مصفحات لابد من شرائها

الاستعدادات للقمة العربية في بغداد أمر مطلوب وطبيعي أن يتم بطريقة منظمة من أجل إنجاحها، فمناسبة مثل هذه تستدعي أن تظهر بالمظهر اللائق الذي ينسجم مع دور العراق وتاريخه. لكن الإستعدادات لا تعني أن تخصص نفقات ضخمة لأمور ثانوية، أو هدر المال العام في إجراءات محدودة كما هو الحال في شراء 400 سيارة مصفحة لا تستخدم إلا لنقل الوفود وتوديعهم، أي لن تستخدم أكثر من بضع ساعات ربما لا تتجاوز الثلاثة.

قبل أيام ثارت ضجة شعبية ضد مصفحات البرلمان، وتراجع النواب عن القرار بتأثير الضغط الشعبي، الأمر الذي جعل رئيس البرلمان السيد النجيفي يعرب عن سخطه على الشعب العراقي الذي (لا يتفهم عمل النواب الشاق) على حد تعبيره.

وقبل ذلك أثيرت حول الاستعدادات للقمة العربية وجود عمليات فساد في نفقاتها وتأهيل الفنادق والطرق التي ستقطعها الوفود العربية، وامتنعت وزارة الخارجية عن إيضاح القضية، ملتزمة الصمت الذي يعد أحسن الحلول لمن تلاحقه تهم الفساد.

أبدى بعض النواب معارضتهم وإدانتهم لشراء 400 سيارة مصفحة لا تستخدم إلا لساعات قليلة، وهو موقف نشكر عليه النواب عندما يحرصون على المال العام، ويتوقفون على تصرفات خاطئة تضر بالمستوى المعيشي للمواطن الفقير، لكن بعض النواب المعترضين، عبروا عن إستيائهم من شراء مصفحات القمة بدافع حرمانهم من الحصول على مثلها، كما قال بعضهم. أي كيف لا يعترض الشعب والمرجعيات الدينية على شراء مصفحات للقمة العربية، بينما يعترضون على شراء مثلها للنواب، وهو أمر يبعث على الألم عندما يفكر هؤلاء النواب بهذه الشكل، لأنه يكشف أنهم يقيمون القرارات على أساس المصلحة الشخصية وليس على أساس مصلحة الشعب.

كان المفروض أن يدينوا شراء 400 مصفحة، ويدينوا النواب الذين صوتوا على شراء البرلمان لمصفحاتهم أيضا، هذا هو المؤمل من النائب باعتباره ممثل الشعب.

موجة السيارات المصفحة بهذا الشكل الذي يحدث يثير الإستغراب، فمرة للقمة ومرة للنواب، وكأن دخول السيارات المصفحة الى العراق أصبح أمراً لا بد منه، ويجب أن تدخل مئات السيارات المصفحة الى بغداد بأي شكل وتحت أي سبب، أمر يبعث على الإستغراب حقاً. نرجو من السادة المعنيين التوقف عنده.

المصدر: صحيفة الوسط الالكترونية، 13/3/2012