ماضي وحاضر محلة باب الشيخ في حوار مع مختارها

شفق باب الشيخ كنز ذكريات الفيليين شهدت عوائلها أجمل آيات المحبة لا تفرقهم قومية ولا دين ولا مذهب ، كورداً وعرباً ، مسلمين ومسيحيين ويهود وصابئة...

تلك فسيفساء المجتمع العراقي الجميل التي أسست تأريخاً جميلاً وذكريات لا يمحوها الزمن . للعودة الى الماضي وللوقوف على حاضر المنطقة المر كان لنا لقاء مع إحد وجوه باب الشيخ المختار صالح إبراهيم موسى، بدا الحديث عن التاريخ السياسي للمنطقة من خلال عدة اسئلة

* لأهالي منطقة باب الشيخ تاريخ نضالي ضد السلطات لم ينحصر نضالهم في التصدي لإنقلاب البعث عام 1963 ما صدى ذلك ؟

- لم يكن تصدي الكورد الفيليين ضد إنقلابيي الثامن من شباط ألأسود عام 1963 هو الوحيد بل كانت لهم مواقف أخرى ففي العهد الملكي إشتد ضغط الدولة على الفيليين قام أهالي المنطقة على أثرها بالهجوم على مركز الشرطة وتحرير الموقوفين فيه وحرقه ، المنطقة معروفة بشجاعة أهلها فهم كانوا على رأس المظاهرات وإلإنتفاضات وخير دليل إن أغلب الموقوفين في سجن الفضيليه بعد إنقلاب رمضان كانوا من الكورد الفيليين وأنا شخصيا سجنت فيه لمدة سنة وأربعة اشهر .

*عرف الكورد الفيليون بنشاطهم التجاري فهل لهم نشاطات أخرى في المجتمع؟

- كان للكورد الفيليين نشاط إجتماعي كبير بإلإضافة الى النشاطات التجارية ففي عقد ألأربعينيات من القرن الماضي وفي وقت لم يكن في العراق الا عدد محدود من المدارس ولا يوجد وعي ثقافي ، أنشأ الفيليون مدارس خاصة وفي عملية غير مسبوقة في تاريخ العملية التربوية في العراق تبرع المرحوم الحاج ناوخاس بإحدى الدور الكبيرة لإشغالها بناية للمرسة وما زالت البناية وقفاً لأبناء الفيليين لكن النظام الدكتاتوري قام بغلقها وتركها طعما للإهمال وهي في الوقت الحاضر آيلة الى السقوط . في هذا الوقت نطالب ومن على منبر شفق من الحكومة المركزية التي اصابنا اليأس من وعودها نطالب في الوقت نفسه من حكومة كوردستان ألإستجابة لطلب العوائل الكوردية الفيلية وإعادة بناء المدرسة لتتحول الى مأثرة كبيرة لحكومة كوردستان في بغداد .

*أغلب سكنة باب الشيخ هم من الكورد الفيليين وقد تعرض الكثيرون منهم الى عمليات التهجير ما هي ذكرياتكم عن تلك ألأيام السوداء ؟

- تعرض الكورد الفيليون في باب الشيخ الى أكبر هجمة بربرية أثناء فترة التسفيرات فقد تم تهجير عوائل حاصلة على الجنسية العراقية وحتى عائلتي فأن والدي كان من مواليد بغداد عام 1884 بالرغم من ذلك أتهمنا بالتبعية الإيرانية ، أثناء فترة التسفيرات تم نهب أموال العوائل التي تم تسفيرها من قبل جلاوزة النظام وبالرغم من ذلك هناك مواقف جليلة لابد ان تذكر ، من تلك المواقف الرجولية للعراقيين أثناء عمليات تهجير الكورد الفيليين يقو ل كنت ماراً بأحد ألأزقة فوجدت عددا من رجال الشرطة عند إحد البيوت من أجل القيام بتهجير إحدى العوائل الفيلية ، بالصدفة تعرفت على المفوض المسؤول عن العملية وهو رجل مسيحي ومن أصدقائي فطلبت منه عدم تسفير العائلة فقال هناك أوامر ولكن العامل الإنساني فوق الأوامر ، لتلافي خطر رجال الشرطة الذين كانوا بمعيته طلب منهم مغادرة المكان الى منطقة بعيدة من البيت بعدها طلب من العائلة مغادرة المنطقة الى مكان بعيد وعاد الى مركز الشرطة ليخبرهم بعدم تواجدها في المنطقة وبذلك أنقذها من التهجير ولازالت في العراق لحد الآن .

* باب الشيخ يحتفظ بتاريخ مجيد ما هو واقع المنطقة في الوقت الحاضر ؟

- أما بالنسبة لمنطقة باب الشيخ في الوقت الحاضر فهي تعيش ماساة حقيقية فبالرغم من إن عدد العوائل أكثر من اربعة آلاف عائلة إلا إن المنطقة تعاني من عدم توفر المدارس في المنطقة اقرب مدرسة إبتدائية هي مدرسة إبن الجوزي أما المدارس المتوسطة والإعدادية فلا وجود لها كما إن المدرسة تخلو من ايِ مستوصف أو عيادة شعبية كذلك تشكل مشكلة الكهرباء مشكلة كبيرة فالإنقطاع مستمر ولضعف الحالة ألإقتصادية لمعظم أهالي المنطقة فإن المشكلة أكبر لكون أغلب العوائل لا تتمكن من سد أجرة المحولات الأهلية ، هذا من جانب ومن جانب آخر هناك مشكلة كبيرة جداً وهي زحف الورشات ألصناعية على المنطقة السكنية فأغلب البيوت أستغلت كورشات ومعامل صناعية وافران صهر المعادن وتورنات وهي منتشرة بين البيوت السكنية مسببة تلوثاً كبيراً للبيئة بالإضافة الى رمي ألأنقاض والنفايات في الأزقة وقد تسببت هذه الحالة بإنتشار العديد من ألأمراض بين أهالي المنطقة بالأخص بين الأطفال كما اثرت في الوقت نفسه على بدلات ألإيجار فأصغر بيت وصل إيجاره الى 750 الف دينار.

* هل إتصلتم بالجهات المسؤولة في أمانة بغداد او مجلس المحافظة ؟ما نتائج ذلك ؟

- بالنسبة لخدمات أمانة بغداد مفقودة بالكامل ومجاري المياه ألثقيلة طافحة بإستمرار، إتصلت بمجلس محافظة بغداد أكثر من مرة فطلب تزويده بصور عن المنطقة لكنهم لم يحركوا ساكناً ولم يكلف اي عضو من المجلس نفسه لزيارة المنطقة والوقوف على الكارثة التي حلت بها .

المصدر: مؤسسة شفق / فريدون كريم ملك، 31/1/2011