مشروع مشعان.. تفتيت الشيعة وإسقاط المالكي

موجة مثيرة للإنتباه دهمت العراق في مستويات متقدمة، وأصابت المواطن العراقي بدوار الحيرة، فالبعثي المعروف بتاريخه السئ مؤيد اللامي يحظى بتكريم مجلس محافظة النجف الأشرف، وبعد تصاعد الإحتجاج على هذه الخطوة، تبادر محافظة النجف الى استضافته وتسهيل الأمور له لفتح فرع لنقابته برئاسته.

المحكوم بالسجن والمطلوب من الإنتربول مشعان الجبوري صاحب قناة الرأي، والمعروف بتاريخه الردئ ودعمه للإرهاب وتورطه في فساد مالي وغيره، عاد الى العراق ولم يدخل السجن، بل قدمت له التسهيلات في المحكمة حيث حصل بسرعة فائقة على البراءة من الارهاب ورفع عنه حكم السجن واعيدت اليه ممتلكاته وصار حراً في التنقل من والى العراق.

نائب المقبور عدي في اللجنة الأولمبية أصيل طبره، بكل ماضيه وفساده المالي وقربه من عدي وعائلة صدام، يعود الى العراق مدعوماً من قبل وزارة الداخلية، ويفرض نفسه لخوض انتخابات نادي الشرطة رغم استياء الجمهور الرياضي، ويتغلغل في الجو السياسي الرسمي على مستويات عالية، فيستضيفه بعض كبار المسؤولين في المنطقة الخضراء، ويكون وسيطا بين آل سعود وبعض المسؤولين.

الأحداث الثلاثة ليست منفصلة عن بعضها، ويبدو أن هناك جهات وأشخاصاً مقربين من حكومة السيد المالكي، تتحرك بهذا الاتجاه، ولا يعني ذلك أن هذه الجهات تكيد بالسيد المالكي لمصالح خاصة، لكنها سقطت في خدعة أكبر من قدرتها على فهم ما يدور.

نضرب على ذلك مثلاً في قضية مشعان الجبوري، لتتبين لنا بعض أجزاء المشهد السياسي:

عودة مشعان جاءت تحت عنوان مواجهة الكرد، وهذا ما أعلنه مشعان في اول ظهور له بعد مراجعة المحكمة، حيث دعا الى فصل إقليم كردستان عن العراق، وسيبدأ بتوجيه فضائيته الجديدة لمهاجمة الزعماء الكرد، بعد الخطاب الحاد للسيد مسعود البارزاني. وقد يجد هذا التوجه الذي سيقوم به مشعان، قبولاً من قبل البعض، فيدفع باتجاه عودته الى العراق وانقاذه من ماضيه وتهمه، لكن الحقيقة الخافية عن هؤلاء أن مشعان يحمل توجهاً أخطر، إنه يريد إحداث الانفصام بين التحالف الكردستاني وبين القوى الشيعية، وبذلك ينتهي هذا التحالف التاريخي الذي يعاني منه السنة.

ولكي يقدم مشعان دليلاً على حسن نيته، وأنه يريد ان يخدم الحكومة، فقد قام بخطوة مهمة حين بذل مساعيه لإقناع محافظة ديالى بالتراجع عن فكرة تشكيل الإقليم، وهي خطوة تدعم عودته الى المشهد السياسي بقوة، وتظهره بالرجل الذي يستطيع أن يؤثر على قضايا مهمة تواجهها الحكومة.

والى جانب مشعان هناك أصيل طبره بعروضه للبعض من المتنفذين بالحكومة، بأنه قادر على إنهاء المواقف المتشددة التي تظهرها الحكومة السعودية وغيرها من حكومة المالكي.

أما اللامي فهو يبدي استعداده للدفاع عن الحكومة بوجه معارضيها وتوجيه الاقلام والاعلام العراقي بهذا الاتجاه.

هذا ما يجري في الدائرة السياسية العليا، لكن الصورة الظاهرية التي تبدو فيها مواقف هؤلاء الثلاثة، بانها تخدم الحكومة، تخفي وراءها مشروعاً مدروساً، وبالتحديد فيما يتعلق بمشعان وطبره، فهما يريدان تفتيت الشيعة من الداخل وتحويل التحالف التاريخي بينهم وبين الكرد الى عداء مكشوف.

بعبارة واحدة، انهم يظهرون خدمتهم للسيد المالكي، لكنهم مشروع اسقاطه واسقاط حزب الدعوة.

المصدر: الوسط اون لاين، 27/3/2012