الوزارات وانصاف الفيليين


محمد علي السماوي

لقي الفيليون صنوفاً من الاجحاف والتعسف والواناً من المآسي مما تشكل تراجيديا تعصر قلوب ذوي الضمائر الحية.

انهم كابدوا ذلك ولا ذنب لهم سوى انهم يريدون الاعتراف بمواطنتهم والعيش على الارض كسائر الشرائح العراقية وينعمون بحكم ديمقراطي يعترف بهم ليحققوا هويتهم وقد طال بهم المطاف وامتدت السنون وشهدوا العديد من الحكومات المتعاقبة على سدة الحكم في العراق ولكن لم يجدوا النظام الذي يرعاهم ويلبي طلباتهم وينصفهم مما شكل مشكلة امامهم تعد الاكثر تعقيدا حتى بعد التغيير الذي حدث في العراق عام 2003 وظنوا انهم سوف ينصفون ويجدون من يمثلهم في المؤسسات الحكومية كعضوية البرلمان او في بعض الوزارات ولكن لم يحصل هذا وقد شعروا بالتهميش والغبن الشديدين وقد تفرقت العوائل الفيلية ايدي سبأ في عدة بلدان ومناطق مختلفة وتشظيهم وتشتتهم من جراء الظلم والجورعبرعقود من الزمن، وهذا ما يدعوهم الى توحيد صفوفهم ومواجهة المسؤولين ليتنبهوا نحوهم ويمدوا يد الرعاية اليهم والعناية بهم وهم جديرون بها لانهم كورد اصلاء صادقو النية وطيبون ، قلوبهم عامرة بالاخلاص وهم مشروع تضحية في كل حين اذا ما واجه الوطن شيء من الخطر لانهم وطنيون حقيقيون.

مما تجدر الاشارة اليه ان وزارة التجارة الاتحادية ستلبي مطالب الكورد الفيليين فيما يتعلق باختصاصها وهي بادرة جيدة تنبئ عن تجاوب محمود تجاه هذا النسيج من مكونات المجتمع بانصافهم وتلبية مطالبهم كالبطاقة التموينية وغيرها مما تقدمه هذه الوزارة لابناء الشعب.

لذا ندعو الوزارات الاخرى ودوائر الدولة ومنظمات المجتمع ان تذلل ما يعتور معاملات الفيليين في استرداد املاكهم التي اغتصبها النظام المباد ومنحها لازلامه وتعويضهم بما يجزي ذلك واعادة الجنسية العراقية اليهم وشمولهم بالرعاية الاجتماعية . واعادة المفصولين منهم الى وظائفهم فضلاً عن حقوقهم التاريخية والقومية والثقافية كافتتاح مدارس لتعليم ابنائهم بلغتهم الكوردية وضرورة تمثيلهم في المؤتمرات والندوات والمؤسسات الحكومية بما يضمن ان يكون لهم من يطالب بحقوقهم المشروعة التي نصت عليها المبادئ الديمقراطية ولائحة حقوق الانسان . فمراعاة الفيليين واجب وطني ومسؤولية تاريخية اذ انهم يشكلون نسبة كبيرة من فسيفساء التكوين العراقي وفسح المجال امامهم بفتح دورات مهنية لتخلق منهم عناصر صناعية وطبقة عاملة مبدعة تساعد على تطورالمجتمع وازدهارة والسير به نحو مستقبل واعد .

محمد علي السماوي

المصدر: شفق نيوز، 3/3/2012