حينما يكشفُ المُهمَّش فوضى النص “عادل مراد” نموذجاً

كتب عادل مراد“ قُتِل عمي برصاصة واحدة بالرأس أثناء مظاهرة معادية للاستعمار الإنكليزي، وقَتلَ صدام حسين والدي برصاصة واحدة بالرأس، وقتل الأمريكان عمي الثالث برصاصة واحدة بالرأس”.
ثلاثة رصاصات، هي حلقات تواصل مستعمر بمستعمر، ثلاثة شهداء، هم حلقات تواصل نضال بنضال. هي قراءة ومقاربة لما كتبه المناضل “عادل مراد” مختصرا العام في الخاص.
“الكورد الفيليون”، كعادتهم، يختصرون ويوَّحدون أقانيم العراق بكيمياء الجبل الكوردستاني و معادلات الشوق صوب حي اﻻكراد، هم المتناثرين كالنجوم في بغداد. ومنها انطلق عادل مراد في رحلة لم تنتهي.

**** ***** ****

ثلاثة صلبان، وأقانيم لأوجاع بلا قرار، يحمله المناضل “عادل مراد” في تراجيديا هامشه النقي، في نص ثورات كوردية مفتوحة بكل الاتجاهات.
يفتح جرح “كورده الفيلية” في زمن تحول فيه ساسة العراق إلى أميين لا يعرفون غير قراءة الصكوك و اﻻبراج، و اجندة مُهرَّبة في براميل البترول، فثوار الأمس يملكون خارطة الطريق، لتهريب بقايا الوطن و إخفاء حدود الحلم تحت الحجر.
هل يجعل عادل مراد من هامشه “الكوردي الفيلي” نصا كورديا عراقيا ديمقراطيا؟ الجواب في حواره مع حكيم الثورة الفلسطينية” الدكتور جورج حبش”.

**** ***** *****

الواقع و الحلم هما “النبضة وتعاقبهما” في حياة الثوري. عادل مراد بدا رحلة الثورة بخطوة البندقية بحلم اقرب من دجلة الى بغداد، واختار اقصر الطرق لاقتحام أبواب السماء، فبعد اغتيال الثورة الكوردية عام 1975 ،قال الجمع المتراكم في تراكم هزائمنا، ( إن الثورة بعد هزيمتها انتحار ثوري)، بذات المعنى قالها حكيم الثورة الفلسطينية الدكتور جورج حبش حين لقاءه بعادل مراد، فكان جواب عادل مراد ( ﻻ خيار لنا غير الثورة وديمومتها لأن النظام يتعامل معنا باستخفاف ودونية).
رصاصة بعد رصاصة في ثوراتنا وثوراتهم المضادة، حكومة بعد حكومة في تراجيديانا ومهازل متسلقي السلطة، ويبقي الكوردي الفيلي، كادحا، مفكرا، مناضلا، في هامش هامشنا الوطني والقومي..... انهم يتعاملون بدونية مع كوردنا الفيلية، يجمعونهم رقما وورقة انتخابية، وآخرون يُشَّتتونهم في مواكب البكاء، مُطهراً للحزن وملوثاً للفكرة ﻻنها تنطلق بمقدمات ساسة معممين.

**** ***** *****

و ﻷن التاريخ لم يكتب اﻻ نصفه، ونصف نصفه مشوه، و لأن ثوار العمل السري و أبطال المقاومة الثورية في المدن لم يكتبوا أسرار الثورة، فمن السهولة أن يأتي مهرج ثوري(...) ويعلن بان احد أبطال المقاومة كان مراقبا ثوريا ومُنَّظِماً لمرور ثوار المدن في زحمة العمل المغواري.
و ﻻن الثورة تحولت إلى نص مقدس ودولة للطبقة، فان الثوري كما هو الحال مع عادل مراد يختار هامشه الثوري، لان النص الذي نراه ﻻ يمثله كما ﻻ يمثلنا.

دانا جلال
swedana57@gmail.com
11/11/2011