تهديد الكورد ...تفتيت للوحدة الوطنية

اثارت تصريحات الامين العام لتجمع ابناء العراق الغيارى الذي هدد به المواطنين الكورد الذين يقطنون بغداد والمحافظات الجنوبية،بالطرد والقتل إذا لم يتركوا مناطق سكناهم خارج الإقليم موجة من الغضب الشعبي والسياسي.
فقد أعلنت منظمة بدر براءتها منه وطالبت بمحاكمته كونه يثير النعرات العنصرية ويحرض على قتل الكورد، فيما اعلن التحالف الكوردستاني عن نيته رفع دعوى قضائية ضد رئيس تجمع ابناء العراق الغيارى عباس المحمداوي بسبب تصريحاته الارهابية ، كما استنكرتها قوى اخرى .
الواقع ان التصريحات شوفينية وتحاول ان تثير فتنة بين القوميات المتآخية وابناء الشعب الواحد على غرار محاولات القاعدة لاثارة الفتنة الطائفية والتي فشلت في مسعاها ، كما انها إدامة للخلاف بين المركز والاقليم وتأجيجه .
المتطرفون في اي اتجاه وانتماء يلتقون فيما بينهم ويتناغمون ويشتركون في سعيهم لالحاق اكبر الاذى بشعبنا فهم لايلتفتون الا لتحقيق اهدافهم الخبيثة .وباية وسيلة مهما كانت بشعة لا تحكمها مبادئ ولا قيم،ولا حتى تفكير علمي وواقعي .
ان مثل هذه التصريحات تمس الوحدة الوطنية وتحاول هدمها وتدميرها وتشكل تهديداً للتعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي بعربه وكورده وتركمانه......الخ وهي صادرة عن تنظيم ميلشياوي خارج عن القانون ومحظور دستوريا وبالتالي ملاحقته واجب من واجبات الدولة واجهزتها التي يقع على عاتقها حماية رعاياها .
لايمكن ان تمر هذه التهديدات من دون مساءلة وحساب فاولا ينبغي الاعلان عن ان هذا التنظيم محظور وثانيا منتسبوه مطلوبون إلى القضاء ما لم يتركوه، فسيحاكمون وفقاً لقانون مكافحة الإرهاب .
ان هذه العنصرية الطافحة جزء من حملة لشحن الشارع العربي ضد الكورد وتمزيق اللحمة الوطنية وتقسيم العراق وخلق مناطق ذات نقاء عرقي لاتخدم البلاد مطلقاً،وباي شكل من الاشكال ،انها تصب في مجرى اعداء العراق.
حذارِ من التساهل والتماهل معها ،فأذا ما قيض لاي اعتداء ان يقع فانه سيهول وينفخ فيه من المتربصين بشعبنا لجعله ينزلق الى حرب جديدة .
على الاجهزة الامنية اتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع ارتكاب اي جريمة ضد ابناء شعبنا الكوردي،كما ان الفعاليات الشعبية والمنظمات المدنية هي الاخرى مدعوة لاستنكار مثل هذه التصريحات وبيان خطورتها ليس على الكورد ،وانما على كل القوميات .
ان التهديد بالقتل والتصفية لتسوية خلاف وفرض رأي على الاخرين ،اسلوب صدامي مستعار من ترسانة الدكتاتورية السوداء ،وانه يشكل إرهابا وتهديداً للديمقراطية والنظام الدستوري .

ماجد زيدان
ssabdula_(at)_yahoo.com

المصدر: جريدة المواطن، 8/4/2012