وزارة حقوق الانسان تحتفي في "مسك ختامها" بالكورد الفيليين وسط دعوات للحفاظ على هذه الشريحة

في احتفالية قد تكون الأخيرة لها، أقامت وزارة حقوق الانسان العراقية، الاربعاء، احتفالية اليوم الوطني للكورد الفيليين، بالتزامن مع الذكرى 32 لتهجيرهم وترحيلهم عن البلاد.

وتعدّ هذه الاحتفالية الأولى من نوعها التي تجريها الوزارة، والتي قد تكون مسك الختام، مع الانباء التي يتم تداولها عن الغائها بالتزامن مع تشكيل هيئة لحقوق الانسان.

وجرت الاحتفالية التي حضرها مسؤولون حكوميون ومنظمات مجتمع مدني، في العاصمة بغداد، برعاية رئيس الوزراء نوري المالكي، وتحت شعار "ضمان حقوق الكورد الفيليين تجسيد لارادة الشعب العراقي".

وقال وزير حقوق الانسان محمد شياع السوداني في كلمة له في الاحتفالية التي حضرتها "شفق نيوز"، إن "ما تعرض له الكورد الفيليون في العراق يعدّ أبشع انتهاك لحقوق الانسان"، مؤكداً على "ضرورة استعادة الكورد الفيليين لحقوقهم واسترجاع ممتلكاتهم واموالهم وعقاراتهم المغتصبة من قبل النظام السابق".

وتابع السوداني أن "الوزارة جادة لتحريك ملف الكورد الفيليين، خصوصا بعدما اصدرت المحكمة الجنائية قرارها باعتبار ما تعرض له ابناء هذه الشريحة على يد النظام المباد جريمة ابادة جماعية".

ولفت إلى أن "رئاسة الوزراء شكلت لجنة برئاسة وزارة حقوق الانسان لحل المشاكل والمعوقات التي تواجه أبناء هذا المكون، ووضع الاليات المناسبة لازالة كافة الاثار السلبية التي قام بها النظام المباد بحقهم".

من جهته، أكد أمين عام المؤتمر الوطني للكورد الفيليين محمد سعيد النعماني على أن "الدول الكبرى أعمت عيونها وأخرست لسانها لما فعله النظام المباد بحق الكورد بصورة عامة والفيليين بصورة خاصة"، مبينا ان "جواز سفر حقوق الانسان لم ينفع الكورد، لا في عمليات الانفال، ولا في حلبجة، ولا في مأساة الكورد الفيليين".

وأضاف النعماني انه "لازالت للكورد الفيليين مشاكل في استرجاع ممتلكاتهم وحقوقهم المغتصبة، على الرغم من اصدار رئاسة الوزراء 70 كتابا للوزارات لدعم الفيليين في وطنهم".

كما ألقى عضو الامانة العامة لمنظمة البيت الكوردي جليل أسد كلمة أوضح فيها ان المنظمة "تطالب الحكومة الاتحادية بايجاد آلية عاجلة لتعويض المتضررين من الكورد الفيليين واعادة ممتلكاتهم والبحث بشكل جدي عن مقابر ضحاياهم".

ودعا في الوقت نفسه حكومة اقليم كوردستان ووزارة الشهداء والمؤنفلين ووزارة الهجرة والمهجرين الاتحادية "الوقوف مع ابناء الشريحة ومد يد العون لهم، ليشعروا بمواطنتهم ومصداقية الحكومة تجاههم".

وأردف أسد أن "الكورد الموجودون في بغداد والمحافظات الجنوبية يتلقون تهديدا جديدا هذه الايام بمغادرة مناطقهم الى اقليم كوردستان"، مطالبا "التصدي بحزم لهذه التهديدات وكل ما من شأنه تهديد أمن الدولة ومواطنيها".
وألقيت في الاحتفالية كلمات عدة من مسؤولين في الحكومة ومنظمات المجتمع المدني، كما تخللها عرض فيلم وثائقي يجسد عمليات التهجير والتسفير التي تعرض لها الكورد الفيليون.

وتعرض الآلاف من الكورد الفيليين إلى عمليات تهجير من قبل النظام العراقي السابق بدأت بتاريخ الـ 4 من نيسان عام 1980, حيث تم تهجيرهم الى ايران بعد مصادرة ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة، ووثائقهم الثبوتية كالجنسية وشهادة الجنسية العراقية بحجة ان اصولهم تعود الى ايران, ما اضطر البعض منهم الى تغيير اسمائهم حفاظا على حياتهم وعوائلهم من القتل والتهجير.

يشار الى ان برلمان اقليم كوردستان طالب نظيره الاوروبي بالاعتراف رسمياً بالابادة الجماعة التي تعرض لها الكورد الفيليون، إضافة إلى قصف حلجبة وتهجير الكورد وقت النظام السابق.

المصدر: شفق نيوز، 11/4/2012