هل يعلم المالكي بهذا؟!

معظم الذين يقرأون ويكتبون يعرفون ان جعفر الخليلي واحد من ابرز رواد القصة العراقية... وكثير من العراقيين يعرفون ان عائلته قد هجّرها النظام السابق بعد ان اسقط عنها الجنسية العراقية، وقد عاشت في المنافي سنوات طويلة.
هذه العائلة الكريمة عادت بعد سقوط الطاغية، لتجد ان دارها الكائنة في كرادة مريم (المنطقة الخضراء) قد صادرها النظام البائد فاقامت دعوى امام هيئة نزاعات الملكية التي اصدرت بعد سنوات قرارها بإعادة الدار الى اصحابها الشرعيين (بنات الأديب جعفر الخليلي) وقد أيدت الدائرة التمييزية في الهيئة هذا الحكم العادل بقرار تمييزي انهى النزاع برمته.
واكتشفت العائلة بعد ذلك ان احد كبار المسؤولين قد شغل الدار منذ عام 2005، وانه يرفض اخلاءها رغم علمه بأن عائلة الخليلي لا تملك داراً غيرها! فلجأت العائلة الى السلطة التنفيذية، وقدمت شكاوى كثيرة الى كبار المسؤولين، غير ان الحال ظل كما هو اذ ان المسؤول الكبير جداً يرفض التخلية رغم انه قادر على ان يحصل على دار اخرى!
وبلغ اليأس ذروته حين قدمت العائلة شكوى الى رئيس الوزراء الذي لم يرد على شكواهم لا بالسلب ولا بالايجاب وذهب بعض افراد عائلة الخليلي في ظنونهم الى ان شكواهم الى السيد المالكي لم تصل اليه وظلوا يأملون ذلك الى الان.
غير ان مافاجأهم هو ان احدى الدوائر التابعة لمجلس الوزراء قد طعنت بقرار هيئة نزاعات الملكية وقرار لجنتها التمييزية، اذ وجهت كتاباً تطلب فيه منها ان تعيد تسجيل الدار باسم وزارة المالية وكأن (المالية) واحدة من بنات المرحوم الاديب الخليلي!
قال لي احد اقرباء الاديب الخليلي: كنا ننتظر ان تقيم الحكومة تمثالاً له، لكنها الان تحاول سلب داره التي اشتراها بحر ماله قبل قرابة الخمسين سنة! واضاف: العجب هو ان بريمر صاحب قرار انشاء هيئة النزاعات الملكية كان ارق قلباً على العراقيين الذين استولى نظام صدام على املاكهم من أبناء جلدتهم!
وحال عائلة الاديب الخليلي ليست الوحيدة التي تعرضت الى ظلم (ذوي القربى) هذا، بل هناك عشرات العوائل الاخرى التي صودرت دورها من قبل النظام السابق ولم يعدها النظام اللاحق، بل استأثر بها لاسكان كبار المسؤولين فيها!! وكأن (اللاحق) هذا يحيي عظام (السابق) مع انه يشتمه كل يوم، ولكنه يفعل ما كان يعيبه عليه!!

سعيد البكاء

المصدر: صوت العراق، 17/10/2011