أوباما أعمامه كينيين وأخواله إنكليز والفيليين عليهم الرحيل!!

شاهدت صورة جماعية حفزتني على كتابة هذا المقال ولأني معاصر لماسي وويلات التي ألمت بالكورد الفيليين...

فهي ليس صورة لفريق بكرة القدم ولا لمجموعة مطربين وما أكثرهم هذه الأيام من (بش، بش ميو) وغيره ولا لمجموعة الحكام الذين أطيح بهم من قبل الجماهير وإنما لمجموعة من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية (جيمي كارتر- بيل كلنتون - بوش الأب- بوش الابن- و باراك أوباما من أصول أفريقية) والأخير هو الرئيس ال44 للولايات المتحدة الأمريكية تولى المنصب في 2009 هؤلاء الرؤساء يأتون إلى البيت الأبيض بصوت الناخب الأمريكي ويرحلون به ويحق لهم الفوز بدورتين فقط لا ثالث لهما وهم موظفين ولا حكام ملتصقين بكرسي الحكم مثل(ربعنا) لذا ترى في عالمهم أكثر من رئيس على قيد الحياة أما عندنا يموت أو يقتل فإذا مات يخلفه أبنه في سدة الحكم (الآن يفهم أمور الدولة أو لا يفهم ليس مهم والمهم هو خليفة أبن خليفة إلى قيام الساعة!)حالهم حال بني أمية من41 ه-132 ه ،خليفة أموي يخلف خليفة أموي،أو حال بني عباس من132 ه-656 ه،خليفة عباسي يخلف خليفة عباسي ، (موتوا يا رجعية!) أو يقتل ويذاع بيان رقم واحد،ففي مثل هذا الوضع لا نرى صورة جماعية لرؤساء أي دولة عربية مثل رؤساء الدول الديمقراطية ورؤسائنا (كفهم للجوعان يصير ماعون- وهم الهواء والماء )وعلينا أن نسير على توجيهاتهم ( السديدة) وإن ذهبت بنا إلى الكهوف المظلمة.

لم يرحل أوباما من أمريكا باعتباره من التبعية الكينية فكل الأمريكيين يعلمون بأن رئيسهم المولود في سنة 1961 في هونولولو بهاواي – الولايات المتحدة الأمريكية من أصل انكليزي ستانلي آن دونهام (الأم)والكيني أوباما (الأب) والذين التقيا في عام 1960 أكرر في عام 1960 خلال دورة تدريبية في اللغة الروسية في جامعة هاواي في مانوا حيث كان والده طالبا أجنبيا يدرس من خلال منحة دراسية وكانا قد تزوجا 1961 وأنفصل والده عندما كان عمره عامين وتطلقا 1964 عاد والد أوباما ألي كينيا وبقي الابن في أمريكا بل أصبح رئيسا لها، وفي الانتخابات لم يسأل الرجل عن (أعمامه ) فالكل يعلم إن (أخواله) انكليز و(أعمامه)كينيين والأكثر من ذالك من جذور أسلامية وإن كان الرجل يقول أنا مسيحي (كنيسة المسيح المتحدة) فهو أول رئيس من أصول أفريقية يصل إلى البيت الأبيض أما في العراق نحن رحلنا من هم عراقيين أبا عن جد (الكورد الفيليين)وبطريقة بشعة بحجة إنهم من التبعية الإيرانية ،أما التبعية العثمانية فهم عراقيين وأعلم لم التمييز بين التبعيتين ولسنا هنا بصدد ذكرها وإذا علمنا إن العراق من ترتيبات ما بعد الحرب العالمية الأولى1914-1918 والناس إذا كنا نعلم لم يحسبوا هكذا حسابات (حسابات العبثية الصدامية) ونحن نعلم قبل هذا التاريخ كان المنطقة تحت الحكم العثماني لمدة 400 سنة أيام كان العثمانيين يعتمدون نظام الولايات ف(ولاية موصل- بغداد- بصرة) ليس بالحدود الحالية ويقال على سبيل المثال إن الكويت كانت تابعة لولاية بصرة .ليعلم سيد أوباما إلى الآن لم ينصف شريحة الكورد الفيلية في بلدهم رغم تغيير النظام فكل يدعي الدفاع عنهم ربما لغرض انتخابي أو (لغاية في نفس يعقوب)أما في الحقيقة فهم في وادي وحقوقهم في وادي آخر،ونسأل يا سيد أوباما متى نرى رئيس وزراء عراقي فيلي أو مسيحي أو من أي طائفة عراقية أصيلة وأسمح لي كي أجيب عندما تزول التفرقة وعندما يكون الناخب أكثر ثقافة ولا يكون الوطن (طابو مسجل باسم الحاكم وأسرته) وعندما يزول أنا الأصلح والآخرون هواء في شبك.

سمح المجتمع الأمريكي لأوباما أن يسير بمسيرة ثابتة نحو الإنجازات ليتوج رئيسا لهم وفي العراق رحل الكورد الفيلين ليعيشوا إلى الآن رحلة العذابات ،ففقد منهم أعزائهم وزج بشبابهم في غياهب السجون وقتل شيوخهم كبار السن وصودرت ممتلكاتهم وأموالهم وإلى اليوم لم ينصفوا .

نحن نعاني من مخلفات أرث تاريخي طويل فالحاكم عندنا فوق كل القوانين ونعاني من أفكار وكأنها مسلمات علمية راسخة لا يمكن المساس بها في الوقت الذي العالم يطيح بمسلمات علمية راسخة من خلال اكتشافات علمية جديدة ،مثلا نظرية نيوتن والنسبية مهددان بالإطاحة لأن العالم في طريقه أو أكتشف أجسام تتحرك بسرعة أسرع من الضوء أما العادات والتقاليد الاجتماعية والسياسية الخاطئة عجز كتاب ومفكرين فطاحل الإطاحة بها وإلى الآن نسأل المرء أنت من يا أعمام لا لكي نعرف نسبه فحسب بل ليؤثر ذلك النسب في كثير من الأمور ومنها في الموقع الذي سوف نقلده إياه وحتى الحكَم والأقوال التي نرددها مثل الببغاء وهي صائبة لا تأخذ طريقها إلى التطبيق مثلا ( ليس الفتى من قال كان أبي بل الفتى من قال ها أنا ذا ).

فتح المجتمع الأمريكي الطريق أمام سالكه بنجاح بعكسنا نحن الذي نغلق كل الأبواب بوجه من نشاء فأكمل الدراسة الجامعية من جامعة كولومبيا – هارفارد- للقانون ومارس بكل حرية نشاطه الاجتماعي والسياسي وأصبح محاميا دستوريا نشطا ، بروفسور- كاتب ،وعضو في الحزب الديمقراطي

*فاز على خصمه جون ماكين وذلك بفوزه في بعض معاقل الجمهوريين مثل أوهايو وفرجينيا في 2008 .

*عضو في مجلس الشيوخ ولاية إلينوي في المقاطعة الثالثة عشر 1997-2004 .

*سيناتور للإلينوي 2005-2008 .

*رئيس للولايات المتحدة الأمريكية 2009.

*حاصل على جائزة نوبل للسلام لعام 2009 نظير جهوده في تقوية الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب وبذلك كان ثالث رئيس أمريكي يفوز بهذه الجائزة وهو أول رئيس أمريكي يفوز بها في السنة الأولى في المنصب.

*تولى في سنوات مسيرته مهام عدة لجان في مجلس الشيوخ بنجاح.

*تولى في حياته العملية والعلمية رئاسة مجلة هارفارد للقانون وهو من أوائل الأمريكيين من أصول أفريقية يتولى هذا المنصب.

*تعرض أوباما لمحاولة اغتيال من قبل النازيين الجدد(هم قلة) والشيء بالشيء يذكر :تعرض الكورد الفيليين إلى ترحيل جماعي ومحاولة إبادة جماعية على يد القومجية الزيتونية.

في العراق سيد أوباما رحل الكورد الفيليين وهم عراقيون أبا عن جد وأنت أمريكي من أصول أفريقية لم ترحل، حظك حلو لو أباك جاء إلى العراق وولدت هنا لرحلوك إلى مجاهل أفريقيا في ليلة ليلاء ،فأنت من وجهة نظرنا أعمامك كينيين وأخوالك إنكليز ولا علمك ولا فهمك ينفعك،ولو أبقوك في العراق في أحسن الأحوال في الصيف كنت ستبيع (ماي بارد)في كراج النهضة هذا إذا تركوك لحالك.

سالم اسماعيل نوركه

المصدر: شفق نيوز، 4/10/2011