نحو جمع شتات الفيليين

شفق في المعادلات السياسية والأجتماعية وعلى صعيد المجتمع والقرارات التي تمس مكونا او مكونات من شعب في بلد يملك سيادة في كل فعل من المؤكد ان له ردود أفعال على الصعيدين الحكومي والشعبي ، ملف قضية الكورد الفيليين هو موضوع ذات أبعاد قانونية ورسمية وتتحمل السلطات الحكومية بغض النظر عن توجهاتها السياسية مسؤولية متابعة تطبيق ما يتعلق بها . هناك نظام سياسي ظلمنا كما ظلم الاخرين وهناك تغيير في نظام الحكم في العراق استفدنا نحن منه كما استفادت بقية شرائح المجتمع ولكن هناك فرقا شاسعا بين مستوى وحجم المكتسبات ونوعها بيننا وبين الاخرين ، لقد سقطت تلك الانظمة المستبدة التي ظلمتنا لكن حقوقنا باقية لن تسقط .

ليس من الصحيح أن نحكم على كل من كان محسوباً على ذلك النظام بشكل او بأخر ونجعلهم في خانة واحدة مع رؤوس ذلك النظام من المجرمين ، وذلك العدد المحدود من الذين حوكموا من رموز النظام بعد ثبوت ارتكابهم جرائم الأبادة , من المؤكد أن نسبة قليلة من العدد الحقيقي لأولئك القتلة .

اليوم القانون معنا والشعب كان معنا في كل الأوقات ويبقى العنصر غير الموحد هو الخطاب الموحد الذي يجمع شتات شريحة الفيليين وللأسف الشديد نحن لا نعترف ولانضع مخاطر هذا الأمر في الحسبان وخير مثال على هذا الأنقسام أننا لم نتمكن لحد الأن من توثيق وأرشفة معاناتنا والمظالم التي لحقت بنا في مقابل كم هائل من الجهود غير المجدية نتيجة عدم أستيعاب الواقع .

الفيليون ناجحون عندما يعملون فرادى وخصوصاً في هذا الزمن ووجود العشرات من الشخصيات البارزة في مختلف المجالات دليل على ذلك . لكنهم فشلوا حتى الأن في توحيد مواقفهم وأفكارهم لتجتمع فيه طاقاتهم وابداعاتهم والسبب الرئيس برأيي هو الشعور بالضياع في الأنتماء قومياً أو مذهبياً مما شتت تلك الطاقات ، ليس هناك تواصل يخلو من الاصطدام ولا تقارب لا يشوبه الأبتعاد ، لو أن نسبة قليلة من التزامنا تجاه الاخرين تحول الى فعل في صالح قضيتنا لما احتجنا الى حساب نسبتنا من المناصب , بل كان يمكن عوضاً عن ذلك التذكير بما شرع من قوانين وقرارات ومحاولة تفعيلها واقعياً ، وهناك رأي يقول أننا أناس رؤوفون ومخلصون مع الاخرين لكننا قساة على أنفسنا ، فهل هذا صحيح ؟.

علي حسين فيلي

المصدر: مؤسسة شفق، 19/2/2011