صفحات من تاريخ خانقين ج1

لاشك ان العديد من الكتاب والمؤرخين والباحثين قد كتبوا عن خانقين ، وقد احببنا ان نضيف شيئا الى ما كتبوا حسب المصادر المتوفرة.

منها كتب ومنها دراسات اكاديمية فان جمال ندا يتحدث في مبحثه عن دور خانقين منذ الاف السنين حيث كانت معبرا للقوافل التجارية بين مختلف البلدان حينذاك : (هناك منافذ ومسالك طبيعية تخترق سلسلة جبال زاگروس الى عيلام ، وتاتي هذه الممرات في ثلاث نقاط ، منها ممر يقع عند مدينة خانقين عند أعلى نهر ديالى يبدأ هذا الطريق من خانقين ويمر بكرمنشاه ثم همدان (وسط زاگروس) ومن بعدها يطل على الهضبة الايرانية ، وقد سلك كورش الفارسي هذا الطريق عند توجهه لاحتلال بابل . وان الدولة الاشورية التي بدأت تقف بوجه العيلاميين ، حيث آلت الى حالة من الضعف بعد وفاة توكلتي- ننورتا ، حيث تقلصت حدودها واصبح ميزان القوى في صالح عيلام وفيها واصل العيلاميون تقدمهم حيث قاد الملك شتروك- ناخونتي 1185- 1155 ق- م خليفة خالوتوش- انشوشيناك الذي عاصر الملك الاشوري الضعيف آشور دان الاول 1179- 1134 ق- م والملك الكاشي زبابا- شوم- ادنا 1160 ق- م هجوما في حدود 1160 ق- م على بلاد بابل عبر سلسلة جبال حمرين بالقرب من خانقين) (1) . فيما يضيف احمد مجبد معلومات اضافية الينا حول هذا الموضوع في مبحثه : (تؤكد النصوص المسمارية بأن مدينة ميتوران (حوض سد حمرين) مدينة تجارية تقع بين مدينتي زبان والدير ، وهي جزء من الطريق التجارية التي تربط نينوى بأور . كما يمر بها كل ما يستورد من عيلام عن طريق القوافل التجارية المحملة من انشان وسوسه ثم تدخل بلاد الرافدين عن طريق خانقين ومنها إلى أشنونا فأربخا وبعد ذلك إلى اراضي بابل وآشور وماري) (2) . وعن المراحل اللاحقة في تاريخ خانقين فيذكر د- جميل موسى في مبحثه عن دور خانقين في التجارة المتبادلة : (طريق بغداد- قضاء خراسان- شهربان- خانقين- فمدينة كرمنشاه الفارسية . {هامش في البحث لرضا جواد الهاشمي في كتاب مفصل جغرافية العراق بان قوافل الدواب كانت تصل الى خانقين في مدة تتراوح بين 4 الى 5 أيام} . أما عن التقسيمات الادارية في العراق وموقع خانقين منها فيورد عدنان الشجيري في دراسته : (أيلول 1918 شكلت في بغداد ادارة موحدة لادارة ولايتي بغداد والبصرة العثمانيتين ثم الموصل في ايلول 1919 ، تألفت من دائرة الحاكم المدني العام وخمس سكرتاريات ، وعدد من المديريات الملحقة ، منها دائرة الحاكم المدني العام التي تشرف مباشرة على دوائر الشرطة والشبانه والتعليم . ولكن بالنسبة الى الشبانه من الناحية العملية ظلت تحت ادراة مكتب الحاكم المدني العام حتى اذار 1919 ، وعين لادراتها أحد الضباط البريطانيين وهوالرائد بويل بصفة مفتش ، عمل على أعادة تنظيمها بتقسيمها الى فرقتين ، الفرات ودجلة وهم خليط من عناصر عربية وكوردية يقودهم ضباط من ابناء الشيوخ ، عدد منهم لحفظ الأمن في كل من البصرة وبعقوبة وخانقين وكركوك والسليمانية والموصل ودير الزور (قبل انفصالها والحاقها بسوريا في أيلول 1919) . وان قسم كهرباء دائرة الأشغال والمواصلات لغاية 1930 تمكنت من تجهيز 16 منطقة بالكهرباء ، منها خانقين . وبعد الغاء وزارة الصحة وعدها مديرية ملحقة بوزارة الداخلية في أب 1922 واشتملت على دائرة مركزية التي كان منها المحجر الصحي في خانقين . وان مديرية النفوس العامة التي أستحدثت أوائل 1926 تمثلت بمأموريات النفوس واحدة منها في قضاء خانقين . وحسب قانون استحداث وزارة الاقتصاد رقم 34 لسنة 1939 الذي كانت فيه مديريات للكمارك والمكوس منها مديرية كمرك ومكوس بغداد ، تألفت من دائرة كمرك بغداد (المركز) و 8 دوائر اخرى ومنها : خانقين) (4) . وعن سبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي عانت منه خانقين وتدني مستوى الحضريين فيه وانتقالهم الى مناطق اخرى يذكر حسن الجبوري في دراسته الاكاديمية : (أثرت الحرب العراقية- الإيرانية بشكل واضح على خريطة التوزيع السكاني في ريف الوحدات الإدارية الحدودية مثل خانقين ومندلي وقزانية وبلدروز مما أدى إلى هجرة السكان إلى الوحدات الإدارية الأخرى . وان أقل معدل لنمو سكان الريف في محافظة ديالى 87- 1997 كان في ريف مركز قضاء خانقين 0.5 % ، والسبب في ذلك الهجرة التي حدثت خلال الحرب العراقية- الإيرانية . وان تباين نسبة قوة العمل الريفية حسب الوحدات الإدارية في ريف محافظة ديالى 1997 قد تمثلت باكثر من 26 % ومنها مركز قضاء خانقين لعدم وجود مشاريع صناعية وخدمية مما شجع السكان للدخول في قوة العمل الزراعية ، ومن الأسباب التي أدت إلى تركز سكان الريف في ديالى هي هجرة سكان الريف من المناطق الحدودية وخاصة خانقين ومندلي وقزانية أثناء الحرب العراقية الإيرانية ، وبعد انتهائها بسبب ما تركته من مخلفات عسكرية كبيرة وخاصة الألغام الأرضية وكذلك الاعتدة غير المنفلقة وقلة المياه السطحية وفقر التربة في المناطق الحدودية ووجود التضاريس الأرضية التي لا تساعد على قيام الزراعة فيها) (5) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- العلاقات السياسية لبلاد الرافدين مع بلاد عيلام في العصر الاشوري الحديث (رسالة جامعية) : جمال ندا السلماني جامعة بغداد 2003 .

2- نصوص مسمارية من العصر البابلي القديم ، في المتحف العراقي (تل السيب / حوض سد حمرين) (رسالة جامعية) : أحمد مجيد حميد ، جامعة بغداد 2005 .

3- الادارة العثمانية في ولاية بغداد في عهد الوالي مدحت پاشا الى نهاية الحكم العثماني (رسالة جامعية) : جميل موسى النجار 1989 القاهرة .

4- النظام الاداري في العراق1920- 1939 : عدنان هرير الشجيري 2005 ، جامعة بغداد .

5- التباين المكاني لسكان الأرياف في محافظة ديالى للمدة من 87- 1997 (رسالة جامعية) : حسن علي نجم الجبوري جامعة بغداد 2006 .

اعداد : عدنان رحمن

المصدر: شفق نيوز، 2/5/2012