"أبناء العراق الغيارى" يطلقون على كوردستان اسم إرهابستان

منذ سقوط نظام صدام حسين الدكتاتوري في 9 نيسان 2003 إلى اليوم يعيش الشعب العراقي أجواءاً مشحونةً جراء السياسة العرجاء لحكومة بول بريمر والحكومات التي أعقبتها ومنها حكومة السيد نوري المالكي (القديمة والحالية) من خلال المحسوبية والمنسوبية والمحاصصات القاتلة والطائفية المقيتة والإعتماد على مجموعات الشواذ وآخرهم الدعي عباس المحمداوي امين عام ما يسمّى بإئتلاف ""أبناء العراق الغيارى"" الذي طالب الكورد بمغادرة العاصمة بغداد وجميع الأراضي العربية وعدم دخولهم إليها إلا بفيزا، وقد أكّد (بدون أدب وأخلاق) حين قال: على الكورد احترام من ""جعل"" لهم قيمة وهيبة.
وللوصول إلى غايته العنصرية الشوفينية القذرة هدد باسم الفوج (9) بدر الذي شكّله عباس المحمداوي في (21 كانون الثاني /يناير 2012) والتابع لإئتلاف ""ابناء العراق الغيارى"" بقتل الكورد وأمهلهم لمدة اسبوع للمغادرة، وانه بخلاف ذلك سيتم حمل السلاح ضد (رئيس اقليم كوردستان – مسعود بارزاني) ومن معه، وختم تهديده بعبارة ""اعذر من انذر""
وفي الفترة الأخيرة، وعند هروب نائب رئيس جمهورية العراق طارق المشهداني واحتضانه من قبل المسؤولين الكورد بدأ نوري المالكي يميل إلى إختلاق الألاعيب وخلق الأزمات والدخول في متاهات والتحدث كأي دكتاتورمستبد منوهاً بأنه يعمل على تغير الدستور، وملوحا بالعمل على تقوية السلطة المركزية ومحاولا الإفلات من المستحقات الدستورية وفي طليعتها الفيدرالية والمادة (140) والعمل بهمة ونشاط على إضعاف أقليم كوردستان ضارباً عرض الحائط تعهداته ووعوده، ليثبت في النهاية بأنّه مستبد حقاً.
عندما تتعّقد أزمة الحكم ويحتدم الصراع يتذكر المسؤولون العراقيون الدستور، فكل واحد منهم يتحدث عن المادة التي تخدم توجهاته ومصالحه ويتشبث بها معتبراً الدستور هو {ابو القوانين} الذي تتفرع عنه جملة الادوات الحاكمة للدولة، أي أنّه القاعدة التي تنطلق منها المواد المنّظمة للحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية وغيرها، وعلى هذه القاعدة يتم بناء دولة قوّية وبدونها يكون البناء ضعيفاً ومهزوزاً وعرضة للعصف أمام المتغيرات التي يواجهها على كل المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
ان المالكي مريض، ويعاني من أمراض نفسية معقدة، فهو الذي يتخبط ويخلق مشاكل جديدة لنفسه وللعراق، فهو يدعو إلى تقوية سلطة الحكومة المركزية، ويلجأ إلى المحاولات العقيمة وخلق أزمات، وينتهج سياسات جديدة حيال الكورد ويريد تقليص صلاحيات أقليم كوردستان، ومن أجل الوصول إلى هذه الغايات القذرة يدفع السيد نوري المالكي أعوانه من أمثال عباس المحمداوي لخلق المشاكل الأثنية وإطلاق دعوات عنصرية وشوفينية، وإشعال حرب ضد المكونات الأساسية للشعب العراقي، ففي الماضي القريب أرسل قوات جيشه إلى المناطق المستقطعة من كوردستان، وجرى التنكيل بالكوردستانيين من مسلمين ومسيحيين وإيزديين مثلما حدث ويحدث في الموصل وجلولاء والسعدية ومناطق أخرى، ورغم كل ما يحدث، تحاول الماكينة الإعلامية الهابطة للسيد نوري المالكي حرف الأنظار عن الحقائق وإتهام الكورد ومكونات الشعب العراقي بتلك الأعمال المقرفة والمشينة، كما تحاول إسباغ صفة الشرعية على كل الممارسات الدنيئة والمجحفة بحق أبناء الشعب.
عباس المحمداوي آلة قذرة وبيدق شطرنج خاسر بيد الخاسرين برزاليوم في وضح النهار، كما برز بالأمس أقرانه: حسين الشهرستاني وحسين الاسدي وصاحب المصفحة سامي العسكري وعلي الشلاه وآخرون، ويحمل كل واحد من هؤلاء عداءاً سافراً ضد الشعب الكوردستاني والقيادة الكوردستانية، وهم أدوات بيد السيد نوري المالكي ودولة القانون، ومن المفارقات الغريبة أن يكون البعثي القديم علي الشلاه ناطقا باسم قائمة دولة القانون.
تاريخ العراق الجديد يشهد بأن السيد نوري المالكي إستقوى بالأمس على تشكيلات "الصحوة" ومجالس الإسناد، وحاول إيجاد موطيء قدم في كوردستان من خلال إرساله الرسائل إلى العشائر الكوردية والمستشارين الخونة الذين وقفوا ضد تطلعات ومطامح الشعب الكوردستاني، ويظهر أنه نسى أو تناسى بانّ الشعب الكوردستاني له تجارب مريرة مع الذين وقفوا مع نظام صدام حسين الدكتاتوري، واليوم يستند إلى الجوقة التي تحمل الغل الشوفيني وبذور العنصرية ضد الشعب الكوردستاني الذي ناضل بثبات ودون كلل مع الشعب العراقي من أجل الخلاص من الدكتاتورية وبناء عراق جديد.
ان السيد نوري المالكي لجأ إلى تشكيلات الصحوة ومجالس الإسناد ورؤساء العشائر عامة، وإلى أعداء الشعب الكوردستاني من المستشارين السابقين في الأفواج الخفيفة (أفواج الجحوش)، وقد أراد من هذه التشكيلات والتتنظيمات الشريرة أن تدين بالولاء له ولحزبه، وكان يعلم بصفته معارضاً لنظام صدام حسين الجور المسّلط على رقاب شعب كوردستان، ولكنه ينسى بأنّ الشعب الذي ضحّى بخيرة أبنائه وبناته من أجل كوردستان والخلاص من النظام الدكتاتوري، شعب على إستعداد لقهر قوة وجبروت أي مستبد آخر مهما كان لونه وحجمه.
أنّ حكومة السيد نوري المالكي تريد كما أرادت من قبل إبراز عضلاتها ومتانة قوتها من خلال التصريحات النارية، والدوس بأقدامه على الإتفاقات ووعوده المتكررة بإلتزامه ببنود ومواد الدستور العراقي، وفي المقدمة منها المادة (140) المتعلقة بمدينة كركوك والمناطق المستقطعة من كوردستان، وهو، أي المالكي يعلم بأنّ الشعب العراقي صوّت للدستور، ولكنه أي السيد نوري المالكي متهم بالتنصل عن دعم وتفعيل المادة (140) الخاصة بتطبيع الأوضاع في كركوك والمناطق المستقطعة من كوردستان، وهو يعمل بجد ونشاط من أجل النزوع نحو التفرد بالقرارات.
ان حكومة السيد نوري المالكي ضعيفة وفيها عناصر موتورة حاقدة، ولم تخرج عن منطق المحاصصة الطائفية والمحاصصة التي تعتبر بحق مصدراً هاماً من مظاهر الخلل الجدي الذي يعتري بناء العملية السياسية، وانّ هذه التشكيلة ليست بمستوى التحديات التي يواجهها العراق الذي يمر في ظروف صعبة وقاسية ومعقدة، وأن هذه الظروف تحتاج إلى حكومة مؤّهلة، وأن يكون الوزراء على مستوى معقول من الكفاءة والمهنية ومن القدرة على مواجهة التحديات والصعاب الكبيرة ومعالجة الملفات العالقة.
لقد طالبنا في السابق بالحذر واليقظة من الأعداء وقلنا: أيّها الكوردستانيون تيّقظوا فتصريحات الأعداء باتت واضحة، وهذا محمود المشهداني عندما كان رئيساً للبرلمان قال علناً وهو يخاطب البرلمانيين الكوردستانيين: بغداد قلعة العروبة، إخرجوا من هذه القلعة، وأذهبوا إلى دياركم في أربيل، وعلينا أن لا ننسى الذين ينتظرون تجبير أياديهم المكسورة لشن الهجوم علينا، أو لوى أذرعنا والبعثي صالح المطلك نموذجاً، واليوم النكرة عباس المحمداوي وباسم ""أبناء العراق الغيارى"" يهددنا بترك العاصمة بغداد والمناطق الأخرى التي يتواجد فيها الكوردستانيون.
نعم، أيّها الكورد كونوا على حذر ويقظة، فالأعداء من الشوفينيين الحاقدين ومن القوى الظلامية والإرهابية وأيتام الدكتاتورية المقبورة يعملون ليل نهار على محاصرتكم وضربكم، وهم يزدادون ضراوة ووحشية بمساعدة الرجعيين والشوفينيين.
إنّنا نطالب من السيد نوري المالكي بصفته رئيساً للوزراء أن يتصرف وفق مشيئة الشعب العراقي، وأن يحترم صلاحيات أقليم كوردستان، وأن يعاقب عباس المحمداوي على تصريحاته وأن يطرده من صفوف حزبه، وأن يقدمه للقضاء لينال عقوبة ملائمة على ألفاظه البذيئة وإطلاقة اسم (إرهابستان) على اقليم كوردستان والتعرض للقادة الكورد)، وفي نفس الوقت ندعو نحن الكورد السيد نوري المالكي أن يمد يده بتفان وإخلاص للعراقيين والكف عن إختلاق المشاكل، وإبتعاد جوقته الشهرستانى والاسدي والعسكري والشلاه والمحمداوي عن المهاترات والتفرقة العنصرية.
ان الجميع ينظر للسيد نوري المالكي ويحمله المسؤولية الكاملة لما يحدث، وليس الدعي النكرة عباس المحمداوي، وليعلم المحمداوي صاحب اللسان الزفر والألفاظ البذيئة ورهطه من الشواذ بأن قيمة وهيبة الكورد معروفة عند كل إنسان نزيه وشريف.

أحمد رجب
9/3/2012 يوم سقوط دكتاتورية صدام حسين

المصدر: موقع الاخبار، 9/4/2012