نشر ثقافة الوعي القانوني بين الكورد الفيليين ضرورة وطنية


محمد علي السماوي

يقاس تقدم الشعوب ورقيها بمدى التزامها بالدستور الذي ينظم حياة ابناء المجتمع، وبمقدار علمها واستيعابها مواد الدستور ليكونوا على معرفة تامة بما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات تجاه الوطن وتجاه المواطنين. وخاصة الكورد الفيليين الذين لهم الكثير من الحقوق التي اهدرت من قبل الحكومات السابقة في الحقب الغابرة.

لذا كان لزاما العمل بكل ما اوتينا من قدرة على نشر الوعي القانوني بين ابنائنا الكورد الفيليين واحاطتهم بالثقافة القانونية وتبصيرهم بحقوقهم، ولان ذلك ضرورة وطنية ملحة، حتى يستطيعوا الحصول على حقهم كاملا وبالقانون، ولاجل ذلك على جميع منظمات المجتمع المدني ان تضطلع بهذه المهمة ليكون الفيليون قد امتلكوا وعيا وثقافة قانونية خاصة فيما يتعلق بحقوقهم وبالحياة اليومية كقوانين المرور - على سبيل المثال لا الحصر - وفيما يتعلق في حوادث السير والطرقات التي راح ضحيتها ارواح بريئة وقوانين حماية المستهلك واستعمال الاتصالات الحديثة مثل الموبايل والانترنت.

ولابد من الاشارة الى ان كثيرا من القوانين قد تغيرت او تم تعديلها ومعظم ابناء الكورد الفيليين لايعرفون بها فيقعون فريسة لها فتصيبهم الاضرار المعنوية والمادية ، والامر نفسه القوانين الخاصة بالضرائب وايجار العقارات من دور ومحال تجارية.

ومن الملاحظ ان معظم المشاكل التي يقع بها المواطنون الفيليون وغيرهم من الكورد بسبب جهلهم بالقوانين وعدم معرفتهم بالحقوق التي يمتلكونها وقد يلجأون الى خيارات خاطئة، وكذلك يجب نشر الوعي والثقافة القانونية بين النساء الفيليات لكي يتسلحن بمعرفة قانونية للحفاظ على حقوقهن من جانب ومن جانب آخر انهن دائما يشتركن في ميادين الحياة التي قوامها البيع والشراء حتى يستطعن مواكبة الحياة ومتطلبات العصر.

وحفاظا على صحة المواطنين وحماية المستهلك وعدم استغلاله من قبل التجار الذين يستوردون البضائغ المغشوشة لذا يجب نشر توعية بالتأكد من سلامتها من الغش وان تكون صالحة وان يراعوا وضع تاريخ الانتاج وزمن صلاحية الاستعمال ومدة الانتهاء ولابد من العمل على فتح مكاتب للاستفسارات القانونية المجانية على غرار ما هو في السليمانية ودهوك لما لذلك من حاجة ماسة لنشر الوعي والثقافة القانونية لتذليل بعض العقبات والاقلال من وقوع الجرائم والجنح والمخالفات وبذلك قد اسدينا شيئا للكورد الفيليين الذين هم اكثر شرائح المجتمع تضررا وان ذلك سيمهد لايجاد مجتمع عصري ينعم ابناؤه بغد سعيد ومستقبل واعد.
محمد علي السماوي

المصدر: شفق نيوز، 9/2/2012