السفير الروماني في العراق: الشعب الكردي سيحقق هدفه باقامة دولته عاجلا او آجلا‏

استقبل السيد عادل مراد سكرتير المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني في مكتبه سعادة سفير دولة رومانيا في العراق السيد ياكوب بارادا .و كان في استقباله كل من نائبي السكرتير و لفيف من اعضاءالمجلس .وقد استهل السيد عادل مراد الجلسة بكلمة ترحيب لسعادة السفير و متمنيا له حسن الاقامة في كردستان و بدوره ابدى سعادة السفير امتنانه على الحفاوة الحارة التي استقبل بها من قبل اعضاء المجلس المركزي ،و ابدى اعجابه بالتطورات الاجتماعية و الثقافية و الديمقراطية و الامنية في كردستان و اكد الجانبان على اهمية تعزيز العلاقة الكردية _الرومانية و سبل تطويرها نحو الارقى ،عبر تبادل الخبر الديمقراطية و الحياة المدنية .و تفضل سعادة السفير بالحديث عن جاهزية دولة رومانيا بالاسهام في دعم البنية التحتية في كردستان عن طريق ايفاد الشركات الرومانية لتكون لها حضور في دعم الاقتصاد الكردستاني. و ركز سعادته في حديثه عن مدى تطور رومانيا في صناعة الالات و المكائن الزراعية ذات التقنية العالية و امكانية استيراد هذه المصانع الى كردستان لتصنيع تلك الادوات محليا لدعم الاقتصاد الكردستاني و العراقي و سد حاجات الاسواق المحلية الكردستانية و العراقية مبينا ان بالامكان صناعة التراكتورات الرومانية في كردستان بدلا من استيرادها من الاسواق الخارجية و باثمان باهضة .

ثم تناول سيادته الاوضاع السياسية في كردستان قائلا ان الشعب الكوردي سيحقق هدفه باقامةدولته عاجلا ام اجلا و لكن في هذه الحقبة انني ارى ان تحقيق ذلك ليس مستحيلا ولكن امرا صعبا و ذلك لاسباب متعددة منها عدم ارتقاء الاجزاء الاخرى من كوردستان الى مستوى التقدم الحاصل في كوردستان العراق ،وهذا لايعني التخلي عن تحقيق الهدف بل على العكس لابد من المضي قدما متحلين بالصبر و التأني مقرونا بالعمل المضني ،و في خضم هذه الاحداث يبرز دور كوردستان العراق ببالغ الأهميه في استقطاب
التوجهات السياسية للاجزاء الاخرى ولملمة القوى السياسية الفاعلة على الساحة الكردستانية لتوحيد الرؤى و بلورة برنامج موحد و طويل الامد قد يستغرق انجازه عشرات السنوات لبلوغ الهدف المرتقب، فنحن في رومانيا ناضلنا لقرون ضد ثلاث امبراطورريات (نمساوية _عثمانية _ روسية)الى ان حققنا اسقلالنا، فعليكم التريث و العمل الدؤوب لتوحيد البيت الكوردي و الاتفاق على خطاب سياسي موحد من اجل الوصول لاهدافكم.

ثم تناول سعادته الملف العراقي و عرض على الحاضرين تقيمه الذاتي للاوضاع الراهنة قائلا (ان العراق بلد بامكانية هائله وهو الان يمر بمرحلة انتقالية نتمنى للشعب العراقي الشقيق ان يجتاز هذه المرحلة الصعبة بنجاح ليتبوأ العراق مكانته المرموقة في المنطقة و على الصعيد العالمي )
وعن اوجه التقارب بين التجربة الرومانية في تخطيها المرحلة الانتقالية بعد الاطاحة بنظام تشاوتيشكو و التجربة العراقية في مرحلتها الراهنة اضاف سعادته(ان التجربة العراقية لا تتشابه التجربة الرومانية و كذلك التجربة الرومانية تختلف عن تجارب الشعوب الاخرى فلكل شعب مميزاته و صفاته الخاصة، ان مرحلة الانتقال من نظام مستبد الى نظام ديمقراطي هي من ا صعب المراحل في تاريخ الشعوب المتحررة ،انها نقطة البداية ،بداية بناء نظام سياسي غريب عن مفاهيم الشعب الذي طالما عانى من نظام ديكتاتوري ولم تسنح له الفرصة لممارسة العمل الديمقراطي .اجل ان بناء نظام ديمقراطي هو هدف الشعوب و لكن الديمقراطية ليست قالبا جاهزا يلائم كافة الشعوب فعلى سبيل المثال

لو زرعنا حبات من الحنطة وحبات عباد الشمس وحبات الذرة في حفر مختلفة فلدى سقوط الامطار ستنمو هذه الحبات الى ثلاث نباتات ،فمن حيث التصنيف الاحيائي كل هذه النباتات تنتمي الى صنف النباتات و لكنها تتباين في لونها ،مذاقها،رائحتها......الخ هكذا هي الديمقراطية فمن حيث الصيغة مالوفة بوجه عام اذ تستند على قواعد ثابتة و لكن اوجه تطبيقها تختلف من شعب الى اخر فالديمقراطية الفرنسية تختلف عن الديمقراطية الالمانية و الديمقراطية الرومانية تختلف عن الديمقراطية العراقية لذا فالعراق بحاجةالى ديمقراطية تلائمه لذا فانه لم ينسجم مع الديمقراطية التي اريد له و المصدرة من الخارج و هكذا دواليك . فمن الخطا ان تسعى بعض الدول لتصدير نموذجها من الديمقراطية الى الدول الاخرى و فرضها على الأخرين .فخصائص الشعوب تختلف فيما بينها فلايمكن صهر الشعوب في بودقة واحدة من الديمقراطية المستوردة، فالشعوب هي التي تحدد نوع ديمقراطيتها وفق خصائصها الاجتماعية و الحضارية ....))
وفي ختام الزيارة تقدم السيد السكرتير بالشكر الجزيل لسعادة السفير لزيارته الميمونة كما و حمله رسالة شخصية الى صديقه معالي رئيس الوزراء السيد (انطريانؤ ) متمنيا له الموفقية في اعماله و داعيا من سيادته ان يكون رسول خير لارساء دعائم الاخوة و التعاون المتبادل بين دولة رومانيا والعراق و اقليم كوردستان.
و جدير بالذكر ان السفير يحمل رسالة خاصة من الرئيس الروماني الى الرئيس الطالباني كدعوه لزيارة رومانيا في فرصة قريبة.
كما وان دولة رومانيا ستفتح قنصلية لها في العاصمة اربيل عن قريب.

المصدر: صوت العراق، 29/2/2012