مع هكذا نوع من وسائل الاتصال وقضية الكورد الفيلية اكبر بكثير من هكذا وسائل ولكن لا ضير في ان نبني شبكات تواصل انسانية مع المهتمين بهذا المجال ونتحاور ونتبادل الاراء في الوقت نفسه نحن لا ننكر دور شبكات التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وغيرها في احداث تغييرات هائلة في المنطقة العربية وهذا اعتمد على نسبة وعدد المشاركين والمتفاعلين مع هذه الوسائل، اما لو نقارن نسبة او عدد الفيليين المهتمين والمتفاعلين مع الفيسبوك وتويتر وغيرها فهي لاتذكر. اؤكد واقول لا ضير في ان نوظف وسائل التواصل الاجتماعي للتقرب من بعضنا ولتبادل الاراء ولكني لا استطيع ان اعتبرها بديلة لاي وسيلة اعلامية اخرى كالفضائية مثلا والتي بامكانها ان تصل الى كل بيت فيلي وغیر فیلی بمختلف مستوايتهم الثقافية والفكرية والاجتماعية. فی اعتقادی نجح منبر الاعلام الفیلی والمواقع الفیلیة الاخری علی الفیسبوک فی تقریب وجهات النظر بین الفیلیین وتبادل الاراء ولکن ضمن نطاق محدود فالمشارکین لم تتجاوز اعدادهم بضعة مئات. نحن بحاجة الی توسیع حلقة المشارکة وضم اعداد اکبر من الفیلیین وغیر الفیلیین انا اتفق معکم باننا بحاجة ماسة للتعرف لبعضنا فی البدء وتقریب وجهات النظر فیما بیننا ولکن هذا لن ینفی حاجتنا الامس فی ایصال صوتنا الی الاخرین الذین یجهلون او یتجاهلون قضیة الکورد الفیلیة.

س // كيف تجدين دور المثقف الفيلي، وهل تمزق بين القومية والمذهبية، والى أي حد ترين أنه ساهم في تغيير الواقع، وهل تمكن من تثبيت بصمته في الذاكرة العراقية والكوردية؟

ج // المفكرون والمثقفون في كل الامم والشعوب يتحملون مسؤليات عظيمة منها التخفيف من وقع معاناة شعوبهم وتفعيل انتاج الوعي وتوجيه الطاقات لتبني حلول حضارية والنهوض بالواقع الاجتماعي ... الخ السؤال هنا هل تمكن المثقف الفيلي من اداء دوره بالشكل الصحيح... لا اعتقد ذلك فنحن نرى اليوم عدد كبير من مثقفينا ومفكرينا اختارو الصمت والانعزال والبعض الاخر اختار العيش في فضاءاته الخاصة بعيدا عن الواقع الفیلی الحالي. هناك مـآخذ على بعض من مثقفينا ومفكرينا بانهم اصبحو اداة بيد الاحزاب السياسية ويعملون وفقا لمصالحهم الشخصية. الخطأ الفادح الذي ندفع ثمنه اليوم هو ان بعض من مثقفينا اخذو ينتهجون نهجا سياسيا تحزبيا، فخلط الادوار بين المثقف والسياسي هي معضلة كبرى يعاني منها معظم المفكرين والمثقفين العراقيين فدور المثقف التوعوي والارشادي اخذ ينحسر واصبح في زاوية ضيقة مقابل المد الهائل للافكار السياسية والافكار الطائفية والعنصرية، انا لا ابالغ ان قلت بان 90%من الشعب العراقي متحزب ومتبني لافكار مشوهة بعيدة كل البعد عن الثقافة والتحضر ، نحن الان نمر بمرحلة حرجة فعلينا ان نعيد قراءة خارطة وعينا لنتمكن من بلوغ متطلبات المرحلة الراهنة. الفعاليات الثقافية والفكرية مهمشة وحلقات التواصل بيننا معدومة ،السياسة اخذت تنخر فينا وفجوة الهوة تكبر فيما بيننا بسبب اختلاف انتماءاتنا السياسية فضلا عن االصراع الازلي حول اولوية الولاء ان كانت للقومية ام للمذهب والذي مازال قائما حتی یومنا هذا، مما شكل عائقا كبيرا امام نيل مطالبنا وتحقيق طموحاتنا وغدونا مشتتين واعداء لبعضنا البعض.
س // إهمال شؤون الكورد الفيلية وتغييب دورهم وهويتهم، فضلا عن عدم التحرك بشكل جدي ومنصف لحل مشكلاتهم، ولد سخطا لدى غالبية الفيليين على سلطات الحالية القومية منها والمذهبية، ما عليهم ان يفعلوا لنيل حقوقهم واستحقاقاتهم؟

ج // المشكلة تكمن في عدم التجرء لطرح قضية الكورد الفيلية على حقيقتها وبالمستوى المطلوب فهناك اسرار وخفايا اكبر بكثير مما هو مطروح على الساحة. لقد شهدنا وتابعنا جلسات المحكمة الجنائية العليا لمحاكة المجرمين من ازلام النظام البائد ممن نفذو عمليات اعدام وتغييب لعشرات الالاف من الشباب الفيلي وحملات الابادة الجماعية وتم الاعلان عن الاحكام التي صدرت بحقهم لكننا لم نشهد او نعرف اي شيء عن الاليات التي اتبعوها في قمعنا الم يستطيعوا من خلال تحقيقاتهم التعرف على اماكن وجود جثامين شهدائنا لماذا الغموض يكتنف كل شيء الم يتمكنوا من كشف اماكن عشرات بل مئات والاف المقابر الجماعية التي ضمت شهداء من مختلف فئات المجتمع العراقي، لماذا شهداء الكورد الفيلية فقط لاتزال جثامينهم وقبورهم مجهولة ومخفية ..علينا ان نحقق وندقق كثيرا لايجاد اجوبة لهذه الاسئلة. فدراسة الواقع باحداثه وتطوراته والربط بين ما جرى في الماضي من عمليات قمع وابادة وتغييب على ايدى ازلام النظام البعثي المقبور وما يجري الان بات امرا ضروريا لعلنا نجد فهما لواقعنا ونستشف من خلاله طريقا للمستقبل المامول.
بعيدا عن شعارات التوحيد ولم الشمل والانضواء تحت خيمة واحدة علينا ان نؤكد على ضرورة الاتفاق على صيغة للعمل من اجل الدفع بقضيتنا الى الامام، لا اريد ان اكون متشاءمة ولكني لا اعول على النشاطات والفعاليات السياسية الموجودة على ارض الواقع وامکانیتها من احداث تغير في واقع الفيليين في داخل العراق وخارجه. في الوقت نفسە لا انكر الجهود التی تبذلها بعض التنظيمات والاحزاب الفيلية وحرصها علی المصلحة الفیلیة لکن کما ذکرت سابقا کل ‌هذه الجهود لا ترقی الی مستوی الطموح. للمرة الثانیة اقول نحن نمر بوقت حرج الصراعات السیاسیة بین الاقطاب الکبیرة وعدم التوافق بینها تٶثر وبشکل مباشر علینا کوننا لا نحتسب کقوة فی اطراف المعادلة بل نحن ورقة یتساومون بها. لذا علینا ان نفکر بجدیة لاخراج انفسنا من هذه الدائرة الخبیثة.

أجرى الحوار / صادق المولائي
مسؤول فريق عمل منبر الإعلام الفيلي‬، 5/5/2012