الكورد الفيليين ..رقم صعب لايمكن تجاهله!

تزايدت تناحرات الساسة العراقيين حلفاء الامس ، من اجل ..؟لااريد الخوض فيها فباتت واضحة للقاصي والداني،ولكن محور قضيتنا الكورد الفيليين ، اصبحت متعلقة بتلك الاطراف وعلى رضاها من عدمه ، انقسامات وتجاذبات وتصريحات ماانزل الله بها من سلطان ،وعند فشل تلك الاطراف في حللة قضاياهم،هناك حصة من الفشل جاهزة للكورد الفيليين وسيل من الاتهامات، وعبارات للاستهلاك الاعلامي ،وعند تقسيم الكعكة ،لاوجود لمسمى يدعى الكورد الفيلي ،ازدواجية واضحة مللنا منها،ومبررات لاتقنع ابسط انسان ،وكأن الكورد الفيلي كان بضاعة استهلكت وانتهت صلاحيته،ولايحق له ان يطلب ،بل ينتظر ان يمن عليه من السادة اصحاب البلاط ، فيخططون له ماكان ويكون ، ويتحدثون عن الصواب والخطأ،بمثالية لاتليق بهم،مع عقدة يريدون التخلص منها ،وهي دور الكورد الفيليين في مساندتهم في ايام لايعلم بها الا الله ، حين تحول بعض الرجال الى اشباه الرجال وتملقو للحكام وزبانيته وحصدو الاموال والمناصب مقابل كرامتهم ، التي لم يساوم عليها الكورد الفيليين يوما ، بل دفعو ثمن تصديهم للطاغية حياتهم واموالهم، وعندما جاء وقت الحساب ورد الاحسان تنصل الكثيرين من رد الجميل ، واصبحو عبئا ثقيلا،هؤلاء الذين جرت بحقهم مالم يجري على احد ، من تشريد وقتل ومصادرة الاموال وتسقيط الجنسية،الالاف منهم قتلو ومثلهم شردو وذلو بعد ان كانو اعزة في قومهم، بل كان اقتصاد العراق منيط بهم ،وفي ليلة وضحاها ذهبت ادراج الرياح ،تهمة التبعية ، جعلت من الذين لم يشملهم التسفير يعيشون هاجس الخوف والقلق مدة ثلاث وعشرون عاما، بين المطرقة والسندان ، مم جعل البعض يتخفى في عشائر عربية ، وجعل ابناءهم يعزفون عن اكمال دراستهم ، او يكونو في دوائر الدولة ، حتى لايكونو امام انظار ازلام النظام الدكتاتوري، ورغم كل ما مر بهم احسنو الظن باحزاب السلطة ، شركاء الامس في المآسي،لكن يبدو ان السلطة غيرت النفوس ،واصبح الكورد الفيليين مجرد رقم ، مطلوبون لاغراض انتخابية ، تنتهي بانتهاء تلك الحملات،وحاول الكثيرين تقسيمهم ، وتفرقتهم لمصالحهم الخاصة،وتقام لهم المؤتمرات وقد يتباكون عليهم ، ليستميلوهم، ويستغلون الجانب الوطني والعاطفي لديهم،حتى اصبحو مجرد وسيلة لقضاء اهدافهم، والكورد الفيليين يتحملون جانب كبير من استغلال وضعهم ، لعدم توحدهم وتشكيل كيان مستقل ، فهم ليسو بالعدد القليل ، وعليهم مراجعة حساباتهم من جديد وان لايقعو بالخطأ مرة اخرى ، فقد تكون هذه فرصتهم الاخيرة ، وعليهم لملة صفوفهم وان يتحملو بعضهم ، حتى لايتفضل عليهم احد،وان يستثمرو الكفاءات الكبيرة لديهم،حتى لايكونو تابعين ، ويكونو اصحاب قرار وشركاء في العملية السياسية،التي دفعو ثمنها غاليا ، بينما اكتسب البعض تضحياتهم جاهزة،والقرار يعود لهم (اكون او لااكون)، ويدخلو اللعبة السياسية من اجل اجيالهم التي ستبقى حائرة من سؤالهم …لماذا؟

صلاح البدري
salahalbadree@yahoo.com

المصدر: صوت العراق، 19/3/2012