قبيلة الكورد الفيلية ملجأ لكل من لا ملجأ له

من الشواهد التاريخية الموثقة ، ان الكورد الفيليين كان لهم دور مهم في التاريخ ، سواء في صنعه كعامل اساس ، او المشاركة في احداثه .

او التدخل في صنعه بسبب ظروف استثنائية كما في مصدرنا ، ونذكر ايضا ما كان لمندلي كمدينة دور في التاريخ ، وايضا ما للكورد من تأثير على مستقبل العراق ومنها تأثيرها في هذه المرحلة التاريخية الحساسة من تاريخ العراق وكما ورد في كتاب : حكم المماليك في العراق (1750- 1831) للكاتب والمؤرخ : علاء موسى كاظم نورس : وهي من منشورات وزارة الاعلام- الجمهورية العراقية 1975- سلسلة الكتب الحديثة (84) : نذكر منها هذه المقاطع لعلاقتها بما اوردناه في المقدمة :

- قبل دخول حسن باشا الى بغداد (1778- 1780) سنين ولايته ، ظل الناس ينتظرون قدوم الباشا الجديد (حسن باشا) الذي تأخر في كركوك بسبب النزاع القائم بين أمراء كوردستان .

- تمكن عجم محمد من الهرب ، وبدأ بقطع طريق بغداد ، طلب حسن باشا من الكتخدا عثمان ان يتولى قيادة حملة لقتالهم ، تقهقر جيش الكتخدا الى بغداد ، ثم استعان حسن باشا لذلك بعسكر بغداد و عشيرة العبيد و عشيرة العقيل وجيش الكورد (محمود باشا الباباني) ، بعد عبور نهر الدجيل اصطدموا بهم في الخالص ، كبدوهم خسائر فادحة وطاردوهم حتى مندلي فاصطدموا بهم ثانية الى ان شتتوا جمعهم . نجا عجم محمد واحمد آغا ثم انسحبا الى جبال لورستان وقد التجأ كل منهما الى رئيس قبيلة الفيلية .

- فترة حكم الوالي سليمان باشا الكبير (1780- 1802) ، بعد ان خيم خارج بغداد مدة يومين سار لقتال عجم محمد واتباعه . فعبر ديالى واستطاع بمن معه من قوات عربية وكوردية {هامش في الكتاب : كان محمود باشا بابان قد امده بحوالي 500 مقاتل كوردي ، ولى قيادتهم لابنه الاكبر عثمان بگ} من احراز النصر وقد قتل احمد آغا وهرب عجم محمد الى لورستان .

- 1788 أتفق البابانيون ومتسلم البصرة على الثورة التي استهدفت قيام حكومة كوردية في العراق بمساعدة بعض العشائر العربية ، كان من جنود متسلم البصرة من كورد اللاوند . ثم قرر باشا بغداد ارسال اسماعيل آغا تكه لي الى زنگ آباد {هامش في الكتاب : في كوردستان ما بين السليمانية ومندلي} كمحاولة لقطع اي اتصال بين عثمان باشا وبين متسلم البصرة .

- 1790 حارب سليمان باشا قبائل المللين الكورد القاطنين فيما وراء ماردين .

- علي باشا (1802- 1807) بدأ حكمه بضرب عشائر بلباس الكوردية لشنها الغارات على مدن صاوق بولاق ومراغة وارومية في مناطق الحدود العراقية الايرانية .

- في الوقت الذي كان علي باشا مشغولا بغارات السعوديين أعيد عبد الرحمن الباباني حاكما لكوردستان .

- بدأ سليمان باشا الصغير (1808- 1810) حكمه بتجريد حملة تولى قيادتها وسار بها نحو كوردستان لقتال عبد الرحمن الباباني ، استطاع التغلب على عبد الرحمن في معركة ده ربه ند .

- لقد اذن عبد الرحمن الباباني لعساكر الموصل بالعودة الى بلادهم واهدى لقائدهم احمد بگ الجليلي من افخر خيوله ووعده بتولي الحكم في الموصل . وبذلك اصبح هو الذي يعين الولاة .

- عبد الله باشا 1812 أستعد لمعركة مع عبد الرحمن الباباني الذي كان قد عاد على رأس جيش ايراني- كوردي ، وتحرك الشاهزاده محمد علي ميرزا من كرمنشاه ليهاجم بغداد ، غير ان فرار سعيد بگ الابن الاكبر لسليمان الكبير الى المنتفق ، اضطر عبد الله الا يغادر بغداد ، ثم لان لمطاليب الشهزادة باعادة عبد الرحمن حاكما على السليمانية وكويسنجق وحرير كما دفع له مبلغا من المال .

- قائمة سليمان فائق (تاريخ المماليك) عن الجيوش بعد 1800 في عهد داود باشا ، ان مجموعها 500 ، 12 مقاتل ، لهم رواتب دائمة منتظمة ، وعند الحاجة يمكن ان يزيدوا الى 30 الفا بان ينتدب للقتال قوات من كركوك الموصل اربيل الحلة مندلي . والوية السليمانية وكوي وحرير وزهاب والعمادية .

- روسو قنصل عام لفرنسا في بغداد في السنين الاخيرة من القرن ال18 يقدر سكان بغداد بحوالي 80 الفا منهم الف كوردي .

- يذكر ريچ انه آسف كل الأسف على الباشا محمود الباباني الكوردي الطيب القلب الذي كان داود باشا قد عامله بالخيانة والغدر ثم استطاع ان يكسبه كل الكسب ببضع كلمات طيبة .

- بعد 1774 فتح كريم خان زند الكوردي جبهتين وارسل 3 جيوش عندما كان عمر باشا واليا لبغداد :

1- جيش تعداده 50 الفا اضافة الى اسطول من 30 سفينة ، تحرك من شيراز بقيادة اخيه صادق خان متجها نحو البصرة .

2- جيشان تحركا نحو كوردستان يقدر ب20 الفا ، احدهما من كرمنشاه بقيادة نظر علي خان واتجه نحو درنه وباجلان فاحتلهما وتقدم باتجاه كركوك وضواحيها واجتاح بعض قراها المجاورة مثل (بير حياتي ، جباري ، قره حسن) .

أما الجيش الاخر فقد تحرك من سنه بقيادة شفيعي خان ومعه محمد باشا بابان ، بقي مدة في ده ربه ند ثم انسحب .

- بعد ان عاود عبد الرحمن باشا القتال علم خالد باشا بما يبيته له ووجد انه لايقوى على صده اذا هجم عليه وترك السليمانية وفر نحو زهاب ومنها اتى الى مندلجين (مندلي) ، واخيرا اصدر والي بغداد امرا بضم السليمانية ايضا الى عبد الرحمن باشا واستدعى خالد باشا الى بغداد حيث عهدت اليه حاكمية مندلي .

- كتاب دوحة الوزراء في تاريخ وقائع بغداد : رسول الكركوكلي ترجمه الى العربية : لقد قدم الى بغداد 1813 كل من خالد باشا وسليمان باشا بناء على طلب والي بغداد وبين لهما الظروف الحرجة التي دفعته الى القيام بمثل هذه الاجراءات ، ثم عهد الى خالد باشا بمقاطعات مندلي وخانقين وعلي آباد ، وعهد بشهربان وبلدروز الى سليمان باشا .

- 1818 استنجد محمود الباباني بالحكومة الايرانية التي لم يسبق لها ان ردت طلبا له وقامت بارسال 3 جيوش توجه كل منها نحو جهة :

1- جيش بقيادة محمد علي خان البياتي قوامه 10 الاف سار نحو كوردستان .

2- جيش من قوات لورستان بقيادة حسن خان الفيلي سار نحو مندلي .

3- جيش بقيادة علي خان كلهر وكلي علي خان تقدر قواته ب4 الاف سار نحو بدرة وجصان .

- قام داود باشا والي بغداد بتسيير جيش نحو مندلي بقيادة كتخدا البوابين خليل آغا . ثم قام والشاهزاده محمد علي ميرزا بالدخول في مفاوضات صلح بالشروط الآتية : 1- يبقى محمود حاكما على السليمانية وتضم اليه كوي وحرير .

2- العفو عن الذين التجأوا الى ايران .

3- انسحاب القوات الايرانية من جميع انحاء مندلي وبدرة وجصان .

- عندما اصبح لزاما على داود باشا تدبير خطة جديدة ارسل سليمان آغا الميراخور الى جهات الخالص ليجمع له الاتباع توفي في خانقين بالطاعون فتفرق الذين جمعهم فاسندت المهمة الى محمد افندي المصرف الذي كان بانتظاره خارج اسوار بغداد محمد باشا الباباني بصحبة عدد من الفرسان الكورد . وقد ذهب الاثنان الى انحاء مندلي وخانقين وفي الطريق اعترضهم شيخ شمر محمد البردى .

اعداد : ماجدة خورشيد

المصدر: شفق نيوز، 26/3/2012