مؤسسة شفق ومأساة الكورد الفيليين

ليست مأساة الكورد الفيليين للمناورات السياسية ،بل هي مأساة تبحث عن الحل وعن جدية التنفيذ ومحاولة إنصافهم بالقدر الممكن (؟) ،نعتقد بأن بعض المظلومين نتيجة لجسامة الظلم الواقع عليهم لا يمكن إنصافهم فكيف تستطيع إنصاف إنسان قضي على أفراد أسرته ظلما وبقي وحيدا يصارع مأساته أو إنصاف إنسان لا يعرف للآن مصير أفراد أسرته وعاد بعد مرارات الترحيل القسري لأكثر من عقدين ليجد مأساته تستخدم من قبل بعض السياسيين للمناورة . بعد التغيير في 2003 -2004 انطلقت مسرعة مؤسسة تعرف بمؤسسة شفق للثقافة والأعلام للكورد الفيليين واتخذت من العاصمة بغداد مقرا لها لتكون قريبة من هذه الشريحة الكوردية المظلومة (حد العظم)وحملت على عاتقها معاناتهم بأمانة ونقل واقعهم بمصداقية بشهادتهم هم من خلال التطرق بالتفصيل لمعاناتهم لجلب أنظار الجهات المختصة لرفع بعض الحيف عنهم في الوقت الذي جهات تشريعية وتنفيذية لم تكلف نفسها بالدفاع عنهم بل البعض مع شديد الأسف تاجر بقضيتهم. وهذه المؤسسة(مؤسسة شفق للثقافة والأعلام للكورد الفيليين)تعمل بإمكانيات محدودة وبتفكير قبل التنفيذ لتحقيق أقصى منفعة بأقل الإمكانيات تخاطب شريحة الكورد الفيليين بشكل خاص بنشر الوعي والثقافة وإيصال الخبر والمعلومة بهدف زيادة الوعي والمعرفة وبشكل عام يخاطب الجميع ببرامج إذاعية ومجلات (الفيلي وكول سو) وهو أول مجلة في العالم الكوردي تصدر بالغة الفيليية حسب معلوماتي المتواضعة ،ولدى المؤسسة موقع الكتروني باللغات الكوردية،العربية،الفارسية،الإنكليزية ويخاطب الجميع باختلاف ثقافاتهم ودرجة وعيهم ويخاطب الصغير(مجلة الفيلي الصغير) والكبير والمثقفين الكورد والعراقيين من خلال رؤية واضحة تدور حول الهدف الرئيسي ،شريحة الكورد الفيليين والمؤسسة ضمن برامجها تستضيف المفكرين الكورد والعرب من الكتاب والسياسيين والباحثين في مجالات السياسة والاقتصاد والصحة والمجالات الأخرى وبحضور جمع من الجمهور ،والحق يقال إن المؤسسة تمتلك إدارة ناجحة تستطيع توظيف الكفاءات مع الإمكانيات المتاحة بأفضل السبل وبأقل التكاليف الممكنة من أجل خير المجتمع بشكل عام والكورد الفيليين بشكل خاص وضبط حسن سير العمل وكفاءة الأداء ،وإدارة المؤسسة كأنه مرشد بحري يجنبهم المكان الضحل. وللمؤسسة إذاعة تعرف باسم إذاعة شفق تأسست في 1-6-2004 كانت تبث في البداية برامجها لمدة 6 ساعات واليوم بجهود الشباب وكوادر المؤسسة وبجهود إدارة الإذاعة تبث لمدة 20 ساعة من برامج حية مباشرة متنوعة الاتجاهات وبمشاركة جماهيرية كوردية وعربية وبتلاحم وطني ،فهي وإن كانت تحمل هموم الكورد الفيليين إلا إنها إذاعة الجميع كما تطرح الإذاعة قضايا سياسية وبرامج خبرية ثقافية – ترفيهية-تاريخية-رياضية-فنية-ولدى الإذاعة نشرات خبرية موجزة ومفصلة على مدار ساعات البث باللهجات الكوردية مثل السورانية والفيلية ،واللغة العربية ولدى المؤسسة موقع الكتروني بالغات الكوردية والعربية والفارسية والإنكليزية وشفق نيوز للبحث عن السبق الصحفي والملاحظ وهذا حق لابد أن يقال بأن بعض الوكالات الخبرية تأخذ الخبر من شفق نيوز ولا تشير إلى المصدر . كما لا ننسى الإشارة إلى منظمة البيت الكوردي كأحد منظمات المجتمع المدني والمدعوم من قبل مؤسسة شفق . تعمل مؤسسة (شفق) والبيت الكوردي المدعوم من قبلها على نشر ثقافة التسامح والتعريف بالقضية الكوردية والمشاركة في المناسبات الخاصة بكل العراقيين دون استثناء أي مكون . ولا نبالغ إذا قلنا مؤسسة شفق أعادت لكورد بغداد لغتهم الأم بعد ويلات التعريب والأبعاد القسري عن الثقافة والتراث الكوردي وعملت المؤسسة بشكل أفضل من كليات مختصة باللغة الكورية في نشر اللغة وببرامج يومية تطرح بشكل سلس وبسيط تستجيب لاحتياجات المستمع . كوادر مؤسسة شفق تعلموا وتطوروا من خلال المؤسسة ونجد اليوم فيها مؤهلات ومستويات مختلفة فنجد الكاتب والصحفي والمخرج والمذيع والمذيعات بالغة الكوردي والغة العربية والفني والإداري وهؤلاء وغيرهم يقومون بعمل متكامل ليقدموا في النهاية ثمرة عمل جماعي هو مؤسسة شفق للثقافة والإعلام للكورد الفيليين وبدون تكاتف هذا الفريق تحت إدارة ناجحة ما كان لتنجح المؤسسة كل هذا النجاح الباهر. على هذه المؤسسة الاستمرار من خلال توفير الدعم لها وأرى بأن لها أهداف إستراتيجية لا يمكن تحقيقها بشكل فوري وعلى سبيل المثال فأن تغير السلوك أو هدف التعليم لا يمكن أن يتما من خلال إذاعة برنامج أو أثنين في الإذاعة أو نشر حلقة أو حلقتين في صحيفة فهو هدف استراتيجي والمؤسسة تعمل لتحقيق تلك الإستراتيجية بأهداف تكتيكية أو قصيرة الأمل لتحقيق تلك الأهداف عبر أهداف قصيرة الأجل والتي بتواليها واستمرارها يمكن تحقيق الهدف الإستراتيجي . وعلينا جميعا أن نعمل وكل من موقعه لنساعد هذه المؤسسة من حيث هي الآن إلى حيث تود أن تكون لخدمة شريحة الكورد الفيليين ،هذه الشريحة التي ظلمت بسبب هويتها الكوردية وكانوا مع ثورة أيلول 1961-1975 كرماء ومناضلين وكل حسب مقدرته وأذكر لكم قصة بسيطة وذات معاني كبيرة بهذا الخصوص ،كان في أحد مناطق بغداد (جايجي فيلي)صاحب كشك ومحدود الدخل يحمل روح الكوردايتي يقتصد في مصروفه ويجمع من المال ما أمكن ويرسله لدعم الثورة الكوردية والشخص حي يرزق . هذه المؤسسة تحتاج إلى كلمة إنصاف بحقها وهي تعمل في حدود الممكن وبإمكانيات متواضعة وضروري جدا استمرارها وهي صوت جميل ومحبوب وكوادرها يعملون كخلية نحل . تهتم الدول بالأعلام بإمكانات هائلة في أمريكا مثلا محطة السي بي اس (CBS ) وعدد العاملين بهذه المحطة وكفاءتهم وقدراتهم تفوق قدرات عشرون وزارة من وزارات الأعلام العربية ،إضافة لوجود محطات أخرى عالمية والإخبارية وشركات الإنتاج السينمائية ودور النشر والمراكز الصحفية واستطلاع الرأي والمعاهد الرنانة والمراكز الإعلامية والمطلوب من الجهات ذات العلاقة تمكين مؤسسة شفق لتدريب وتطوير كوادرها لمتابعة المستجدات وتمكين المؤسسة لمواكبة التقنيات الحديثة في وسائل الاتصال واستيعابها ،وهي بحق مؤسسة ناجحة وإكراما لشريحة الكورد الفيليين لابد كل من موقعه أن يدعم هذه المؤسسة ولو بالكلمة الطيبة .

سالم اسماعيل نوركه
salim_esmael1967@yahoo.com

المصدر: شفق نيوز، 21/10/2011